نهاية مقررات بيكر ـ هاملتون قبل بداية quot;العصر الأميركي الجديدquot;
واشنطن ـ فارس خشّان
في الأشهر الأحد عشر المتبقية من ولاية الرئيس جورج بوش، بدأت إدارته تعبّر عن ثقتها بما تسميه quot;وقوف العراق على رجليهquot;.
وهذه الثقة لا تبدو أنّها ستكون مريحة للنظام السوري على الإطلاق، على اعتبار أنها، وفي حال ترسّخت، سوف توصل إدارة أميركية جديدة quot;لا تحتاج الى سوريا وإيرانquot;، لأن quot;وقوف العراق على رجليهquot; بالشروط المتوافرة حاليا يعني quot;نهاية تنفيذية لمقررات لجنة بيكر ـ هاملتونquot;.
ويقول مسؤولون أميركيون يشترطون عدم الإفصاح عن هوياتهم أو عن وظائفهم المهمة في الإدارة الحالية، إن التطورات الإيجابية التي يشهدها العراق حصلت quot;رغما عن أنف النظامين السوري والإيراني، وبفضل الشعب العراقي بالذات الذي انتفض على تنظيم القاعدة وأعلن رفضه للنفوذ الإيرانيquot;.
ويعتبرون أن حصول ذلك quot;يعني شيئا واحدا وهو أن كل كلام على أن دمشق هي مفتاح الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط عموما وفي لبنان وفلسطين والعراق، لا يعدو كونه نسج أوهامquot;.
ويفصّلون: quot;كثيرون كانوا يقولون إن توفير الإستقرار في العراق يحتاج الى محاورة سوريا وإيران، ولكن نحن أثبتنا أننا ومن دون عقد أي صفقة لا مع سوريا ولا مع إيران، استطعنا أن نتوصل الى تهدئة الأوضاع، وسبب ذلك أن العراقيين وبدعم منا ومن الأمم المتحدة وببدء الدخول العربي على الخط، قاوموا إيران والإرهابيين الذين يجدون لهم مأوى في سوريا، وهذا يكشف الكذبة التي تقول إن سوريا هي مفتاح الحل في منطقة الشرق الاوسطquot;.
ولما يتم سؤال هؤلاء المسؤولين: quot;هل هذا يعني نهاية مقررات لجنة بيكر ـ هاملتون ؟quot;، يجيبون: quot;طبعاquot;.
ولعل هذه الصورة المنبثقة من الواقع العراقي، يريدها المسؤولون الأميركيون بمثابة تمهيد ليُثبتوا للبنانيين أن خوفهم المستمر من صفقة مع النظام السوري على حسابهم، ليست مبنية على وقائع بل هي وليدة الخرافة التي تدفعهم كل يوم الى التحدث عن اشتباههم بوجود صفقة على حساب وطنهم.
وهنا يدخل المسؤولون الأميركيون في صلب المسألة ويكشفون بوضوح ما بعده وضوح quot;أننا أفهمنا الإسرائيليين انهم أحرار في الحديث مع من يشاؤون ولكن لبنان ليس للمساومة وكذلك المحكمة الدولية لأنها ليست ملكا لواشنطن بل هي منشأة بقرار من مجلس الامن وسوريا مسؤولة امام المحكمة لجهة التعاون معهاquot;.
ويؤكد هؤلاء أن الجميع فهم لبّ الموقف الأميركي، وهو يتمحور في رسالة مفادها الآتي: quot;إنّ دعمنا لاستقلال لبنان غير قابل للمساومة، لأننا لا ننظر اليه على أنه مجرد حجر على رقعة الشطرنج أو بمثابة ورقة قابلة للمقايضة، بل هو أساسي في استراتيجتناquot;.
ويقولون: quot;صحيح أن هذا الموقف هو التزام نهائي قطعه الرئيس جورج بوش، لكن الصحيح أيضا أن هذه سياسة ثابتة تُعبّر عن تطلعات الشعب الأميركي فلا يتم التراجع عنها، وهذا ما يجب استنتاجه من رسائل اوباما وهيلاري كلينتون الخاصة بلبنان ومن القرار الأخير الصادر عن الكونغرس الأميركي بعد اجتياحه من الحزب الديموقراطيquot;.
ويتابعون: quot;في العادة عندما تذهب أي إدارة أميركية الى الكونغرس للدفاع عن واحد من ملفاتها تشعر بالقلق، ولكن في مسألة لبنان فنحن نذهب مرتاحين، لأن هناك مزايدات نتعرض لها، والهجوم علينا يكون بسبب ما يسميه البعض تباطؤاً في الدعم وشحاً في المساعداتquot;.
وتأسيساً على ذلك، يؤكد المسؤولون الأميركيون الحقيقة الآتية: quot;نحن لا نساوم سوريا وايران لوقف زعزعة الاستقرار في لبنان بل نحن نضغط من اجل تحقيق ذلك، وعلى سوريا بالذات أن تعي جيّدا وجوب ألا تحلم بالسماح لها بالعودة الى لبنان، بأي شكل من الأشكال، وتحت أي ظرف من الظروفquot;.
ويصيغون رسالة مهمة مصاغة بدقة وبتأن: quot;لبنان أحد اهم عناصر الأزمة مع سوريا وليس كل الأزمة، فالدور السوري في زعزعة الاستقرار موجود في العراق وفلسطينquot;.
ويحدّدون طريقة مساعدتهم للبنان المستقل بالقول: quot;نحن ندعم البرنامج الذي يضعه اللبنانيون. في بعض الأحيان نحن لا نوافق على ما يقوم به قادة لبنان، ولكننا في كل الأحوال نرضخ له. وهذا ليس كلاماً إنشائياً، لأن طبيعة نظامنا تُلزمنا بأن نقول علناً ما نفعله سراًquot;.
- آخر تحديث :
التعليقات