أنور عقل ضو
وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسي إلي بيروت، دون آفاق واضحة تشي بأن ثمة إمكانية لاستكمال مسعاه من أجل وضع مبادرة مجلس وزراء الخارجية العرب موضع التنفيذ، فالصورة ما تزال ضبابية وقاتمة، ولا يبدو في الافق ما يشير إلي امكانية تحقيق نجاح في صوغ تفاهم نهائي بين فرقاء الصراع، وسط تأكيدات بأن انعقاد الجلسة النيابية الاثنين وانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية، أصبحت متعذّرة ومحكومة بعامل الوقت القليل والضاغط.
سينطلق موسي من العقدة الأساسية التي شكلت العقبة الأساس للافراج عن هذا الاتفاق، والمتمثلة بالبند الثاني من المبادرة، ونسب التمثيل في الحكومة التي ما تزال مادة خلافية بين الأكثرية والمعارضة.
غير أن موسي سيواجه ملفات أكثر تعقيدا، لتسهيل إقرار تشكيلة حكومية تحظي بإجماع وطني، ويبدو أن المعركة السياسية فتحت لتطال سلاح المقاومة واستراتيجية الدفاع الواجب اعتمادها في ضوء سلسلة المقترحات التي كانت تقدمت بها أطراف طاولة الحوار، إضافة إلي العلاقات بين لبنان وسوريا وما يتصل تحديدا بترسيم الحدود والعلاقات الديبلوماسية.
ويأتي البحث في هذه العناوين السياسية ليشرع الباب أمام حوار أشمل في ضوء البند الذي أضيف علي بيان مجلس وزراء الخارجية العرب تحت عنوان التأكيد علي ثوابت بيان الحكومة الحاضرة في شأن المقاومة وحرية مواجهة قوات الاحتلال ، أخذاً بعين الاعتبار أن الحوار في هذه العناوين يشكل إعلاناً رسمياً عن بدء البحث في لائحة الضمانات التي تعثر الحوار في شأنها بسبب الخلاف الحاد علي شكل وتركيبة حكومة الوحدة الوطنية، الذي أعاق حصول تفاهم في جولة موسي الاخيرة في بيروت.
واللقاء الرباعي المنتظر بين النائب ميشال عون ممثلاً المعارضة، والنائب سعد الحريري ممثلاً الأكثرية والرئيس أمين الجميل ممثلاً قوي الأكثرية المسيحية وموسي، قد لا يحول دونه أي عائق بعدما أكد فريقا الصراع مشاركتهما في هذا اللقاء واستئناف البحث في العناوين التي أثيرت في اللقاء الاول. لكن تبقي العبرة في ما سينتج عن هذا اللقاء المحكوم بمواقف مسبقة لن يبدي أي فريق استعداداً لتقديم تنازلات، لأن شيئاً لم يتغير بين الفترة الفاصلة عن اللقاء الأول.
سيباشر موسي لقاءات في السراي الحكومي حيث ستكون غالبية قيادات قوي 14 آذار حاضرة إلي جانب رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، إلا أنه علي وقع المسعي العربي الأخير للأمين العام لجامعة الدول العربية، تستعد قوي الأكثرية لتأمين حشد كبير في ساحة الشهداء في الرابع عشر من الجاري لمناسبة الذكري الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، خصوصا وأن عددا من أركان قوي الأكثرية ستكون لهم كلمات في هذه المناسبة.
والعودة إلي الشارع هذه المرة، لن تكون كسابقاتها في ظل الأجواء المشحونة، كما أن التظاهر دونه مخاطر بعد الأحداث والتطورات الأمنية الأخيرة، مع الإشارة إلي أن الحشد الجماهيري لقوي الأكثرية سيكون علي بعد أمتار من موقع اعتصام المعارضة المستمر منذ أكثر من سنة، يضاف إلي ذلك أن موسي قدم دون غطاء عربي، ما يعني أن الأمور قد تنحو صوب استحضار النزاعات إلي ساحات بيروت بين جمهورين استطاع كل فريق شحنهما ليتركا مصير البلد رهينة العصبيات التي قد تفلت من عقالها، ولن يكون بمقدور موسي إلا مغادرة بيروت والاستقالة من دوره العربي في لبنان.
التعليقات