مصادر دبلوماسية: محاولة اغتيال أبو مازن كانت مخططة لكي تؤول الرئاسة إلى حماس
نائب رئيس المجلس التشريعي أحمد بحر: لدينا ما يثبت زيف هذه المزاعم



لندن: حسن ساتي غزة ـ تل أبيب: laquo;الشرق الأوسطraquo;


قالت مصادر دبلوماسية مقربة طلبت عدم ذكر اسمها لـlaquo;الشرق الاوسطraquo;، إنه بات واضحا ان حركة حماس تعيش صراعا داخليا حادا بين ثلاثة تيارات على خلفية اجتياح غزة وما قاد اليه من ظهورها بمظهر عدم الإيفاء باستحقاقات اتفاق مكة الذي وقعته مع الرئيس محمود عباس (ابو مازن) في 8 فبراير (شباط) الماضي. وقطعت المصادر أن اجتياح غزة نفسه جاء أصلا كمحاولة تعويض لفشل محاولة اغتيال أبو مازن مطلع مارس (آذار) الماضي، التي كان من المقرر تنفيذها أصلا لنسف اتفاق مكة بعد ثلاثة أسابيع من صدوره، وفقا لنفس المصادر.

ونسبت المصادر الى دوائر في حماس أن سيناريو الاغتيال كان سيجعل من أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني (الاسير في سجون إسرائيل الدكتور عزيز الدويكا) ووفقا للقانون رئيسا للسلطة الوطنية. ووفق للمصادر فقد تمت عمليات تشديد الحراسة على منزل بحر في توقيت محاولة الاغتيال بصورة أثارت استغرابه.

وعندما توجهت laquo;الشرق الاوسطraquo; بالسؤال الى بحر في هذا الصدد قال laquo;كلها أكذوبة اصبحت معروفة للداني والقاصي والصغير قبل الكبيرraquo;. واضاف laquo;لقد تحدثوا ايضا عن ست سيارات جيب مصفحة اتحرك بها، وهذا ايضا اكذوبة، فالكل يعرف ان لدي سيارتين احداهما خاصة والثانية تابعة للمجلس. ولا توجد حراسات ولا سيارات مصفحة.. لا اليوم ولا في الغدraquo;. وتابع القول laquo;هذه تضاف الى الافتراءات التي اطلقوها في ذاك اليوم لتأكيد الاشاعة. واعتبرها افترءا على شخصraquo;.

واستطرد قائلا laquo;بالمناسبة اذا كانت حركة حماس تفكر في الاغتيال فان التنفيذ ليس شيئا صعبا. ان حماس لم ولن تفكر لانه ليس في منهجها عمليات الاغتيال السياسيraquo;. واضاف laquo;نحن طالبنا بأن تكون محاولة الاغتيال المزعومة اولى القضايا التي تحقق فيها لجنة تقصي الحقائق المنبثقة عن جامعة الدول العربية. ولدى حماس من الادلة ما يثبت زيف هذه المعلوماتraquo;.

الى ذلك أسهبت المصادر الدبلوماسية في شرح تفاصيل محاولة الاغتيال وقالت إن العملية بدأت في الأول من مارس (اذار) الماضي بحفر نفق في طريق صلاح الدين باعتباره الطريق الذي ظل يسلكه أبو مازن كلما دخل قطاع غزة، لكن موكب أبو مازن غيّر مساره لأسباب لم تقطع المصادر ما إذا كانت تمت عن طريق الصدفة أو من قبيل احتياطات أمنية.

وفي هذا الصدد قالت مصادر في حماس إن الادعاءات الاولية تحدثت عن اكتشاف النفق في شارع المنتدى وهو ليس شارع صلاح الدين، ثم جرى الحديث عن منطقة بين المنتدى ومعسكر انصار وهي ايضا لا تقع على شارع صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه. وهذا كما اضافت المصادر يؤكد عدة صحة هذه المزاعم.

وبالسؤال عن التيارات المؤثرة في لعبة الصراع، تقول المصادر إن الظاهر منها الى اللحظة هو ثلاثة تيارات تسميها بالتحديد:

تيار سياسي متشدد نوعا يقوده خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة المقيم في دمشق ويعول كثيرا على الورقة الإقليمية بدور محوري لسورية وإيران، ورهان يعتمد سياسة النفس الطويل في الصراع سواء مع إسرائيل أو مع حركة فتح، مثلما يعول على هزيمة المخطط الأميركي بالمنطقة وفق تصوره من خلال أزمة العراق وأحداث لبنان، وتقول المصادر إن هذا التيار يعتمد سياسة ما يعرف بالإشارات المضللة، فهو مع اتفاق مكة وضده، وهو مع شرعية أبو مازن وضدها، لكنه مع دمشق في كل الأحوال.

وردا على ذلك قال بحر laquo;ان هذا الكلام اصبح ممجوجا والمقصود منه النيل من حركة حماس ووحدتها والتحريض عليها وإضعاف قوتها في فلسطين وفي الخارج.. إن الحديث عن صقور وحمائم وداخل وخارج ليس جديداraquo;.

والتيار الثاني معتدل يقوده رئيس الوزراء اسماعيل هنية، ويميل الى الأخذ بالاعتبارات الإقليمية والتعاطي مع الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية بواقعية تقطع بأن الدم الفلسطيني وتصفية الحسابات وجب لها أن توقف كليا لأن أول ناتج لها هو خسران القضية الفلسطينية لرصيدها العربي والإسلامي بل والعالمي. أما التيار الثالث وفق رواية المصادر فهو تيار خفي يقوده الجناح العسكري على أرض الواقع، ومع السرية التامة التي تحيط برموز هذا التيار مع تنظيم عقائدي هو حماس، وتعقيدات القرار في داخله. ورجحت المصادر أن يكون أحمد الجعبري هو من بين أقوى ناشطيه.