كشفت وزارة الداخلية السعودية هوية الانتحاري الثاني الذي شارك في العملية الإرهابية التي استهدفت مسجد الرضا في الأحساء، واسمه طلحة هشام محمد عبده، وهو مصري الجنسية. وقال الناطق باسم الوزارة اللواء منصور التركي: «إلحاقاً بما سبق إعلانه عن اعتراض انتحاريَّيْن أثناء محاولتهما الدخول إلى مسجد الرضا في حي المحاسن بمحافظة الأحساء، وقد أُعلنت هوية منفّذ الجريمة الإرهابية المدعو عبدالرحمن عبدالله سليمان التويجري، وأُشير إلى اعتقال الانتحاري الثاني، وأنه يخضع للعلاج من إصابته، فإن التحقيقات توصّلت إلى هويته وهو طلحة هشام محمد عبده (مصري الجنسية) قدم إلى المملكة في 23/9/1434هـ برفقة ذويه وبتأشيرة زيارة عائلية لوالده المقيم هشام محمد عبده عبدالحليم». وشدّد على أن «الجهات الأمنية تواصل تحقيقاتها وملاحقة كل من يُشتَبه بتورطه في هذه الحادثة الآثمة التي سعى من يقف وراءها إلى ضرب اللحمة الوطنية».

يُذكر أن الأجهزة الأمنية استبقت العملية الإرهابية في الأحساء الجمعة بتحرّيات واسعة، ما ساهم في إجهاض العمل الإرهابي، وتخفيف ضرره الذي كان يستهدف مسجداً وقت الصلاة.

وعلى نفس الصعيد قالت مصادر أن قائد خلية عسير التي نفذت تفجير مسجد الطوارئ سعيد عايض آل دعير الشهراني وصل إلى مواقع تنظيم «داعش» في اليمن منذ أواخر تشرين الثاني (أكتوبر) 2015 (بعد تنفيذ العملية في أغسطس الماضي). وقالت مصادر لـ«الحياة» إن الشهراني (49 عاماً) على رغم منعه من السفر، تمكن من تخطي الحدود عبر مهربين إلى اليمن، وإنه بعد وصوله كان على تواصل مباشر مع المطلوب في الخلية عقاب العتيبي، صاحب اقتراح تفجير مسجد الطوارئ. وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي في اتصال مع «الحياة» أمس، إن سعيد الشهراني، سبق إيقافه في 2006 وأطلق سراحه في 2013. وقضى الشهراني في أحد سجون المباحث في أبها قرابة سبعة أعوام، بعد أن تم القبض عليه أثناء محاولة التسلل إلى العراق بغرض الالتحاق بتنظيم «القاعدة» هناك، وخضع لبرنامج المناصحة أثناء فترة محاكمته، ونظّم ذووه احتفالاً أسطورياً بمناسبة خروجه، استخدمت فيه أعيرة نارية أطلقت في الهواء. وقال المتحدث الأمني لـ«الحياة» إن سوابق الشهراني شملت السفر إلى مناطق تشهد صراعات، كما عمل على تنسيق خروج الشباب إلى تلك المناطق، ودعمهم مادياً ومعنوياً وكان على استعداد للانخراط في تدريبات التشريك والتفجير. وأشار التركي إلى أن الشهراني أطلق سراحه وهو قيد المحاكمة، وتغيب عن موعد إحدى الجلسات التي كانت مقررة في آب (أغسطس) 2015. وكانت السلطات الأمنية في السعودية تمنح بعض المستفيدين من برنامج المناصحة إجازات عائلية، بعد تزكية محاوريهم، وإفادة التحريات بأنهم تراجعوا فعلياً عن أفكارهم المتطرفة.

وأظهر مقطع فيديو نشر على الإنترنت، احتفالاً نظّمه أهالي محافظة صفوان مسقط رأس المطلوب الشهراني، بالقرب من محافظة خميس مشيط (جنوب السعودية)، بمناسبة خروج المطلوب الشهراني من السجن 2013.

ونجح المطلوب الشهراني في التأثير على ابن أخيه الجندي في قوة الطوارئ الخاصة صلاح الشهراني، وتجنيده لخدمة أهداف التنظيم في خيانة نادرة الحدوث في السعودية، بعد أن أقنعه بتسهيل دخول الانتحاري يوسف السليمان إلى مسجد الطوارئ ليفجر نفسه، وسط زملائه وأمام مرأى من عينيه.

وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، إن الجندي الخائن حاول في بادئ الأمر التغطية على جريمته من خلال مشاركته في نقل زملائه المصابين في التفجير، والتظاهر بالصدمة مما حدث، إلا أن السلطات الأمنية تمكنت من كشفه والقبض عليه، مبيناً أنه سيعامل معاملة الإرهابيين تماماً.