فيكتور ديفيس هانسون - لوس أنجلوس تايمز
إذا صدقت استطلاعات الرأي، فإن حصول هيلاري كلينتون على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية لم يعد احتمالا واردا كما كان منذ فترة. فتقدمها الكبير على منافسها تلاشى من دون سابق تحذير في ولايات كثيرة.
هل يعود هذا التراجع إلى قضايا مثل حرب العراق ورخص القيادة التي تمنح للمهاجرين غير الشرعيين؟ أم أن حملتها اتسمت بالتأنق الزائد والبعد عن الواقعية واعتقدت هي أن استطلاعات الرأي ووسائل الإعلام كافية لإنجاحها وأنها ليست مضطرة لأن تقاتل كي تحصل على ترشيح الحزب؟
أم أن السبب هو منافسها المتفائل والواثق دائما باراك أوباما، الذي يواصل المضي قدما بفعل عناصر عديدة منها تفوقه على هيلاري في إطلاق الملاحظات الساخرة. إن حملة هيلاري تعاني التعثر لدرجة أن مستشاريها يحاولون التفتيش في ملفات تسيء إلى منافسها مثل اعترافه باستخدام المخدرات. والآن يستعينون ببيل كلينتون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. بعض الاستطلاعات والآراء التقليدية كانت ترجح أن كلينتون قد يمكنه بالفعل إنقاذ زوجته.
غير أن بيل ليس برجل إنقاذ في المقام الأول. فهو يمكن أن يلقي بالزيت على النار بدلا من إنقاذ هيلاري. فأولا قدرات بيل على كسب الأصوات هي محل شك كبير. فهو لم يكسب أبدا 50% من الأصوات في أي انتخابات رئاسية خاضها. هذه الحقيقة إلى جانب الإحراج الذي تسببت فيه عملية اتهامه بالتقصير والخيانة دفعا آل غور إلى استبعاده من حملة الأخير للرئاسة في عام 2000. صحيح أن وجود كلينتون قد يضيف لهيلاري ثقلا بين الأميركيين من أصل أفريقي، غير أن معظم هؤلاء من المرجح أن يعطوا أصواتهم لأوباما.
ثانيا، لا يمكن تجاهل الجانب النرجسي في بيل . فهو يتحدث كثيرا عن نفسه وعن إنجازاته. ومن المستحيل أن يخلو حديث له عن هيلاري من عبارات مثل laquo;عندما كنت رئيساraquo; أو laquo;لدي رؤياraquo;. الخ. ثالثا، لا يستطيع بيل دائما فصل الحقيقة عن الخيال. ففي حملة إنقاذه لهيلاري، تعرض كلينتون لحرب العراق بشدة والتي ادعى هو كذبا أنه ضدها منذ البداية.
رابعا، الأميركيون قد لا يشعرون بارتياح حيال زوجة لرئيس سابق ترشح نفسها لمنصب القائد العسكري للبلاد. فقد حصل الأمر نفسه مع جورج والاس، حاكم ألاباما وزوجته لورليين التي ترشحت لخلافته. وعلى الرغم من فوزها بالانتخابات إلا أنه كان هناك شعور بعدم الارتياح لفوزها حيث اشتم البعض رائحة كريهة وراء ما حدث.
آل كلينتون عليهما أن يكونا حريصين بشدة في الفترة المقبلة حتى لا تظهر هيلاري وأنها مجرد جسر يعبر عليه بيل للحصول على فترة رئاسة ثالثة. فعندما يأتي هو لإنقاذها والدفاع عنها، فإنها ستبدو في موقف لا تستطيع فيه السيطرة على مصيرها.
وإذا انتخبت هيلاري رئيسة للولايات المتحدة، فهل سيتدخل بيل عندما تكون هناك مضايقات من جانب الكونغرس أو قادة الدول تستهدف زوجته. إن آخر ما تتمنى هيلاري رؤيته هو قراءة مانشتات صحف كتلك التي رأيناها الأسبوع الماضي مثل تلك التي تقول: laquo;بيل كلينتون يتبني قضية زوجتهraquo;.
لقد أدعى بيل أن هيلاري خضعت بالفعل لفحوصات طبية، ساخرا من أن أوباما في المقابيل لم يتم فحصه طبيا بشكل كامل. إن جزءا من المشكلة الحالية التي تعانيها هيلاري يتمثل في الغضب الشعبي من استخدام القائمين على حملتها لألفاظ غير لائقة ضد منافسها، فهي في عيون الشعب تسيء لمنافسها بالألفاظ وفي الوقت نفسه تدعي أنها لم تفعل شيئا.
إذا ما واصل بيل أسلوبه الملتوي هذا فإن البعض قد يتساءل عما إذا كان بيل بالفعل يريد انتصار زوجته وتركها تعتم بريق رئاسته وتكون أول رئيسة في الولايات المتحدة وتكون السيدة كلينتون التي لم تواجه تهما بالتقصير والخيانة بسبب فضيحة تسببت فيها مثل زوجها.
إذا حدث الاحتمال المستبعد وانتهى الحال بكلينتون وهي فائزة بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، فإنها ستنجح في ذلك فقط إذا أقنعت أميركا وأقنعت بيل الجامح نفسه بأنها تترشح من أجل الحصول على أول ولاية لها في البيت الأبيض وليس على ثالث ولاية لبيل.
التعليقات