تركي الدخيل

الدكتور مجيد العلوي وزير العمل البحريني يتحدث عن عادات سلبية غزت مجتمعاتنا الخليجية، بعد رخاء النفط، تشكل قائمة طويلها، يتربع على قائمتها الكسل.
وينقل الزميل خالد القشطيني أمس عن مجيد العلوي أنه يشكو كسل المواطن العربي بقوله quot;اللورد في بريطانيا يملك المليارات ويغسل سيارته يوم الأحد بنفسه، بينما الشعب الخليجي يبحث عمن يُمدّه بكأس ماء وهو لا يبعد عنه أمتارquot;، ويشير القشطيني إلى كاريكاتيرات كانت تنشرها الصحافة المصرية عن مقهى النشاط، تصور رجلاً مستلقياً يضع رجله اليمنى على اليسرى، وما فتئ ينادي النادل: quot;يا واد، تعال هنا وحياتك وغير لي رجليquot;.
وأنبه الأستاذ القشطيني، إلى أمرين، فالمتكئ واضعاً رجلاً على رجل، سيصاب إضافة إلى تلبسه بالكسل، بكميات كبيرة من الكِبر، وهي ستمنعه دون شك من استخدام كلمة فيها الكثير من الأدب مثل (وحياتك) حتى لو كانت تنطوي على حلف بغير الله، عياذاً بالله.
غير أن المشكلة لا تأتي عادة من اللوردات ومن في حكمهم، فقد كنت أقرأ بالأمس لفؤاد الهاشم، يتحدث عن حضوره الجنادرية هذا العام، مشيراً إلى عناية أبناء الراحل الكبير الشيخ عبدالعزيز التويجري، به وبضيوف الجنادرية، وكأنهم يمتثلون قول الشاعر العربي:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا*على ما كان عوّده أبوه
ويعود الهاشم ليتحدث عن الجنادرية الأولى قبل 28 عاماً، متذكراً ثلة من المثقفين وقد دعاهم التويجري الأب رحمه الله، وكانوا يسألون فؤاد: هل هؤلاء الشباب السعوديون الذين يقومون على خدمتنا، يعملون في الحرس الوطني، بحكم أن الداعي يعمل وكيلاً للحرس؟! فيقول لهم بل هم أبناء الشيخ عبدالعزيز، يخدمون ضيوف والدهم.
الذين يثقون في أنفسهم، لا يجدون العمل، وخدمة الناس، وبخاصة ضيوفهم، يمكن أن يقلل بحال من الأحوال من قيمتهم. بل يعلمون أن ذلك يجعلهم أكثر اقتراباً من الناس، والتواضعُ انعكاس لشخصية صاحبه ينقلها إلى من يتعامل معه.
فمن يعلم صغارنا ذلك، وبخاصة وقد دبّ إليهم الكسل، حتى تجد أحدهم يضطجع على أريكته ويدعو الخادمة بأعلى صوته، وهو يشاهد التلفزيون قائلاً: قربي لي الريموت كنترول!