خليل علي حيدر

laquo;ان الصفَّ اليوم متميز، يهود صهاينة يساندهم مجتمع صليبي حاقد، ويطبِّل لهم منافقون من جلدتنا تصدروا اعلامنا، وتم استئجار بعض علماء السوء من امتنا، وفي المقابل امة الاسلام العظيمة، التي وان وهنت فسترجع اليها قوتها بلاشك، يقودها علماء ربانيون صادقون، هم ولاة الامر ان غاب الولاة، منهم السياسيون والمفكرون والعلماء والنجباء والمحللون، والدعاة والمصلحون وغيرهم من سواد هذه الامة، الرجال والنساء، فهم يقفون صفا واحدا، هم جسد واحد ويد واحدة على من سواهم، وسيأتي اليوم الذي يعز الله فيه هذا الدين، ويذل الله فيه الكفر واهله ويفضح النفاق واهلهraquo;.
هذا تقريبا نفس كلام ونظرية اسامة بن لادن في خطاب laquo;الفُسطاطينraquo; الشهير الذي أذاعه من مقره السري في افغانستان. هجوم كاسح على كل الحكومات والانظمة العربية والاسلامية، وتهجم لا يقل عنفا على شيوخ الدين والفقهاء البارزين والمعروفين، وتهديد صريح مولول لكل فكر ومفكر معتدل وغير منجرف مع التطرف الديني وغير منجذب صوب laquo;صفraquo; من يسميهم الكاتب الداعية بـlaquo;العلماء الربانيينraquo; واحزابهم!.
كاتب هذا الكلام، الذي يسحب الشرعية من كل رجال الدين والحكم في العالم العربي وربما الاسلامي في الواقع ليس اسامة بن لادن ولا أيمن الظواهري ولا حتى سليمان بوغيث ولا ابوحمزة المصري ولا أبوقتادة.. انه الداعية الكويتي laquo;نبيل العوضيraquo; في مقاله بالوطن يوم 2010/3/2.
هذا المقال في اعتقادي اشد خطورة في مضمونة السياسي وتأثيره على الشباب والجمهور المحبط، من مقال العوضي الذي شتم فيه الليبراليين يوم 2010/3/9. فهو في مقال الصفّين هذا، يعيد تركيب العالم العربي - الاسلامي، ويمهد في الواقع، باسم laquo;انقاذ المقدساتraquo; لقيام حرب اهلية واسعة النطاق بين الانظمة والمجتمعات العربية التي يحكمها ويديرها اليوم laquo;منافقون من بني جلدتناraquo;، من المحيط الى الخليج، وربما من المحيط الى المحيط من جانب.. وجماهير الصحوة الدينية بقيادة laquo;العلماء الربانيينraquo; وقادة الحركات الاسلامية وتنظيمات الجهاد والانتحاريين والتفجيرين من جانب اخر!
اما قرأ الداعية العوضي شروط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الا يحتمل على الارجح ان يتحول العالم العربي في ظل دعوته هذه، وبقيادة laquo;العلماء الربانيينraquo; الذين يناديهم لقيادة الامة، الى نسخة من الصومال اليوم او افغانستان في زمن اقتتال المجاهدين وقادتهم؟ الا ينبغي للداعية العوضي ان يعرف الى اين يقود المسلمين؟ الا ينبغي للجمهور ان يقول شيئا؟ا؟