فاتح عبدالسلام
هناك أسئلة مشروعة تصل من العراقيين دائماً تلتقي عند القول: لماذا الخلاف علي الأساسيات بين الأحزاب العراقية مادام الدستور الذي تحمسوا له طويلاً وأقروه سريعاً بين أيديهم.
وقصّة الاستفتاء علي الدستور هي رأس المشكلة التي تولد أزمات من الصعب إنهاؤها، بسبب الطريقة quot;الشموليةquot; التي جري فيها التصويت علي الدستور، ووضع العراقيين أمام حالة صعبة وهي قبول التصويت عليه كاملاً بغض النظر علي الخلافات الجوهرية علي بنود اساسية فيه بالرغم من ان هناك بنوداً كان المصوتون يؤيدونها لوكانت منفصلة. وتلك الفقرات التي كان يدور عليها الخلاف الشديد لاسيما فيما يخص الفيدرالية وقانون المحافظات هي التي تبدو الآن مثل العصا في العجلة التي جري تدويرها قسراً بغض النظر عن الظروف المحيطة بها.
الدستور ينتظر تعديلات منذ سنة، وماذا لو تأجلت سنتين وثلاثاً وخمساً .. اي بلد هذا الذي يعمل بخديعة وجود دستور يجري الالتفاف عليه من قبل واضعيه عبر اتفاقات سياسية مما يكرس القناعة العراقية بأنه كان ناقصاً ومليئاً بالأخطاء الاستراتيجية فضلاً عن الصياغات الحزبية الخطابية الساذجة التي تخللته. وهذا دليل علي ان الدستور بوضعه الحالي غير قادر علي التصدي لأزمات البلد.
هناك بنود دستورية بالغة الخطورة كان من الحتمي أنْ يتم فرزها والتصويت عليها بشكل مستقل، وعبر توعية عامة للناس من خلال ندوات واعلام ناضج وفي زمن تبدو علامات الاستقرار فيه أكيدة وواضحة، ليس كفترة الانفلات الأمني الشامل التي جري فيها ادخال الفيل من خرم الابرة .. وما دخل لكنهم أقنعوا انفسهم بالأوراق الرسمية انه دخل ..
- آخر تحديث :
التعليقات