بيروت - quot; الخليج quot;
يستمر الجمود في الأزمة اللبنانية، عشية التحضير لمشاركة لبنان في مؤتمري القمة الإسلامية في دكار غدا، والعربية في دمشق أواخر الشهر الحالي.
ويبدو أن الحكومة اللبنانية، تتجه إلى عدم المشاركة في قمة دمشق، إذا لم توجه الدعوة رسمياً إليها مباشرة، عبر موفد رئاسي سوري برتبة وزير، وهو الأمر الذي عبّر عنه مصدر وزاري لبناني رفيع المستوى لrdquo;الخليجrdquo; أمس، في وقت يبدو أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لا يفكر بالعودة إلى بيروت في المدى القريب لمتابعة وساطته، ما لم يطرأ جديد على خط الأزمة، الأمر الذي تستبعده مصادر لبنانية مطلعة، وان كانت تعوّل على أن تشكل القمة الإسلامية في العاصمة السنغالية دكار محطة مهمة، قبل استحقاقي موعد الانتخاب الرئاسي في 25 الحالي، والقمة العربية، حيث تتوقع المصادر أن يكون الملف اللبناني البند الأبرز على هامش اجتماعات زعماء الدول العربية والإسلامية، وبخاصة مع توقع مشاركة كل من السعودية وإيران وسوريا ومصر في أعمال القمة، على مستوى قياداتها ما سوف يشكل فرصة جديدة لإعادة إحياء البحث عن تسوية للازمة السياسية، تسمح بانتخاب الرئيس في 25 الحالي، وتعالج العقبات التي لا تزال تعترض تشكيلة الحكومة المقبلة.
وفي السياق أعلن الأمين العام للجامعة عمرو موسى أن القمة ستعقد في مكانها وزمانها المحددين، وأكد مشاركة الرياض فيها لافتاً إلى أن مستوى التمثيل السعودي لم يتقرر بعد. وفي حديث لمحطة ldquo;العربيةrdquo;، أمس، لفت موسى إلى أن المهم هو انتخاب رئيس للجمهورية مؤكداً أن التأخير في الانتخاب يضر بلبنان واستقراره، ومشيراً إلى أن الحديث عن اسم مرشح رئاسة الحكومة المقبلة أمر سابق لأوانه. وفي مؤتمر صحافي في القاهرة أكد موسى أن الدعوة ستوجه إلى لبنان خلال أيام، ونفى علمه بالكيفية التي سيتم فيها ذلك.
وأكد مصدر وزاري لبناني بارز لrdquo;الخليجrdquo; ان الحكومة أعطت تعليمات لمندوب لبنان في القاهرة والجامعة العربية السفير خالد زيادة بعدم تسلم أي دعوة من سوريا للبنان بحضور قمة دمشق، في حال أُرسلت الدعوة من خلال الجامعة. وقال المصدر إن الحكومة مصرة على أن توجه الدعوة بحسب الأصول من خلال موفد رئاسي يسلمها إلى الحكومة صاحبة قرار المشاركة أو عدمها.
من جانبه، قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي إنه بادر بعد إعلانه تأجيل الجلسة النيابية لانتخاب الرئيس إلى الاتصال بموسى شارحاً له حيثيات التأجيل. وكرّر التأكيد أن المطلوب هو معالجة الأزمة بين دمشق والرياض. وقال إنه عندما تحدث عن الrdquo;اس.اسrdquo; (سوريا والسعودية) إنما فعل ذلك انطلاقاً من اقتناعه بأن عودة العلاقة إلى طبيعتها بين البلدين من شأنها أن تنعكس إيجاباً على لبنان. وأضاف ldquo;إذا تصافح العرب نتصالح فوراً في لبنانrdquo;. كما رد على انتقاد واشنطن لتأجيل جلسة انتخاب الرئيس، فقال ldquo;من لا يؤيد المبادرة العربية، ومن عرقل أكثر من مشروع حل، ومن لا يدين الانتهاكات ldquo;الإسرائيليةrdquo; للأجواء اللبنانية، ويسكت عن استمرار الاحتلال ldquo;الإسرائيليrdquo; لمزارع شبعا وللقسم الشمالي من منطقة الغجر، ولا يدين ملايين القنابل العنقودية التي ألقتها ldquo;إسرائيلrdquo; بعد صدور القرار 1701 في أرضنا وقلوب أطفالنا، ومن يرسل الأساطيل لحماية اعتداءات ldquo;إسرائيلrdquo; في غزة.. إلى متى يريدنا أن نصدق انه متمسك اكثر من أهل البيت بانتخاب رئيس للجمهورية يكرس وحدته وعودة مؤسساته، بما فيها الحكومة اللاشرعية، التي من أهم دعائم عدم شرعيتها ترداد الولايات المتحدة كل يوم معزوفة أنها شرعية وأنها منتخبة، فهم حتى لا يعلمون أن الحكومة لا تنتخبrdquo;.
وعمدت بعض قوى الأكثرية إلى التصعيد في مسألة مشاركة لبنان في القمة مكررة الحاجة لقدوم موفد رئاسي سوري لتسليم الدعوة إلى الحكومة، لكن مصادر تقول إن موقف قوى 14 آذار ليس موحدا بشأن القمة، حيث برز موقفان بهذا الخصوص. وأكد وزير الاتصالات مروان حمادة (عن كتلة اللقاء الديمقراطي) انه لا مجال لقبول دعوة لبنان إذا وجهت دمشق هذه الدعوة عبر الجامعة العربية. وأضاف أن اللقاءات الوزارية الرباعية التي جمعت في دمشق مؤخراً وزراء خارجية كل من سوريا وإيران وقطر وعمان، لم تنجح في حلحلة ldquo;الموقف السوريrdquo; حيال الاستحقاق الرئاسي. وكشف عضو الكتلة وائل أبو فاعور عن وجود رأيين داخل ldquo;الموالاةrdquo; فيما يخص المشاركة في القمة، أحدهما ldquo;اللقاء الديمقراطيrdquo; يعتبر أن الحضور بمثابة ldquo;براءة للنظام السوريrdquo;، والثاني يشدد على ضرورة المشاركة لإظهار حق لبنان.
في الأثناء، اعتبرت الأمانة العامة لrdquo;منبر الوحدة الوطنيةrdquo; بعد اجتماعها، أمس، برئاسة د. سليم الحص ان ldquo;بوادر إيجابية تلوح في الآفاق العربية في إطار الإعداد للقمةrdquo;. ورأت أن يتمثل لبنان في القمة المقبلة بقائد الجيش العماد ميشال سليمان بقرار من الحكومة باعتبار أنه يجسد التوافق اللبناني.
من جانبه، حذّر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير من ان ldquo;الحالة في لبنان جرّت البلاد الى شفير الهاوية وخير برهان على ذلك ان الرئيس نبيه بري أرجأ للمرة السادسة عشرة جلسة انتخاب رئيس للجمهوريةrdquo;.
وقال: ldquo;ان المجلس النيابي معطّل ولا يستطيع ان يجتمع منذ أكثر من سنة والبعض يستقيل من مهامه ويمارسها في الوقت ذاته والعاصمة مقفلةrdquo;، واصفاً الوضع الراهن ب ldquo;البائسrdquo;.
وأكد صفير خلال افتتاح مؤتمر الحضور الاسلامي المنعقد في سيدة الجبل في فتقا، ان الحضور المسيحي في لبنان اليوم ldquo;يدعو الى القلقrdquo;، مشيراً الى ان ldquo;الاضطراب الذي نعيشه مردّه الى شؤون سياسية تداخلت فيها الغايات والانانيات حتى بات لبنان كأنه قبضة في مهبّ الريحrdquo;.
أما رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع فقد دعا من واشنطن إلى حماية الاستقلال اللبناني ldquo;بعيداً عن صراعات الخارجrdquo;، وطالب خلال زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة بتقديم المساعدات الممكنة إلى الحكومة اللبنانية، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والعسكرية، بالإضافة إلى المجالات السياسية على مستوى الإدارة الأمريكية والمنظمات الدولية.
وبعد لقائه بمستشار نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ومدير شؤون الأمن القومي جون هانا ومستشار الأمن القومي ستيفان هادلي، ركّز جعجع على وسائل الحفاظ على الاستقلال الفعلي للبنان وسيادته، والسبل الكفيلة بإبقائه بعيداً عن الصراعات الدائرة في المنطقة، وأكد المسؤولون الأمريكيون له حسب مصادر القوات، الالتزام الكامل والقوي للولايات المتحدة ldquo;بمساعدة الشعب اللبناني على تحقيق حلمه ببناء دولة مستقلة وحرةrdquo;، وأعرب هؤلاء المسؤولون عن ldquo;قلقهمrdquo; من النشاطات التي سموها السلبية لسوريا وحلفائها في لبنان. ورد مسؤول الإعلام في تيار المردة في لبنان سليمان فرنجية (غير الوزير سليمان فرنجية) على جعجع وطالبه بأن يأتي بموافقة أمريكية على تنفيذ القرار 194 المتعلق بحق العودة لمنع التوطين، وأكد أن التخلي عن سلاح المقاومة يسهل العدوان ldquo;الإسرائيليrdquo; بدلاً من صده.
التعليقات