&&حسين داود
& سيطر تنظيم «داعش» أمس على وسط الرمادي ورفع علمه على مبنى المحافظة، ومقر قيادة العمليات ومناطق أخرى، وذلك بعد يوم على خطاب زعيمه أبو بكر البغدادي الذي دعا «المسلمين للهجرة الى ارض الخلافة»، وكأن العدوى أتت بمثابة «شيفرة» إلى مسلحيه الذين نفذوا عمليات إعدام جماعية في شوارع المدينة.&
وقال عبدالمجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي لـ «الحياة» إن «داعش باغت قوات الامن بهجمات انتحارية فجر اليوم (أمس) استهدفت مركز الرمادي، بسيارات مفخخة نجح عدد منها في الوصول الى مقر الحكومة الذي يضم مبنى المحافظة وثكنة الجيش».
واضاف إن «الهجوم بالسيارات المفخخة أوجد ارتباكاً واضحاً داخل المدينة، وأعقبه هجوم عشرات العناصر من «داعش» سيطروا أول الأمر على مناطق الثيلة والجمعية وشارع 17».
واشار الى أن «قوات الامن تجمعت في محيط المجمع الحكومي المحصن ودارت معارك عنيفة مع المسلحين الذين تحصنوا في المباني القريبة، واستخدموا الأسطح في عميات قنص، وانتهت المعارك بانسحاب الجيش وباقي التشكيلات الأمنية من المجمع نحو قاعدة الحبانية، جنوب الرمادي وقضاء الخالدية، شرقها».
وأكد أن «التنظيم سيطر على مضيف عشيرة البوعلوان واعتقل العشرات من أبنائها وأعدمهم وسط الشوارع، على ما أفاد شهود، بتهمة التحالف مع قوات الامن».
وحمّل رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت الحكومة مسؤولية ما جرى في الرمادي، وقال في بيان إنها «تجاهلت طوال الشهور الماضية دعوات لتسليح المحافظة وتعزيز قوات الامن فيها. ولكن لم يتم الاستماع إليها، وحصل ما كان الجميع يخشى منه».
وحذر رئيس البرلمان سليم الجبوري من «انهيار وشيك محتمل» في الرمادي جراء هجوم «داعش» على المجمع الحكومي في المدينة، وقال في بيان امس إن «هذا الانهيار سيكون له ما بعده من الأخطار على مستوى الأمن الوطني». وطالب الحكومة والتحالف الدولي بـ«مزيد من الدعم والمساندة للقوات في الأنبار بالتغطية الجوية وإرسال قطعات برية إضافية». وأضاف أن «محافظ الأنبار والقادة الأمنيين يتواصلون معي منذ بدء الهجوم صباح اليوم (أمس) ويطالبون بالتدخل الفوري لإنقاذ العائلات قبل أن يرتكب «داعش» مجزرة جديدة».
ونشر التنظيم على «تويتر» صوراً ومقاطع فيديو لعربات عسكرية، قال انه استولى عليها خلال المعارك في الرمادي، وأكد سيطرته على المجمع الحكومي في «غزوة أبي مهند السويداوي». ووسّع «داعش» حملته ونفذ هجمات أخرى على قضاء الكرمة، شرق الفلوجة، وقالت مصادر أمنية إن اشتباكات عنيفة اندلعت امس بين الجيش والمسلحين في محيط المدينة أسفرت عن سيطرة مسلحي التنظيم على معمل الحراريات، واستولى على أكثر من 30 عربة عسكرية كانت داخل المعمل ونقلها عن طريق حي الجغيفي الثاني إلى الفلوجة.
وأعلن نعيم الكعود، وهو شيخ عشيرة البونمر أن «داعش» هاجم في ساعة متقدمة ليل أول من أمس قرية جبة التابعة لناحية البغدادي من جهة الفرات أسفرت عن سقوط القرية في يده.
وجاء الهجوم على الرمادي بعد يوم على خطاب البغدادي الذي دعا «المسلمين للهجرة الى ارض الخلافة» في العراق وسورية، وقال: «ليس هناك أي سبب يمنع أي مسلم من الهجرة إلى أرض الخلافة أو الإنضمام والقتال في صفوفها إذ يعد ذلك واجب كل مسلم».
وجاء التسجيل الصوتي للبغدادي بعد يوم واحد من تقارير أميركية أكدت أنه لم يصب.
وأضاف البغدادي في كلمته ومدتها نحو 35 دقيقة أن «الحرب حرب المسلمين. حرب كل مسلم في كل مكان، وما الدولة الاسلامية الا رأس الحربة ضد اهل الكفر. انفروا إلى حربكم فهي واجبة على كل مسلم مكلف». وقال إن «الاسلام ما كان يوماً دين سلام بل دين قتال»، واعتبر ان النبي «بعث بالسيف رحمة للعالمين»، وتابع «أين انت أين أيها المسلم من ربك الذي أمرك بالصيام بآية واحدة وأمر بالجهاد بعشرات الآيات».
&
التعليقات