الأكثرية تتجه لمقاطعة القمة العربية
بيروت - نبيه البرجي
انخفض مستوى التفاؤل لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري الى كلمتي laquo;لعل وعسىraquo;، خشية ان يرتطم رهانه الجديد على شيء ما قد يحصل قبيل القمة العربية في دمشق اواخر شهر مارس الحالي، بمفاجآت او بأحداث جديدة، مع تعقيدات الوضعين الاقليمي والدولي.
في الويك اند سمع المقربون من بري تخوفه laquo;البالغraquo; من ان تبقى الازمة مفتوحة، او بالتالي ان تتفاعل بصورة خطيرة، والى الحد الذي يجعل الدولة اللبنانية في مهب الريح.
الموعد الاخير
ولان باب الحل قد يكون مفتوحا ايضا، وهذا ما تستبعده جهات سياسية ودبلوماسية على السواء، فقد ارجأ بري جلسة المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية، وهو الارجاء السادس عشر للفراغ الرئاسي، الى ظهر يوم الثلاثاء 25 الجاري، اي قبل موعد التئام قمة دمشق بنحو مائة ساعة.
الموعد وصف بأنه الاخير في سلسلة المواعيد الروتينية لان التأجيل السابع عشر قد يشرع الابواب امام كل الاحتمالات، خصوصا ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي طرح كمرشح توافقي يغادر اليرزة (حيث مقر وزارة الدفاع) قبل نهاية العام الحالي لبلوغه سن التقاعد.
حرب لا حرب
وترددت معلومات تقول ان الاتصالات العربية ربما توصلت الى تسوية ما، واذا كان بري قد نفى، بصورة قاطعة، احتمال حصول حرب اسرائيلية ضد laquo;حزب اللهraquo;، فقد توقفت اكثر من جهة عند التقارير التي ترد من اكثر من مكان، وتفيد بان تطورات امنية (واستراتيجية) على جانب كبير من الاهمية قد تحدث خلال الاشهر المقبلة. وبالتالي، فإن الازمة ستظل تراوح مكانها الى ان تنجلي التطورات على واقع جديد.
لا معلومات قاطعة حول احتمالات الحرب، لكن المؤكد ان جلسة المجلس النيابي بعد اسبوعين من الان ستشكل مفترق طرق، وان بدا واضحا امس ان هناك في صفوف الاكثرية والمعارضة من يعتبر ان انتخاب رئيس للجمهورية يوم 25 مارس ممكن ولكن..
ثمة اشارات دبلوماسية توحي بعدم الافراط في التفاؤل، فظروف الحل لم تنضج بعد، والمنصب الرئاسي سيبقى شاغرا الى ما شاء الله، وان مع بعض الرهان على موقف ما تتخذه القمة العربية، وهو الامر الذي لا يأخذ به الكثيرون ما دامت العلاقات بين دمشق والرياض مازالت على حالها من المراوحة، وان ادت احداث غزة، بكل تداعياتها المأساوية، الى الحد الادنى من التواصل.
لبنان والقمة
لكن اللافت انه حتى الان لم يتبلغ لبنان الدعوة الى حضور قمة دمشق التي دعا رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الى مقاطعتها، وهذا رأي قوى مختلفة من الاكثرية.
وفي هذا المجال، رحبت مصادر حكومية ان تكون سوريا laquo;قررت توجيه الدعوة الى لبنان لان الداعي للانتظار من قبل السوريين سقط بعد ارجاء جلسة انتخاب الرئيس حتى 25 مارس الحاليraquo;.
ورأت انه laquo;من غير المنطقي ان تنتظر سوريا مرة اخرى امكانية انتخاب الرئيس او عدمها في ذلك الموعد، اي قبل ايام من انعقاد القمة لتقرر توجيه الدعوة الى رئيس الجمهورية او الى غيرهraquo;.
موفد سوري؟
ورأت ان حسم توجيه الدعوة الى لبنان سيحصل في غضون الايام القليلة المقبلة، وانه من الطبيعي ان تسلم الدعوة عبر موفد سوري يأتي الى بيروت كما حصل مع مختلف الدول العربية، وان كان لبنان يعيش في ظروف استثنائية (الموفد قد يزور الخارجية ويلتقي الوزير المستقيل فوزي صلوخ).
لكن المرجح، حتى الان ان لبنان لن يشارك في قمة دمشق حتى ولو دعي اليها، ان بسبب طبيعة العلاقات مع سوريا، او للرغبة في laquo;احداث صدمة ماraquo; لتغيبه، وبالتالي تحميل هذه الاخيرة المسؤولية عن ذلك.
وبعد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في laquo;القوات اللبنانيةraquo; سمير جعجع، كان لافتا ان عضوا في كتلة المستقبل، وهي الكتلة الاكثر وزنا في الاكثرية، النائب عاطف مجدلاني، دعا الى عدم المشاركة، laquo;تعبيرا عن رفض ما يحاك من قبل النظام السوري لمصير لبنان ومستقبلهraquo;.
التعليقات