توقعت بعض الصحف الإيرانية هذا الأسبوع اندلاع احتجاجات من الأحياء الفقيرة، نتيجة لإلغاء الدعم المالي عن أسعار السلع الأساسية، فيما تحدثت صحف موالية للسلطة عن العلاقات الإيرانية ـ العربية داعية الاخوة العرب إلى أن يشدوا على أيدي المسؤولين الإيرانيين، ويردوا على التحية بأحسن منها. وتناولت صحف أخرى اجتماع إيران ودول laquo;5+1raquo; في تركيا الشهر المقبل، مشيرة إلى أن الحظر الذي تحلم به واشنطن لإجبار طهران على الرضوخ إلى شروطها أصبح خارج الزمن .
هدد النظام الحاكم على لسان مندوب المرشد خامنئي في صحيفة كيهان ومسؤول غرف التعذيب في سجن ايفين حسين شريعتمداري، مراجع الدين كافة في ايران وخارجها من مغبة معارضة مرجعية السيد خامنئي، قائلا ان معظم المراجع وللأسف لا يفهمون معنى تقديم خدمات مجانية للأجانب من خلال التعاطف مع المعارضة داخل ايران، حيث التقى الكثير من مراجع الدين في مدينة قم مؤخراً مع اسر السجناء السياسيين مما دفع بالمرشد خامنئي للسفر الى قم ثلاث مرات في غضون أسبوعين وطلب من مراجع الدين عدم الوقوف ضده وعدم إصدار اي قرار قد يخدم المعارضة. وقال شريعتمداري في مقالة له: اذا استمر مراجع الدين بتقديم الخدمات للأجانب والتعاطف مع رؤوس الفتنة (قادة القوى الاصلاحية) فاننا نعرف كيف نتعامل مع هؤلاء المراجع.
وفي سياق متصل وصف نائب الرئيس لشؤون الشرق الأوسط رحيم مشائي مراجع الدين غير الرسميين كافة بأنهم مجموعة من الذين لا يفقهون الدين ولا الدنيا. وادعى مشائي: ان الاسلام لا يعارض اي نوع من الموسيقى، لان الموسيقى غذاء الروح والعقل، واذا عارضها مراجع الدين فهؤلاء لا يفهمون معنى الدين ولا الموسيقى.
بالمقابل رد كل من كبار شيوخ ومراجع الدين في مدينة قم وهم وحيد خراساني وكرامي وموسوي اردبيلي وصانعي ومكارم شيرازي وصافي كلبايكاني وجوادي آملي وبيات زنجاني على مواقف وتصريحات ممثلي المرشد خامنئي ورئيس الحكومة احمدي نجاد واكدوا انهم أحرار ومستقلون ويلتقون مع ما يرونه صالحاً لهم، وهم (مراجع الدين) ليسوا عملاء للنظام ولا عبيداً له. ويقول مراقبون ان مثل هذه المواقف والتصريحات هي الأعنف ضد خامنئي وأنصاره من جانب مراجع الدين خلال الفترة الماضية، إضافة الى ذلك دعا هؤلاء الى طرد رحيم مشائي من منصبه، وقال الشيخ مكارم شيرازي ان هذا الشخص لا يفقه ذرة من الإسلام وهو ينفذ فكر الأجانب ومعاد للإسلام في النظام الحاكم في ايران.
ويؤكد محامون مستقلون ان الإهانة والإساءة لاي من مراجع الدين مهما كانوا موالين او غير موالين للنظام تعتبر جريمة يحاسب عليها القضاء، ويمكن اصدار حتى قرار الاعدام ضد المسيئين لمرجع الدين. ويقول شيرازي من المؤسف اننا نعيش في ظروف طارئة داخل ايران وإلا لاصدرنا قرارا شديدا ضد مشائي وأمثاله.
ويشير مراقبون الى ان مراجع الدين يعارضون في الواقع سياسة توريث الحكم، خاصة ان خامنئي كان قد حاول إقناع مراجع الدين بقبول نجله (مجتبى) ليكون بديلاً عنه الا انهم رفضوا هذا الطلب لعدة اسباب منها ان مجتبى هو شيخ بمرتبة (حجة الاسلام) اي انه برتبة ضابط اوعريف في الجيش (النظام)، الا ان المرجعية او ولي الفقيه يجب ان يكون على الأقل بمرتبة laquo;آية اللهraquo;، وان يكون على مستوى إصدار فتوى دينية ، وعليه فان معارضة مراجع الدين لطلب خامنئي بتوريث نجله ادى بأنصاره الى شن هجمات إعلامية وسياسية شديدة اللهجة ضد مراجع الدين للتضييق عليهم وإخراجهم من الساحة واستبدال مراجع دين رسميين وغير مقبولين بالأساس بهم من جانب المواطنين، ومثل هذه السياسة قد لا تنجح بسهولة بل ربما تتحول الى مواقف معادية للنظام من جانب اغلب مراجع الدين الذين بدأوا علانية بانتقاد سياسة النظام والحكومة لقمع الحركة الإصلاحية التي اندلعت على خلفية تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية العام الماضي.










التعليقات