سعد الياس
أرجأ رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إعلان تبنيه ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون من البارحة إلى اليوم بسبب مصادفة هذه الخطوة مع الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، وبسبب طلب الرئيس فؤاد السنيورة ألا يتزامن إعلان الترشيح مع ذكرى الاغتيال لأسباب سياسية ووجدانية.
وتردّد أن اعلان الحريري الترشيح سيكون خلال زيارة العماد عون إلى بيت الوسط على غرار زيارة عون إلى معراب عندما أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيحه له.
وينتظر حزب الله خطوة الحريري ليبني على الشيء مقتضاه علماً أن عون راغب في زيارة الرئيس نبيه بري في عين التينة في محاولة للتفاهم معه بعد اشكال حصل مع صهره وزير الخارجية جبران باسيل الذي طلب موعداً للقاء بري فأحاله على معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل فما كان من باسيل إلا رفض الاجتماع.
كذلك فعل الرئيس بري مع الرئيس الحريري الذي طلب منه الاجتماع فأجابه «إذا كنت تريد الاجتماع بي لتبلّغني قرارك بترشيح عون فأبلغ هذه الرسالة إلى علي (أي الوزير خليل) الذي زار بيت الوسط لمدة عشر دقائق»، ونقل إلى الحريري رسالة عتب من رئيس البرلمان شبيهة بعتبه على النائب وليد جنبلاط وفيها إعلان الافتراق بعد انتخاب عون ونفض بري يده من تشكيل حكومة الحريري.
تزامناً، وخلافاً للاجواء المتشنجة التي سبقت انعقاد الجلسة التشريعية فقد انطلقت هذه الجلسة هادئة رغم دقة القضايا التي طرحت فيها. وقد غاب عن الجلسة نواب حزب الكتائب التزاماً بالموقف المبدئي حول اعتبار المجلس هيئة ناخبة وعدم جواز التشريع في غياب رئيس الجمهورية، ولكن نواب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية شاركوا تعميماً للأجواء الايجابية رغم تحفظهم على كل البنود العادية التي لا تندرج في اطار تشريع الضرورة حسب ما أعلن النائب ابراهيم كنعـان الـذي اثـار مسـألة الالتـباس في عدم وجـود جدول اعمال واضح حيث وزّع على النواب جـدولاً لا يتضمـن في أسـفله قـانون الانتخــاب.
وكانت الجلسة مناسبة لتوضيح المواقف التي نسبت إلى مصادر الرئيس نبيه بري حول ثنائية مارونية سنية وتهديد بحرب اهلية حيث نفى الرئيس نبيه بري رداً على مداخلة للنائب جورج عدوان صحة الحديث عن ثنائيات وأمور طائفية وقال «فوجئت بما تسرّب وحاولت التوضيح في الصحف»، وأضاف «موقفي من رئاسة الجمهورية أعلنته، ونعم قلت إنني لن أصوّت للجنرال ميشال عون وسأكون في المعارضة، وكنت أتمنى على النواب الاستفسار والسؤال حول هذا الامر، ولو كنت بصدد التعطيل لديّ أسلوبي ولما حضرت كتلة التنمية والتحـرير كل جلسات الانتخـاب».
وكان النائب عدوان قال للرئيس بري «عرفناك رجل تهدئة وحوار وانفتاح وأنه عندما تُطرَح قضايا مذهبية وطائفية تكون أنت أول من يتصدّى، وما شهدناه من كلام لوزير المال علي حسن خليل قبل التوضيح لا يشبه الرئيس بري الذي نعرفه غير ذلك تماماً».
التعليقات