خالد أحمد الطراح
استياء الأخ الشيخ جابر المبارك، سمو رئيس الوزراء، بشأن تراجع مركز الكويت في مؤشر مدركات الفساد لعام 2017 ليس حلاً، ولا نعتقد أن تشكيل لجنة بهذا الخصوص علاج جذري، فذاكرة الإعلام وليست ذاكرة الحكومة يمكن أن تسطر العديد من بيانات الاستياء والتعهد بالإصلاح من دون تغيير يذكر!
بالرغم من كل ذلك نتطلع كشعب الى ان يصاحب الاستياء الشفافية في عمل الادارة الحكومية في المحاسبة العاجلة، فالفساد وتراجع الكويت على مستويات مختلفة ليس وليد 2017، وإنما سنوات عديدة وبعلم جهات وزارية تنكر هذا الواقع المر، ويصر أغلبها على السباحة ضد تيار الحقيقة!
إذا كانت الحكومة فعلا عازمة على الاصلاح والتصدي للفساد، فينبغي عليها أولا ان تحسم موقفها مما ذكره رئيس المستشارين الفنيين لمكافحة الفساد، التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP السيد اركان السبلاني المشرف على استراتيجية مكافحة الفساد، بالتعاون مع هيئة نزاهة.. فقد وصف المستشار الأممي المذكور (القبس 24 ــ 2 ــ 2017) تقرير مدركات الفساد لمنظمة الشفافية الدولية لعام 2017، بأنه «ظالم» بمعرفة هيئة نزاهة، التي كُلفت أخيرًا برئاسة لجنة من 10 جهات.
في ضوء هذا التضارب والوصف ربما المتسرع للمستشار الأممي، ينبغي على هيئة مكافحة الفساد أن تصدر بيانًا، تبين فيه موقفها المهني مما جاء على لسان المستشار السبلاني، وهو الذي قدم طعنًا علنيًا في مصداقية تقرير مدركات الفساد، بينما حظي التقرير باهتمام واستياء سمو رئيس الوزراء أثناء اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي (الإثنين 13 ــ 3 ــ 2018)!
اذا كان ما ادلى به المستشار السبلاني، المكلف وضع إستراتيجية لمكافحة الفساد، صحيحًا ومهنيًا، حين وصف مؤشر مدركات الفساد بأنه «ظالم»، على حد تعبيره، وان التقرير بني على «انطباعات فردية»، فنحن أمام وضع محير ومتناقض مع بيان مجلس الوزراء الأخير، مما يستوجب من هيئة النزاهة إعادة النظر بالفريق الاستشاري للاستراتيجية المنتظرة أو استراتيجيتها ككل، وآلية العمل إن وجدت!
واضح أن عمل المستشارين الدوليين خرج عن صلب الاختصاص، فضلاً عن المهنية والدقة، اللتين يفترض أن يتميز بهما من يعمل تحت مظلة دولية.
أما الفساد المهيمن على الوضع الداخلي، فقد بات مظلومًا من الجهة المشرفة على إستراتيجية مكافحة الفساد، وكذلك الجهة المعنية بمكافحته، وهو ما يستوجب تحديد مصادر الفساد وأسبابه، والجهة المسؤولة عن كل ذلك، فمثل هذه المهمة ليست مستحيلة وليست معقدة أيضًا!
بانتظار توضيح «نزاهة» دعمًا لحملة «بادر».
التعليقات