وائل الحساوي

نبارك للشعب المصري اختياره لرئيسه، ونحن لا نفرح من باب التعصب لوصول مرشح إسلامي لرئاسة الجمهورية، ولكن لأننا نعتقد بأن هذه النتيجة تدل على ان الانتخابات كانت نزيهة ولم يحدث بها تزوير، إذ لو شعر الشعب المصري بأن الانتخابات مزورة وهنالك تلاعب بالنتائج فإن غضبته كانت لتصل الى ثورة جديدة لا يعلم إلا الله ما ستصل إليه.
الأمر الآخر هو ان فوز مرشح إسلامي بهذه النسبة الكبيرة من الأصوات هي أبلغ رد على من يراهنون على ان الشعب المصري قد تخلى عن المتدينين واستيقظ من نومه بعد ان لدغ منهم في الانتخابات البرلمانية.
إن من يسمع ويرى حجم الحملة الظالمة التي أطلقتها أبواق العلمانيين والحاقدين ليس في مصر وحدها وإنما في جميع بلدان العالم ضد حملة الدين والدعاة الى الله تعالى والسعي نحو تشويه صورتهم أمام الناس وإطلاق العبارات الحاقدة والنكات السمجة والسعي نحو تخويف الناس منهم ليشعر وكأن هؤلاء الإسلاميين هم وحوش تريد أن تغزو مصر وتبيدها كما فعل هولاكو وجنكيز خان، أو ليشعر بأن البديل المنافس هو ملك مرسل أو نبي الرحمة.
إن أمام الدكتور مرسي مشوارا طويلا ليقطعه - هذا إذا أعطاه العسكر الفرصة ولم يتدخل لإسقاطه - فهنالك الحكم الدستوري بحل مجلس الشعب وهنالك دستور لابد ان يتم وضعه يراعي المرحلة الراهنة ويتخطى العقبات، وهنالك مشاكل لا أول لها ولا آخر أهمها مشكلة البطالة والفقر والأمية وديون مصر الكبيرة، وهنالك مشكلة الإعلام الفاسد الذي ترسخ بقوة وهيمن على الساحة المصرية، وهنالك الأحزاب المتصارعة التي تتحين الفرص لتنقض على الحكم، وهنالك تحديات خارجية كبيرة لا حصر لها، منها النظام الصهيوني الحاقد الذي يحرص على إبقاء مصر معزولة عن العالم العربي والإسلامي، والذي أوثق رباط مصر بمعاهدات وتنازلات لا حصر لها.
إن المطلوب من الرئيس المصري ان يتعامل بحكمة مع تلك الأمور وبشفافية مطلقة، وأن يتخذ منهج التدرج ولا يقفز على الأمور كما فعلت جماعته عند اختيار لجنة كتابة الدستور.
ولا يسعنا إلا أن نشكر للأخوة السلفيين في مصر تعاونهم مع جماعة الإخوان المسلمين ودعمهم لمرشحهم في الانتخابات، مما أعطاه قوة ودعما قويا للفوز، فهذا هو المنهج السليم الذي لابد من العمل به، ولو انشغل كل منهم بخلافاته مع الآخر لتمزق الصف ولفقدوا قوتهم.
عسى الله تعالى ان يعين الشعب المصري على اجتياز المرحلة المقبلة بكل ثقة وأن يوفقهم الله تعالى الى ما فيه خير المصريين والعرب والمسلمين.