تركي الدخيل

رقص الشيخ عبدالمحسن العبيكان العرضة، فصوروه وظنّوا أنهم مسكوا عليه زلّة، لأنه كان يحتفل بمناسبة زواج، أمرنا فيه بالفرح.
أعجبني الشيخ عبدالمحسن، وهو يقول بكل صراحة ووضوح وثبات لـ(الشرق الأوسط) أمس: quot;نعم، شاركت في الرقصة، ولا أعير بالاً لمن يريد أن يقلب أفراحنا إلى مآتمquot;. الشيخ العبيكان كان يشارك في زواج لابن أخيه الذي أقيم في الرياض قبل أمس، واستشهد رداً على من هاجموه بأن العرضة جائزة شرعاً، كما اللعب بالحراب والسيوف، وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري، عندما دعا عائشة لتشهد لعب مهاجري الحبشة في فناء المسجد.
ما زلنا نتذكر المشهد المصور للملك عبدالعزيز عند دخوله مكة وهو يسير في منطقة قرب الحرم وأهازيج العرضة تقود الموكب الملكي المهيب، ولم ينكر عليه ذلك أحد.
ووالله لو رأى بعض المنكرين على الشيخ العبيكان مهاجري الحبشة يؤدون ذات اللعب الذي كانوا يؤدونه على مرأى من النبي صلى الله عليه وسلم، في فناء أحد المساجد، لاشتد نكيرهم، ولأبرقوا البرقيات، ولأرغوا وأزبدوا، ولاعتبروا ذلك كله مؤامرة يقودها فلان وعلاّن وعلنتان، ولكذبوا في تصوير ما حدث بغية رفع العقائر بما يليق وما لا يليق.
إن المشكلة عند هؤلاء يا شيخ عبدالمحسن، ليست أنهم يبحثون عن الحق، فلن يعتبروا لنقلك عن ابن حجر في فتح الباري أن إظهار السرور والفرح من شعائر الدين ومن الأمور المطلوبة شرعاً والمستحبة، في المناسبات والأفراح. ولن يعبأ القوم يا شيخنا بتأكيدك أن استخدام الطبول والدفوف جائز كما في الحديث الندب إلى إعلان النكاح بالضرب بالدف،
ولن يقبلوا منك نقلك عن الشيخ ابن باز أنه أجاز العرضة، ولا إباحة الشيخ ابن عثيمين رحمهما الله للعرضة السعودية، ولا نقل أحد المشايخ عن ابن عثيمين أنه شارك شخصياً بالسيف في أحد العرضات.
وسيكذبونني إن قلت لهم إن الملك عبدالله عندما كان ولياً للعهد، شارك في تمرين تعبوي قرب القصيم حضره الشيخ ابن عثيمين وأقيمت فيه العرضه فبقي الشيخ جالساً حتى انتهت، ولو كان الاحتفال منقولاً في التلفزيون.
أتدري لماذا يا شيخ عبدالمحسن؟!
لأن كل ما يخالف أهواءهم باطل، ولو كانت أدلة النقل والعقل تؤكد رأي غيرهم وهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار!
أعانك الله عليهم يا شيخ عبدالمحسن...