محمد ناهض القويز

تمر مصر بتغيرات متسارعة سيكون لها أثرها على دول المنطقة العربية وغير العربية بل قد يمتد أثرها إلى المستوى العالمي.

ولهذا فليس مستغرباً أن نلحظ الاهتمام العالمي والرصد المتواصل للساحة المصرية والتركيز عليه رغم وجود أحداث جسام ومأساوية في بلاد الشام.

مصر تتمتع من بين الدول العربية بوجود المؤسسات العريقة والأحزاب السياسية ذات الزخم التاريخي. ولأول مرة في تاريخها أصبح الشباب هم القوة المحركة للشارع بعيدا عن الانتماءات الحزبية والدينية.

ولأول مرة تقف مصر على شفير الهاوية وإعلان الإفلاس رغم الاعانات التي فاقت 8 مليارات دولار وأموال المتعاطفين الإسلاميين الذين ضخوا مئات الملايين من الدولارات ورغم المعونة الأمريكية السنوية البالغة 1.3 مليار دولار، وما يتردد عن تمويلات غير معلنة من حكومة أوباما لحكومة الرئيس مرسي.

ما حدث في 30 يونيو قسم المصريين والعالم العربي إلى ثلاثة أقسام مؤيد للإطاحة بمرسي لأن الجيش استجاب للشارع، ومعارض له لأن الجيش عزل رئيسا منتخبا، وناءٍ بنفسه - وأنا منهم - لأن الأمور مختلطة والفرقاء تجاوزوا حدود الأدب بل تعدوا ذلك إلى الفجر في الخصومة.

ولئن كان للأفراد حرية الاختيار في التأييد أو النأي بالنفس، فالدول غير ذلك.

دول الخليج تدرك الوضع الاقتصادي المتهالك لمصر وتدرك أنه ما لم تشارك في دفعه للتعافي فستنهار دولة مصر الدولة العربية الأكبر والأقوى والعمق الاستراتيجي للعرب.

ولذلك انهالت المعونات على شكل هبات وودائع:

السعودية 5 مليارات دولار.

الإمارات 2 مليار دولار.

الكويت 4 مليارات دولار.

كل هذه التبرعات خلال عشرة أيام من سقوط مرسي.

وكان حجم المعونات، وسرعة الالتزام بها قد جاءا بناء على حالة الوضع الاقتصادي المصري المتردية.

كل ما يعني المصريين الآن هو: الدستور والانتخابات وقد جاءت الضمانة من الجيش والحكومة المؤقتة.

رأب الصدع في المجتمع المصري وهناك محاولات لإعادة الإخوان للمشهد السياسي من خلال الحزب. كما أن الثورة المصغرة لشباب الإخوان على قياداتها ستساعد على تحقيق هذا الهدف.

الأمن وقد تعهدت الشرطة والقوى المعنية بالحفاظ على الأمن، وبدأت تستعيد ثقتها.

الحاجات الأساسية من غذاء ودواء وكساء وطاقة وهذا ما ستساعد المعونات الخليجية على تحقيقه إلى أن تعود المياه إلى مجاريها وينتعش الاقتصاد المصري من جديد.

إن من يعي أهمية أن تبقى مصر دولة متحدة قوية يستطيع أن يرى المبرر للمعونات الخليجية.

الدول الخليجية أدت دورها من خلال شعورها بالمسؤولية تجاه شقيقتهم الكبرى.

بقي على الحكومة المؤقتة إتمام العملية السياسية الديموقراطية وتوظيف هذه المعونات لصالح الشعب المصري.