الحماس يتزايد في النخبة الأردنية للمشاركة في التحالف ضد «داعش»… تسريبات عن لقاء ملكي والبخيت يعلن: هي حربنا


بسام البدارين


يلتقط رئيس الوزراء الأردني الأسبق الجنرال معروف البخيت ما هو جوهري في المسألة وهو يعلن أن الحرب على «داعش» هي «حربنا» في واحد من أقوى التصريحات السياسية لمسؤولين بارزين فيما يتعلق بالتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.


البخيت قبل غيره من رجال الحكم علق الجرس عندما قال في محاضرة له بدعوة من المتقاعدين العسكريين بأن الحرب على الإرهاب هي حرب للأردن.
قبل ذلك لم تصدر عن أي من رجال الطبقة السياسية أقوال مماثلة رغم التعاطي إعلاميا بخجل مع إحتمالات إنضمام الأردن لعضوية التحالف وسط تأثيرات حالة تجاذبية وجدلية .
بطبيعة الحال لا يملك البخيت منصبا تنفيذيا في دائرة الحكم خارج سياق موقعه كنائب لرئيس مجلس أعيان الملك .
لكنه قادر على الإستشعار ويفضل عدم الإسترسال في الدبلوماسية و المقاربة الأغرب تمثلت في الدلائل التي قدمها في محاضرة عامة وسط متقاعدين عسكريين على إستهداف المملكة الأردنية الهاشمية من قبل ما أسماها بقوى الإرهاب. عند ذكر الدلائل عاد البخيت للماضي وتحدث عن رموز للدولة الأردنية إغتالها الإرهاب تتضمن الملك المؤسس عبدالله الأول والرئيسين وصفي التل وهزاع المجالي في إستعراض لأشهر الإغتيالات في تاريخ الأردن الحديث دون وجود رابط حقيقي ومقنع بين إرهاب الأمس والإرهاب الذي يتحدث عنه الجميع اليوم.
في كل الأحوال ساق البخيت هذه الروابط والدلائل في إطار الجهد الدعائي الذي يحاول تبرير إنضمام الأردن للتحالف الدولي الجديد ومن المرجح أن الرجل وهو ملتقط إستثنائي للإشارات الملكية تحديدا ذهب في هذا الإتجاه بعد ساعات فقط من لقاء عقده الملك عبدالله الثاني شخصيا مع نخبة من الشخصيات الوطنية والدينية تعرض خلاله لمسألة الموقف الأردني من التحالف.
بهذا المعنى يصبح «تنظير» البخيت لمشاركة الأردن في المعركة الوشيكة ضد التنظيمات المتشددة في الجوار شكل من أشكال التفاعل النخبوي مع قرار سياسي لم يكشف بعد النقاب عنه ويتضمن بالتأكيد المشاركة و»بفعالية» عملياتية في الجهد السياسي والأمني ضد تنظيمات «داعش».
وعلى هذا الأساس تتسارع المؤشرات التي ترجح أن يشارك الأردن في الجهد اللوجستي وحتى العملياتي في الحملة الدولة الجديدة التي لم تتضح بعد تفاصيلها خصوصا وان رئيس الحكومة الدكتور عبدالله النسور أفاد بأن تفاصيل الهجمات المفترضة الفنية والعسكرية والأمنية لم تتضح بعد.
ما رشح أو يمكن إستنباطه من تفصيلات وتسريبات لقاء الملك مع النخب الدينية والوطنية يشير إلى أن الأردن«يمضى قدما» في التصرف على أساس انه طرف أساسي إقليمي في الحملة التحالفية الجديدة خصوصا بعدما أكد النسور لـ «القدس العربي» أكثر من مرة بأن المملكة تستشعر الخطر والقلق الإرهابي بالجوار وأصبحت في مرماه ولا يمكنها إغماض العنيين عندما يتعلق الأمر بتحالف دولي.
ما تقوله جولة البخيت العلنية المفاجئة ضمنيا يشير إلى أن الحماس يتزايد داخل أطر الدولة الأردنية للتجاوب مع التحالف الدولي رغم رصد العديد من التحذيرات داخل وخارج البرلمان والقوى الشعبية خشية من التورط في معركة يرى بعض الساسة الأردنيين أنها فاشلة مسبقا لأن الإدارة الأمريكية تستثني إيران والنظام السوري .
التوقعات لا زالت تتفاعل بعنوان دور أردني محتمل على صعيد التعاون الإستخباري وحتى العملياتي والقراءات الأولية تتحدث عن تبديل هوية الواجب لقوات قتالية على الحدود مع سوريا والعراق تحسبا لأي إحتمالات دون أي مؤشر على إستعدادات خارج سياق التحفز لحماية الأردن والجاهزية لأي طوارىء.

&
&