الكويت - ليلى الصراف الأمير لدى استقباله بحر العلوم


أكد السفير العراقي السيد محمد بحر العلوم عزمه على بذل اقصى الجهود لطي صفحة الماضي وتمتين العلاقات انطلاقاً من الروابط التاريخية والقرارات الدولية.
وتابع بحر العلوم، في اول حديث له منذ قدومه الى البلاد، ان المفخرة الحقيقية للعلاقات الكويتية - العراقية تكمن في ان العراق خاطب 56 دولة في شهر مارس الماضي طارحا اسماء السفراء الذين سيعينون في 56 دولة في العالم، وكانت الكويت اول دولة في القائمة ترد بالموافقة على السفير بحر العلوم، بعد 4 ايام عبر المراسلات، ولكن بعد ساعات قليلة كانت الموافقة على تعيين سفير عراقي لدى الكويت قد وصلت بغداد شفهيا.
واضاف: وايضا وصولي يوم الاحد وقبول اوراق اعتمادي يوم الثلاثاء مفخرة لنا ولعلاقاتنا، وان ذلك يعد حقا رسالة من الكويت الى العراق بان ننظر الى علاقات ذات مدى طويل يؤطرها الاحترام والاخوة والمحبة والجيرة.

رسالة محبة
وتابع بحر العلوم laquo;يجب ان لا نجعل العلاقة بين الكويت والعراق في نطاق ضيق وتعيين سفير في شخص بحر العلوم، لان تعيين سفير لدى الكويت هي رسالة محبة واخوة وحسن الجوار القائم على الاعراف الدولية والاخوة واساسها المحبة، وهذه حقيقة ما رأيته منذ ان وطئت قدماي الكويت، وهذا ما رأيته ايضا من سمو امير البلاد حفظه الله ما ملأ عيني واحاط قلبي بالحب الكبيرraquo;.

لا للتعقيد
وتابع بحر العلوم نحن بلدان ملتصقان ولا نستطيع الغاء الجغرافيا والتاريخ، وهذا قدرنا ان نكون اخوة واحبة على الرغم من كل مشاكل الماضي، وعلينا ان نأخذ درسا من التاريخ وطريقا ومنهجا للمستقبل ليس من اجلنا بل من اجل الاجيال القادمة، وقال laquo;بقدر ما نعيش لن نعيش اكثر مما كتب لنا وعلينا ان لا نجعل الاجيال القادمة تلعن الماضي، وكلنا امل انه ليس هناك من مشاكل تستدعي ان تتعقد الامورraquo;. وذهب بحر العلوم يضرب الامثال بالتجربة الالمانية بعد الحرب العالمية الثانية وقال laquo;لم تندب حظها يوما ولم تتوقف عند الماضي بل تجاوزته بكل ويلاته، وها هي اليوم تقود اوروبا بأكملهاraquo; واشار كذلك الى التجربة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية وتجارب كثيرة يأخذ منها العبر، واضاف لماذا نغلق اعيننا على هذه التجارب في حين يجب ان تكون زادنا للمستقبلraquo;.
واكد بحر العلوم ان ما وصل اليه العراق اليوم منذ سقوط النظام السابق، مرورا بما يجري اليوم من تطور العملية السياسية والوضع الديموقراطي، لم يكن لولا عون من الله ومن الدول الصديقة والشقيقة، وهذا الدعم كان للكويت دور بارز وواضح في تحرير العراق من براثن النظام البائد ووقوفها مع العراق حتى عودته الى المحافل الدولية والى حاضنته العربية، وكان لاحتلال العراق مكانة جديدة واصيلة بين دول العالم بدعم الشقيقة الكويت حيث كان لها دور بارزraquo;.

العمليات الإنسانية
وتابع لا يمكن ان نغفل دور العمليات الانسانية الكويتية خلال السنوات السبع الماضية ونذكرها بحب وخير واطمئنان، وهذا موقف لن ينسى للكويت ونثمن حكمة ومحبة القيادة السياسية وعzwj;لى رأسها سمو امير البلاد.
واشار السفير بحر العلوم الى ان هناك آفاقا مشرقة بين الكويت والعراق، وهي ان تكون الكويت مدخلا لرفاه العراق والعراق حصنا آمنا للكويت، مؤكدا في الوقت نفسه انه لو انفتح الاقتصاد الكويتي على العراق لرأينا مجتمعا ماليا اقتصاديا وقال laquo;سوف ينتج عن ذلك تكامل اقتصادي لان في العراق طاقة وامكانات كبيرة كذلك الحال الكويت البلد الصغير بحجمه الكبير بامكاناته وقدراتهraquo;.

عصا موسى
وزاد بحر العلوم لا يمكننا ان نعمل وحدنا laquo;انا لست بموسى ولا املك عصاه السحرية كي احل كل شيء، ونحتاج لتضافر الجهود والعمل المشترك باتجاهين من العراق الى الكويت ومن الكويت الى العراق وهذا ما قاله وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله، اذ قال laquo;هذه مسؤولية مشتركةraquo; واضاف انا اقدر ما اصاب الكويت من عدوان على يد النظام الصدامي البائد، وكذلك العراق عانى 30 سنة من الظلم والاضطهاد والاثنان نزفا معا لكن هناك مسؤولية مشتركة لترميم ما احدثه التاريخ في جسد العلاقات.

تركة
وأكد بحر العلوم أن العراق حصل على تركة ثقيلة من النظام السابق، وأن الشعب العراقي بريء مما قام به صدام حسين وزبانيته، وكذلك الحال بالنسبة للقيادة العراقية الحالية فهي بريئة من أفعال صدام، وأضاف laquo;هذا درس علينا التعامل معه وعلى الآخرين مساعدتناraquo;.
وختم السفير بحر العلوم حديثه بالقول laquo;اذا توافرت النوايا وسهل الطريق وأنا لدي أمل كبير بالعقلاء والحكماء بأن يضعوا مسؤولية المستقبل أمام أعينهم لتجاوز الماضيraquo;.

مؤزمون في البلدين
قال السفير بحر العلوم laquo;لا تخلو الساحتان الكويتية والعراقية من المؤزمين وممن يريد أن يصطاد بالمياه العكرة، لكن لننظر للجهة المليانة من الاناء لأنها الخير والبركة وبالمليان نستطيع أن نطرد الباقينraquo;.

في كيفان
قال السفير بحر العلوم laquo;عندما ذهبت للوكيل خالد الجارالله لاقدم أوراقي قلت له أنا في حيرة ادافع عن مصالح العراق أم عن مصالح الكويتlaquo; فرد عليّ لماذا؟ فأجبت laquo;لأنني تعلمت في الكويت وقضيت فترة شبابي واكملت تعليمي الثانوي فيها فسألني الجارالله بحضور السفيرين فيصل الدويسان وضاري العجران من أي ثانوية تخرجت فكان الجواب laquo;ثانوية كيفان بنين في عام 1975raquo; وكان ان اجابني الجارالله: صرنا ثلاثة من كيفان أي هو والسفير الدويسان وأنا.