الياس الديري
يفتقد بعض قدامى الأصدقاء صوت الرئيس سعد الحريري وسط معمعة الصياح حول قانون انتخاب لم يقل لنا أيُّ مسؤول ما هو، وأين هو.
وجميعهم يتساءلون عن أسباب صمته، وعدم دخوله حتى الآن على خط هذا القانون أو ذاك المشروع.
كل اللبنانيّين يعلمون أن البلد غارق في الدوامة الانتخابيّة، والتي لا تزال مشروع كلام واحتمالات واقتراحات شفهيَّة، فيما الفترة القانونية الدستوريّة المتبقّية لا تتجاوز الأسبوعين.
حلقة مفرغة يغني فيها كلٌّ على ليلاه، من كبار المسؤولين الذين أخذوا دورهم وأدوار سواهم، إلى كبار المرجعيّات وقادة الأحزاب والتيّارات و... الطيارات.
جميعهم يعلنون أنهم مع قانون جديد، بعد أن يشبعوا قانون الستين الذي جاء بهم قدحاً وذمّاً، مع التشديد على أنهم لا يريدونه حتى لو وقفت المياه عموداً. لكن أحداً منهم لم يقدِّم مشروعاً كاملاً أو ناقصاً، أو مجرَّد أفكار واقتراحات، أو مجرّد عناوين بسيطة.
نائب مهضوم أجابني عن سؤال استفساري حول هذا الضياع مع ضحكة من القلب: ما حدا عارف شو هوّي بدّو وأي قانون بيناسبو، وما حدا عندو علم إذا في انتخابات، وعلى أيّ أساس وأي قانون...
وحده النائب وليد جنبلاط أدلى بدلوه في هذا الميدان. صارح الباحثين الجديّين عن مخرج، عن مشروع، عن احتمالٍ، بأن لا فائدة من كل هذا الغزل: أمامكم احتمالان، المختلط أو الستّين مُعدَّلاً.
بالطبع، أعلن رفضه للنسبيّة. إنّما بكثير من الليونة والرغبة في الخروج من "مأزق مسدود": ساعة فراغ، ساعة نسبيّة، ساعة استفتاء شعبي، ساعة دمج قوانين، ساعة بقرب الحبيب أحلى أمل في الحياة.
أمّا إذا كان لا مكان للستّين معدّلاً، ولا للمختلط، عندئذ علينا الذهاب مباشرة إلى تطبيق الطائف. القانون القريب للحلول من أمامكم، والتأجيل أو التمديد أو الفراغ من ورائكم.
ما العمل، إذاً؟
الرئيس ميشال عون أعلن رفضه التمديد، ولا يريد أن يسمع بسيرة الستّين. لوَّح باستفتاء شعبي حول "قانون مناسب". عقبات دستوريّة تقف في وجه "أمنية" كهذه.
للخروج من هذا السجال الفوضوي تمنّى جنبلاط على رئيس الجمهوريَّة إجراء الانتخابات في موعدها...
في هذا المجال، ونظراً الى التعقيدات التي ترافق حكاية القانون، كانت التساؤلات والحيرة حول موقف الرئيس الحريري في كل ما يجري ويُعلن ويُحكى؟ ما به لا يدلي برأي في الموضوع الانتخابي، ومجلس الوزراء، الذي هو رئيسه، هو مَنْ يتخذ القرارات في شتّى الحقول والقضايا؟
يأمل محبّو الحريري أن يطلَّ على البلد بموقف، برأي، بتحيّة...
التعليقات