مشاري الذايدي
ها قد بدأ العام الجديد 2017، ومعه مضت ثماني سنوات على الموعد المعلن لنهاية العالم والحضارة، عام 2008، حسب نبوءة مسلسل الكرتون الياباني الشهير، عربيًا، بعدنان ولينا.
من لا يتذكر هذا المسلسل الشهير الذي أخذ دهشة الأطفال، بل وكثير من الكبار، في العالم العربي، خاصة منطقة الخليج، في الثمانينات، بأحداثه المثيرة، وقدرات الفتى عدنان الخارقة، وغموض الجد، جدّ لينا، وصورة الأرض وهي خالية من البشر، والبحار مليئة بحطام السفن المتخلفة من الحرب الرهيبة المبيرة المبيدة.
المسلسل ياباني الأصل، بعنوان: ميراي شونِن كونان (فتى المستقبل كونان) عام 1978 وهو مقتبس عن رواية The Incredible Tide أي المد المذهل لألكسندر كي.
تبدأ كل حلقة من المسلسل بهذه التقدمة، مع موسيقى جليلة الوقع، ومناظر تبعث على الرهبة والوجل:
«اندلعت الحرب العالمية الثالثة عام 2008 استخدمت فيها الشعوب المتحاربة أسلحة مغناطيسية تفوق في خطورتها الأسلحة التقليدية، ونتيجة لذلك حل الدمار في البر والبحر».
ثم تكمل بهذه اللمحة من الأمل، عن النوادر الباقين من الناجين، ومنهم الفتى عدنان وجدّ الفتاة لينا:
«مضى الآن عشرون عامًا على تلك الكارثة ولم يبقَ في هذه الجزيرة سواي، أتت الحرب على معظم الكرة الأرضية، والآن أخذت الأشجار والحشائش تنمو ثانية وأخذت الأسماك تملأ مياه البحر، لقد انتعشت الأرض، وامتلأت بالحياة من جديد».
في عام 2008 لم يحصل هذا السيناريو، وخابت توقعات الكاتب، لكن هل نحاسب نصًا إبداعيًا بهذه الحرفية، أم نتسامح قليلاً، ونبصر ما خلف النص الظاهر؟
الحاصل عام 2008 هو حدث، لا يقل كارثية، في تقديري، عن حرب الإفناء التي تحدث عنها الكرتون الياباني، المعرب، الشهير.
الحدث الكارثي عام 2008 كان وصول الرئيس الأميركي العجيب، باراك أوباما لقيادة الولايات المتحدة لثماني سنوات عجاف، حافلات بالخطر والتهور والسياسات المريضة.
بعد أيام، خلال هذا الشهر يناير (كانون الثاني)، يسلم أوباما الرئاسة للمنتخب الجديد، ترامب، وهو لا يريد تسليمًا سهلاً، بل يعتصر برتقالة الحكم الأميركي لآخر قطرة ولحظة.
بسبب سياسات أوباما تجاه الجمهورية الخمينية وروسيا البوتينية، ودعمه لجماعة الإخوان بموسم الفوضى العربية، الربيع العربي، تدمرت بلدان عربية كثيرة، منها العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتضررت بلدان أخرى بفداحة، كمصر.
إذن لربما كانت توقعات المسلسل الخيالي الكرتوني، مع التأويل المجازي، تعني الدمار السياسي العالمي، وتحطم المعايير الدولية للأمن، أمن سكان الأرض.
سيكتب التاريخ يومًا، أن أوباما، هو من سهّل، حصول هذا الخراب العالمي العميم، ليس وحده، لكنه الأبلغ ضررًا.
التعليقات