الرياض - مشعل العبدلي

اتفق كل من الدكتور عبدالله الغذامي والشيخ محسن العواجي على الليبراليين في السعودية، فالأول يصفهم بـlaquo;السذجraquo; والـlaquo;مشوشينraquo;، والثاني اعتبرهم laquo;سفهاءraquo;. اتفاق مثل هذا هو ما يحذر منه الليبراليون، وربما يخشاه الغذامي نفسه، أن يوضع في خندق واحد مع من هم ضده هو نفسه، إذ يقوم بخدمتهم بتصريحاته وآرائه الحادة، بحسب تعبير آل زلفة. عادت إذاً الليبرالية للحضور بقوة، لكن ليس من خلال الدكتور الغذامي فقط، إنما أضيف له عدد من الشخصيات في حوار أشبه بمواجهة شرسة، ليس فيها منتصر ولا مهزوم.

في الحلقة التي بثتها أمس قناة laquo;دليلraquo; من برنامج laquo;البيان التاليraquo;، الذي يقدمه الزميل عبدالعزيز قاسم، عاد صاحب laquo;الخطيئة والتكفيرraquo; ليدافع عن آرائه الحادة في الليبراليين السعوديين، مؤكداً أنهم laquo;سذج ومشوشون ومتناقضون وأدعياء بلا قضيةraquo;. وشارك في الحلقة نفسها الدكتور محمد آل زلفة والكاتب عبدالرحمن الوابلي. وقال آل زلفة: laquo;إن هناك من يحاول أن يجهض دور المثقف السعودي في الإصلاحraquo;، أنا أتصور أن مهاجمي الليبراليين مغالون ومتشددون.

الغذامي والعواجي متفقان... الليبراليون laquo;سذجraquo;!
الرياض - مشعل العبدلي

عادت الليبرالية للحضور بقوة، لكن ليس من خلال الدكتور عبدالله الغذامي فقط، إنما أضيف له عدد من الشخصيات في حوار أشبه بمواجهة شرسة، ليس فيها منتصر ولا مهزوم.

في الحلقة التي بثتها أمس قناة laquo;دليلraquo; من برنامج laquo;البيان التاليraquo;، الذي يقدمه الزميل عبدالعزيز قاسم، عاد الغذامي ليدافع عن آرائه الحادة في الليبراليين السعوديين، التي أطلقها في مقالات قبل عام وفي محاضرة laquo;الليبرالية الموشومةraquo; قبل أسبوعين في جامعة الملك سعود، ففي الحلقة التي عنونت laquo;الليبرالية... بين الغذامي وخصومهraquo;، أكدّ الغذامي أن الليبراليين السعوديين سذج ومشوشون ومتناقضون وأدعياء بلا قضية، مبرراً سبب الحديث في هذا الوقت laquo;بأنه من الطريف أن نفترض أن للفكر وقتاً، الفكر ليس وجبة غداء، والمفكر لا يستطيع أن يؤقت لفكرتهraquo;. وقال ألقيت المحاضرة وفاء لوعد.

وكشف عن تمنيه إيقاف المحاضرة في آخر لحظة قائلاً: laquo;لأنه لدي معضل منهجي حقيقي أواجهه مع الليبرالية السعوديةraquo; وأضاف: laquo;كنت بصدد تأليف كتاب عن الوسطية والليبرالية، ومن سوء حظي أنني بدأت بالوسطية، لأنني وجدت مع الليبرالية أن المسافة بين اللب والقشرة ضئيلة جداً، فقررت إيقاف الموضوع، أما الوسطية فأعطتني مجالاً أوسع، لأنني أمام نص عميق، كما أن هناك حيزاً للنقد والتشريح مع النصوص الأدبية فيهاraquo;.

ورد الغذامي بأنه من الطبيعي أن يواجه بصفات التخريف، laquo;فمن ألف فقد استهدف، لكن السؤال الأساسي هو هل ستجعل ما يقوله الآخرون طريقك؟raquo;، وقال: laquo;لا بد من توقع هذه الأمورraquo;.

ورداً على تهم التعميم التي واجهه بها كتّاب صحافيون بعد المحاضرة، قال إن كل المقالات laquo;التي جاءت بعد محاضرتي يقول كاتبوها لست ليبرالياً وإنما وإن صح أننيّ عممت فهذه مخالفة علمية منهجية، وبهذا تسقط الأطروحة التي أقدمهاraquo;. وكشف عن تهمة التعميم laquo;هناك تنوع شديد في كل الطروحات، التي درستها ما عدا الليبرالية، فالطيف في كل الطروحات متنوع من داخله، أما في الليبرالية فنقع في مشكلة، فنحن أمام شي تكاد تقول إنه موجود وغير موجود. فالليبرالية ككلام موجودة، لكن كممارسات وأسماء فلا يوجدraquo;.

وأوضح أنه استعان بباحثين مستقلين محسن العواجي. للإجابة على سؤال من ثلاث فقرات: هل يقول الليبرالي السعودي إنه ليبرالي؟ وهل يقول عنه الآخرون ذلك؟ وهل يتمثل الصفات الليبرالية؟ وأجاب laquo;لم أجد كتلة واحدة ممكن أن تسمى بالليبرالية في السعودية ما عدا الشبكة الليبرالية، فهي التي تسمي نفسها ليبرالية وتمارس خطاباً ليبرالياً إضافة لاثنين أو ثلاثةraquo;.

وشارك في الحلقة عضو مجلس الشورى السابق محمد آل زلفة والكاتب عبدالرحمن الوابلي ومحسن العواجي. وقال آل زلفة إنه من حق كتّاب الصحف أن ينتقدوا أية ممارسة لا تتفق مع العقل والدين، مشدداً على أن هناك من يحاول أن يجهض دور المثقف السعودي في الإصلاح، وقال: laquo;أنا أتصور أن مهاجمي الليبراليين مغالون ومتشددون، وأربأ بالغذامي أن يكون في خندقهم، إذ وظف هؤلاء مقولات الغذامي لخدمتهمraquo;.

واعترف بأنه ليبرالي laquo;إذا كانت دفاعاً عن الحقوق والكرامة تدعو للقيمraquo;.

فيما ردّ الغذامي على آل زلفة قائلاً: laquo;إن هناك فرقاً بين الإصلاح والليبراليةraquo;، مشيراً إلى أن من قام بالإصلاح في البلد laquo;ليسوا من يتسمون بالليبراليين، وأنها مشاريع باكرة قبل الليبرالية، وهناك من الإسلاميين من رفع راية الإصلاح وغيرهم، وقد ودفعوا ثمن ذلك غالياًraquo;.

وقال الوابلي إن هناك laquo;ظلماً وإجحافاً لما يطرح في الصحافة من مقالات وفكرraquo;، مضيفاً انه يتفق مع الغذامي laquo;لكن لا أوافقه أنه لا يوجد لدينا خطاب ليبرالي، وأن خطابات الليبراليين ردات فعل. الليبراليون ليسوا وحدهم مرتبكين، بل إن معظم التيارات في السعودية مرتبكةraquo;. وأكدّ أنه بدأ laquo;يتشكل لدينا خطاب ليبرالي، ومن الصعب أن نقول إنها تجربة ناضجة ومتماسكة وهي بدايتهاraquo;.

واعتبر أن الليبرالية الصحافية laquo;ليست عيباً على العكس مفخرةraquo;. وفي ما يخصه هو اعتبر أن الليبرالية laquo;شرف لا أدعيه. كنت أخفيها سابقاً، لكن الآن أغمضت عيوني وقلت أنا ليبرالي، والليبرالية تستحق أن يتبناها إنسان، ويمارسها سلوكاً ونقداً وسلوكاًraquo;. وعاد الغذامي ليقول إن laquo;كل ما هو وطني وإنساني من أحداث في مجتمعنا تنسب لليبرالية ولا ينظر لأي شيء آخرraquo;. مضيفاً أن في هذا laquo;تقليصاً وترجمة وحشراً لكل المقالات باسم الليبراليةraquo;. عبدالرحمن الوابلي. وتضمنت الحلقة تقريراً شارك فيه الكاتبان عبدالعزيز السماري ومحمد الكنعان، إذ أشار الأول إلى أن كل المقالات المنشورة laquo;هموم شخصية ووطنية، وكاتبوها لا يمثلون الحراك الحقيقي لليبرالية التي تنمو عالمياً، لكن الليبراليين هنا لا يمتلكون السلطة، ولا توجد لديهم أي قصة نجاحraquo;، مضيفاً أنه laquo;حراك لكن هؤلاء الكتّاب لا يمثلون الليبراليين في السعودية إلا جزءاً بسيطاً منهمraquo;.

فيما لفت الكنعان إلى أن الإشكال هو laquo;في تشكيل الليبرالية في مجتمع مسلمraquo;، متفقاً مع الغذامي laquo;أن الليبرالية مجرد رد فعلraquo;.

فيما أثنى الدكتور محسن العواجي على الغذامي وعلى خصومته العادلة، وقال: laquo;إن خلافنا مع الليبرالية خلاف جذريraquo;، مشدداً على أنه ليس من حق أحد laquo;أن يمارس الوصاية على الإصلاح، فالإصلاح رسالة الأنبياء، وليس رسالة الليبراليينraquo;، واصفاً الليبراليين بـlaquo;السفهاءraquo;.