سلامة أحمد سلامة
سقط حزب الشعب الباكستاني الذي تزعمته بينظير بوتو قبل اغتيالهاrlm;,rlm; فيما تسقط فيه الاحزاب السياسية في العالم الثالث عادة من اخطاء قاتلةrlm;..rlm; وذلك حين جري انتخاب بيلاوال ابنها الأوحدrlm;,rlm; الذي لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره ليخلف والدته في زعامة الحزبrlm;,rlm; تحت وصاية والده آصف علي زارداريrlm;,rlm; ليضع الديمقراطية بذلك في باكستان علي شفا انهيار تام ولا تبدو له بارقة أملrlm;.rlm;
وكان الكثيرون يتوقعون ان تذهب زعامة الحزب الي واحد من قياداته التاريخيةrlm;,rlm; وعلي رأسهم نائب بوتو مخدوم امين فهيم الذي ادار نشاط الحزب طوال سنوات غياب بينظير بوتو في المنفيrlm;,rlm; ولكن يبدو ان نظام التوريث السياسي في شبه القارة الهنديةrlm;,rlm; الذي يتحكم فيه عدد محدود من الاسر السياسية الكبيرةrlm;,rlm; هو السمة الغالبة في هذه المنطقةrlm;,rlm; وقد ظلت اسرة انديرا غاندي لفترة طويلة هي التي تقود حزب المؤتمر في الهندrlm;,rlm; وتدفع ثمن احتكار السلطة باغتيالات وانتكاسات تعرضت لهاrlm;,rlm; ولم تتوقف إلا بظهور قيادات سياسية من حزب المؤتمر لا تنتمي الي اسرة غاندي فاتخذت الديمقراطية فيها مسارا اكثر استقرارا واستمرارا يسمح بتداول السلطة مع احزاب المعارضة لتصبح الهند أكبر ديمقراطية في آسيا والعالمrlm;.rlm;
مثل هذه التجارب تبرهن علي ان النخب السياسية الحاكمة في العالم الثالث قدتكون سببا في تكريس مبادئ الديمقراطية او في انسداد الطريق اليهاrlm;,rlm; والتي تنتهي عادة بانتكاسة تعود بها إلي الحكم العسكري او لسيطرة الحزب الواحد او لحالة من الفوضي وإذا كان اغتيال بينظير قد عرقل مسيرة التحول الديمقراطي في المدي القريب فإن توريث زعامة الحزب لابنها وزوجها لا يمكن إلا ان يضع نهاية لدور حزب الشعب ولمشروعه الفكري الذي ارسي دعائمه بوتو الأبrlm;,rlm; وراهن فيه علي الخيار الديمقراطي ذي المرجعية الاسلامية التي وسمت باكستان منذ شأنهاrlm;.rlm;
غير ان خطورة الاختيار الذي وضع زارداري الأب في قيادة حزب الشعبrlm;,rlm; مطمئنا الي حداثة سن ابنهrlm;,rlm; هو أن تاريخ الزوج في الفساد الذي اتهم به في ولايتيها كرئيسة للوزراء حتي اطلق عليه مسترrlm;10rlm; في المائة لأنه كان يتقاضي عمولات علي التعاقدات للمشاريع الحكوميةrlm;,rlm; ويفتح الباب لانشقاقات تعطل قدرة الحزب علي انجاز تحول ديمقراطي يقضي علي الديكتاتورية والفقر والأميةrlm;,rlm; وهي الظروف التي سمحت بتفشي التيارات المتطرفة والمدارس الدينية في باكستانrlm;.rlm;
لقد دخلت الأزمة التي اعقبت اغتيال بينظير مرحلة جديدةrlm;,rlm; بموافقة الأحزاب الباكستانية علي خوض الانتخابات في موعدها الجديد ولكن لابد ان يكتشف العالم والشعب الباكستاني ان البريق الذي احاط بالحياة السياسية لبينظير لم يكن كله خالصا من اجل الحفاظ علي قيم الديمقراطيةrlm;,rlm; بقدر ما كان صراعا من اجل الابقاء علي الاسطورة السياسية لأسرة بوتو بأي ثمنrlm;,rlm; حتي ولو اتخذ شكل توريث السلطة لشاب لم يكمل تعليمهrlm;,rlm; أو لزوج مثقل باتهامات الفسادrlm;,rlm; ويبدو انه لا فرق بين الرجل والمرأة في تقديس السلطةrlm;!!
التعليقات