مطلق بن سعود المطيري

&&صباح السبت كان صباحا اشرق بنصر وعدل وتحققت به غايات الشرع وأمن البلد والعباد، صباحا لم يكن عاديا على ابناء المملكة المخلصين الذين ينتظرون تنفيذ القصاص العادل بحق الطغمة الفاسدة التي نشرت القتل والترويع في عرض البلاد وطوله.. قضيتنا مع الارهابيين قضية وجود إما نحن أو هم.. أهلا بصباح سمعنا به تلبية الحق لنداءات: تكفى ياسعد، وخافوا الله بدين الله.. كان صباح السبت مناسبة فائقة الحضور الوجداني سمحت لي ان اقدم العزاء لابناء الشهداء وذويهم الذين قتلتهم يد الغدر والدناءة، ووجدت في القصاص مادة تعزية جددت بها عزائي لاسر الشهداء بمواساة ترتفع فوق اصوات النحيب ببطولة وعدل، ما أجمل ان ننتصر لابن الشهيد هو يشهد بنفسه قصاص من قتلوا والده.

&الارهاب علاجه الوحيد القصاص وقد حدث، نهايات جاءت بالاعدامات اختارها الارهابيون لانفسهم، "فبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين" والعبد في شؤونه مخير وصاحب ارادة وضمير، فمن اختار ان يكون الاسلام خصمه فليرضى صاغرا بحكم الاسلام، ومن اختار ان يسلك طريق انهاء وجود هذا الوطن فليتحمل صفعة الوطن القاتلة، الصبر على الذين نذروا حياتهم لقتلنا شيء اقسى من القتل نفسه، قد تصبر على اذى الخصم العاقل الذي يعرف حدود الخطر ويتوقف عندها، او تصبر على غباء الجاهل العابث بالوقت والمصلحة، ولكن الصبر على المعتدين على طهارة الدين وقداسته أمر لا يقبله مسلم بقلبه ذرة ايمان واحدة، فمن الدين حماية الدين من دنس الخارجين عنه بتعمد صريح يراه البصير بعيونه، ويلمسه صاحب البصيرة بعقله وضميره.&

عندما يعلن احد الارهابيين صراحة ولاءه للولي الفقيه ويحرض على قتل رجال الامن لنشر قانون الفوضى ولا يرى للوطن شرعية، يكون قدم سببا تاريخيا، ووطنيا إضافة للاسباب الشرعية لانزال عقوبة القصاص بحقه، فالاختلاف حول وجود البلد من عدمه لا يقبل به الا خائن، فتاريخ الوطن ليس شعارا تقدم به الندوات والحوارات الفكرية، هو كفاح اجيال متعاقبة سجلوا سطور وجوده بدمائهم وعرقهم، والتجاوز عمن خانوه لا يفسر الا بالخيانة لتلك الدماء الطاهرة، وبنفس الاسلوب مع اختلاف المذاهب سار الارهابي القاعدي الذي يصر على انزال تاريخ وشرعية البلد تحت حذائه، أي عفو يمكن ان يمنح لهؤلاء، وأي صفح يمكن ان يعطى، فالاوطان مرضها الخيانة وليس الفقر او تعطل برنامج تنموي، فعقوق ابنائها الجاحدين هو من يدمرها، واي شرف يمكن ان يدعيه الرجل اذا سلب منه وطنه، فالغيرة على الاوطان ان لم تسمو على الغيرة على العرض فهي مساوية له، فاستباحة عرض الوطن خسة ودياثة لا يرضاها من عرف الشرف وغيرة الرجولة.. لعل القصاص يعلم بعض من تنازل عن جزء بسيط من غيرته ان يعود لدينه ورجولته حتى يكون له عرض ينتسب له بشرف.

&