عضوان الأحمري

في الحلقة السابقة من برنامج quot;إضاءاتquot; لتركي الدخيل, كان الضيف وزير الإعلام السعودي الأسبق محمد عبده يماني والذي كان صريحاً في حديثه عما بداخله بلا رتوش,ولن أتحدث عن موقفه من أمريكا أو عن منهجية الإعلام التي تحدث عنها,بل عن تحليله لما حدث في معرض الكتاب عام 2006 من قبل بعض المتحمسين والذين تهجموا عليه وأحدهم نعته بطائفة معينة, ووصفوا مرحلته التي كان فيها وزيراً للإعلام بما يعني الفسق. كل هذا مثبت,ومع ذلك فما قاله يماني تجاه أولئك الشباب وقادتهم هو درس لكل من يستخدم الشاشة كأداة لتصفية الحسابات.
يقول محمد عبده يماني:إن هؤلاء الشباب متحمسون وألقى اللائمة على من قام بشحنهم ودفعهم حين قال نصاً في المقابلة quot;بعض العلماء يوجههم توجيهاً خاطئاً ويشحنهم شحنات لا ضرورة لها..quot; .
وبالرغم من محاولة المذيع الدخيل لتوجيه الحوار لدفة معينة, إلا أن الوزير السابق يماني كان يحاول أن يقول:من أتوا لمعرض الكتاب يتحدثون بلغة عصور سابقة ولا يدركون أن هناك ثورة تكنولوجيا,من أتوا لمعرض الكتاب لا يدركون أنه يمكنك الحصول على أي كتاب تريد بضغطة زر.. كان ملتمساً العذر لمن أتوا مشحونين,بعضهم لم يلحق على الفترة التي كان فيها يماني وزيراً للإعلام,ومع ذلك أتى معبأ حاقداً حاملاً على شيخ وقور.
والحق أقول إنني تفاجأت بإجابات الشيخ الفاضل والتي كانت تنم عن حكمة وتجربة عميقة في الحياة,وإن قراءاته المتعددة في السيرة النبوية لم تذهب هباءً منثوراً,وإن الصبر والصفح والعفو سمات لم يعد الكثيرون من حاملي رايات التدين يؤمنون بها,والدليل الملفات الصفراء التي أتوا بها ليحاسبوا وزيراً ترك الوزارة من سنين,يغفر الله له زلاته إن وجدت في منصبه,لكن الناس لا يغفرون.
درس من رجل عظيم, لمن يظن أن الله سينصر بصراخه على الشاشة الأمة وأن الجهاد مقترن بهجائه.