يتقادم الزمن وتتوالى السنون، لكن مسلسلاً دراميًا كويتيًا وحيدًا تبقى تفاصيله وقصته محفورة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة دون أن تبهت. فكلما مرت السنون زاد شوق جمهور الدراما التلفزيونية الخليجية لمشاهدته المرة تلو المرة. نقصد بهذا الكلام مسلسل «درب الزلق» الذي أنتجه تلفزيون الكويت وتمّ بثه للمرة الأولى في 8 يناير 1977 من تأليف عبدالأمير التركي (توفي 2015) وإخراج حمدي فريد. فما هو السر وراء نجاحه الكبير؟ أهو الحبكة الكوميدية، أم أنه سيناريو القصة، أم أنه براعة المشاركين الذين أدى كل واحد منهم دوره بإتقان وتلقائية؟ أم أنه اللمسات الكوميدية الساخرة التي جعلت المشاهد لا يكف عن الضحك مع كل مشهد؟ في اعتقادي المتواضع أن كل هذه العوامل تضافرت مع بعضها البعض لتقدم عملاً غير مسبوق، خلق ليبقى طويلاً.

الفنان علي سليمان علي المفيدي

تدور أحداث «درب الزلق» في حقبة بدايات ظهور النفط في الكويت حينما ينتقل الشقيقان حسينوه (عبدالحسين عبدالرضا) وسعد (سعد الفرج)، ولدا حسين بن عاقول، فجأة من الفقر المدقع إلى الثراء بسبب تثمين الحكومة لمنزلهم المتواضع بمبلغ خيالي، فيقرران استثمار المبلغ في مشاريع تجارية فشلت جميعها بحكم عدم خبرة أي منهما في العمل التجاري. فمن تجارة الأحذية التي حاولا من خلالها منافسة وإغاظة خالهما إقحطة (علي المفيدي) إلى تجارة لحوم الكلاب التي ظنا أنها ستنجح بسبب تزايد أعداد الأجانب في الكويت في تلك الحقبة، إلى فكرة افتتاح مطعم لـ(الباجة) وبجانبه مخبز. في هذه الأثناء كان بائع الثلج بوصالح (خالد النفيسي) يبتز سعد العاشق الولهان بابنته صالحة (فوزية المشعل)، فيساومه على زواجهما مقابل موافقة سعد على أن يزوّجه أمه الأرملة فضة (عبدالعزيز النمش). وتتوالى الأحداث في إطار كوميدي إلى الحد الذي جعل الممثلين أنفسهم غير قادرين على حجب ابتساماتهم وضحكهم في أثناء العمل.

ولعل أكثر المشاهد إدرارًا للضحك هي تلك التي جرت في القاهرة التي انتقل إليها حسينوه للعلاج من أزمته النفسية بصحبة شقيقه وخاله وزوج أمه. حيث يتعرفون هناك على المحتال فؤاد ابن سعيد باشا (فؤاد راتب) الذي يعرض على حسينوه فكرة شراء أهرامات الجيزة ونقلها إلى الكويت، مدعيًا ملكيته لها، وحيث يتعلق قلب إقحطة بالخادمة المصرية نبوية شبشب (لمياء خطاب) ويقرر الزواج منها واصطحابها معه إلى الكويت، فتقام حفلة زفاف يغني خلالها المطرب الكويتي صالح الحريبي (توفي 2016) بعض الأغاني المصرية بأسلوب ومظهر كوميديين.

المفيدي مع زوجته الثانية الإعلامية مي العيدان

وإذا كان كل المشاركين الرئيسين والثانويين في العمل قد لفتوا الانتباه وحازوا على الإعجاب، فإن علي المفيدي في دور إقحطة، بهزاله البدني وقصة شعره المضحكة وصوته المتحشرج وملابسه غير المتناسقة نال النصيب الأكبر من الإعجاب، علمًا بأنه أجاب ذات مرة على سبب تسميته باسم «إقحطة» الذي صار ملازمًا له، فقال لأن الاسم يدل على البخل الشديد، أي أن صاحبه «يقحط على الفلوس» بحسب تعبيره.

لم يكن المفيدي ممثلاً مجهولاً قبل هذا العمل، لكنه من خلال «درب الزلق» أثبت قدرات تمثيلية خارقة وأظهر مواهب فذة. لقد كان ظهوره في المسلسل في الدور المركب الذي اختير له منعطفًا مفصليًا في حياته، وبداية حقيقية لانتشار اسمه على نطاق تجاوز حدود بلده وسط الكبار على قدم المساواة مع زملائه من فناني الحقبة الذهبية في تاريخ الكويت، من أمثال سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا (توفي 2017) وغانم الصالح (توفي 2010) وأحمد الصالح (توفي 2015) وإبراهيم الصلال وخالد النفيسي (توفي 2006) وغيرهم.

إن سيرة وإنجازات وتجربة المفيدي الإبداعية تستحق أن تروى وتسجل لأكثر من سبب، بعضها يرتبط بكونه واحدًا من الفنانين والروّاد الذين وضعوا حجر أساس الفنون الدرامية والإبداعية في الكويت، ومهدوا الطريق للأجيال التالية، علاوة على تعدد المجالات الفنية التي أبدع وشارك فيها، والبعض الآخر بسبب تركه بصمات واضحة في كل مجال عمل فيه، ناهيك عن كونه فنانًا شاملاً بقي وفيًا لفنه حتى آخر لحظة من حياته. إنه باختصار واحد من أعمدة الفن والإعلام القديرين ممّن أفنوا حياتهم في سبيل الارتقاء بالحركة الفنية الكويتية والخليجية على مدى أكثر من أربعة عقود، في الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما.

المفيدي في دور «إقحطة»

طبقًا لما كتبته عنه جريدة «الجريدة» الكويتية على أربع حلقات في يونيو 2016، وُلد علي سليمان علي المفيدي في منطقة شرق من العاصمة الكويت في 10 سبتمبر 1939، ابنًا لأسرة كويتية متوسطة الحال. وتشاء الأقدار أن يفقد والده قبل ميلاده بشهر واحد، فتولّت تربيته أمه التي نقلته للعيش عند أخواله في منطقة الجبلة. لكنه ما كاد أن يبلغ الخامسة من عمره حتى تدخل القدر مرة أخرى، ففقد والدته، ليعاني ألم الحرمان من حنان الأم وليتربّى في كنف أخواله.

في سن الخامسة، وكما جرت العادة قديمًا في الكويت والخليج، أرسله أخواله للدراسة في كتّاب تقليدي كانت تديره «مطوعة» تدعى زهرة، قبل أن يذهب للدراسة عند الملا مرشد الذي كان قد أسس في عام 1926 داخل بيته بمنطقة المرقاب مدرسة متواضعة لتدريس القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة والخط والحساب والفقه والتوحيد. وقتها عـُرف عن المفيدي شغفه بالبحر والسباحة وممارسة بعض الألعاب الشعبية الشائعة آنذاك، كما عـُرف عنه ولعه بالاستماع إلى الراديو الموجود في منزل أخواله، خصوصًا الاستماع إلى إذاعة لندن وإذاعة الشرق الأدنى التي كانت تبث من قبرص.

دراسته التالية كانت نظامية في المدرسية المباركية التي واصل التعليم فيها حتى بلوغه الصف الثاني إعدادي، وكان وقتها قد بلغ سن الـ16. في المباركية كان الصبي علي المفيدي من ضمن شلة الطلبة المشاغبين بحسب قوله. ولأسباب اجتماعية ومعيشية اكتفى الرجل بذلك القدر من التعليم مؤقتًا وقرر أن يترك مدرسته ويدخل سوق العمل. وبعد البحث انتهى به المطاف للعمل في إدارة البريد التابعة آنذاك لوكالة البريد البريطانية، فتمّ تعيينه في بادئ الأمر ساعيًا للبريد في منطقة الصفاة، مكلفًا بفرز الرسائل وتوزيع على أصحابها. وخلال أقل من عامين تمت ترقيته إلى رئيس سعاة البريد، ثم لم يمضِ شهران على ذلك حتى تم دمج قسمي الفرز والتوزيع بقسم واحد، وأصبح المفيدي رئيسًا له. وعندما أنشئ قسم التفتيش أصبح مفتشًا على المكاتب والفروع الرئيسة للبريد.

المفيدي في مرحلة مرضه

على أن انشغاله بالعمل لتدبير قوته لم يمنعه من مواصلة دراسته بإصرار، فأكمل المرحتلتين الإعدادية والثانوية بنظام الدراسة المسائي.

في عام 1957، وقد بلغ آنذاك سن الـ19، تكشفت موهبته الفنية التمثيلية بالمصادفة. ففي تلك السنة كان مساعد البريد البريطاني يستعد لمغادرة الكويت نهائيًا ليتسلم الكويتيون العمل بأنفسهم. وبهذه المناسبة، أقيمت حفلة وداعية، ففاجأ المفيدي الحضور بتمثيلية كوميدية من تأليفه وإخراجه وتمثيله مع زملائه من موظفي البريد. وكانت التمثيلية تناقش بأسلوب مضحك العلاقة بين أولياء الأمور وإدارة المدرسة، إذ تقمّص المفيدي فيها شخصية أحد أولياء الأمور الذين لا يتجاوبون مع إدارة المدرسة، الأمر الذي نال استحسان الحضور وانتزع الضحكات منهم، وفي الوقت نفسه كشف عن ذكاء الرجل لجهة تناول قضايا اجتماعية في قالب كوميدي جاد.

بعد هذه التمثيلية فطن المفيدي إلى أن قدره ليس في العمل موظف بريد، وأن باستطاعته الارتقاء بنفسه في مجال آخر. وحينما أعلنت الإذاعة الكويتية حاجتها إلى مقدمي برامج ومذيعين، سارع إلى تقديم طلب ليكون مذيعًا. وسرعان ما جاءه الرد بضرورة التقدم للاختبارات مع مجموعة المتقدمين الذين أصبحوا لاحقًا من نجوم الإذاعة، فنجح في الاختبارات، وحصل على تدريب استمر أكثر من عام ليحسّن من أدائه الصوتي، بعدها قُبل مذيعًا بإذاعة الكويت مع نقل خدماته من البريد، لكن مدير البريد وقتذاك رفض، وظل المفيدي يعمل في البريد والإذاعة حتى عام 1963، وبعد مفاوضات بين مسؤولي الإذاعة والبريد سمحوا له بالعمل في الإذاعة بعد وقت الدوام الرسمي في البريد، فظهر صوت علي المفيدي على الهواء لأول مرة في مارس عام 1963 بعبارة «هنا الكويت».

لقطة تجمع أبطال مسلسل درب الزلق ومنهم المفيدي بالقبعة

وهكذا دخل المفيدي الإذاعة، وراح يقدم برامج إذاعية متنوعة، شملت «ركن المرأة والطفل»، و«ركن الشرطة»، و«التثقيف الصحي»، و«ركن البيطرة»، علاوة على البرامج الشعبية والغنائية، وكان يستخدم خفة دمه في الإلقاء والتقديم، فيحيل المادة العلمية الدسمة إلى مادة خفيفة يقبل عليها المستمعون، ولأنه كان يشعر أنه ممثل أكثر من مذيع تعمّد أن يمزج في كل هذه البرامج ما بين التقديم والتمثيل. استرعى ذلك انتباه مخرجي الإذاعة فأسندوا إليه أدوارًا صغيرة باللهجة المحلية، وباللغة الفصحى، وعلى رأس هؤلاء المخرجين المخرج أحمد سالم (توفي 2012) الذي أشركه كممثل إذاعي في بعض مسلسلاته. وكان من نتائج ذلك أن حصد لقب «ملك الميكرفون».

طموحاته الفنية لم تقف عند هذا الحد. إذ دفعته فكرة تطوير ذاته وصقل مواهبه الفنية والتمثيلية إلى الالتحاق بمركز الدراسات المسرحية (المعهد العالي للفنون المسرحية لاحقًا) فور إعلان إنشائه في عام 1964، على يد الرائد المسرحي المصري الكبير زكي طليمات، كأول صرح أكاديمي لتعليم التمثيل وقواعد المسرح في الكويت والخليج. كان ذلك في وقت بدأت الحركة المسرحية الكويتية فيه تشهد نموًا واضحًا بعد تأسيس الفرق المسرحية الأربع: العربي، الشعبي، الخليج العربي، والكويتي.

كان من شروط الالتحاق بالمركز اجتياز الاختبارات المقررة، فتقدم المفيدي لهذه الاختبارات مع 130 متقدمًا آخر، دخلوا عملية تصفية إلى أن وصل عددهم إلى 8 أشخاص فقط، كان المفيدي أحدهم. قدم الرجل آنذاك أمام طليمات مشهدًا من مسرحية «طارق بن زياد»، فأعجب الأخير بأدائه، ووافق على التحاقه بالمعهد، ثم أشركه في بعض أعماله المسرحية التي أخرجها في الكويت، ومنها مسرحيتا «قيس وليلى» و«صلاح الدين وبيت المقدس».

في المعهد المسرحي انتسب إلى قسم التمثيل والإخراج المسرحي، وكان في أثناء دراسته مواظبًا على الاشتراك في التمثيليات الإذاعية، وبعض السهرة التلفزيونية مثل «عيادة ومواقف» مع الفنان الراحل عماد حمدي، من إخراج نور الدمرداش. واستمر كذلك إلى عام 1979 الذي تخرج فيه من المعهد حاصلاً على درجة البكالوريوس.

المفيدي مع المخرج أحمد سالم وسعاد عبدالله وناعسة الجندي في الإذاعة خلال تقديمهم برنامج «نافذة على التاريخ»

ومما لا شك فيه أن المفيدي استفاد كثيرًا من دراسته في المعهد المسرحي، لجهة التعرف أكاديميًا على القواعد والأصول والنظريات الخاصة بالتمثيل والإخراج والإلقاء وكيفية استخدام الصوت علوًا وانخفاضًا، علاوة على تاريخ المسرح ومدارسه والتدريبات العملية ذات الصلة. وبالمثل كانت لاستفادته من قراءاته الخارجية وتعلقه المبكر بالمذياع ودراسته في «معهد الدراسات التجارية» الذي تلقى فيه دروسًا في المراسلات باللغتين العربية والإنجليزية دور مهم في تميزه وإلمامه بالقواعد الصحيحة للغة العربية، بدليل أن كل من عانى من مشكلة في اللغة العربية كان يلجأ إليه ليشكّل له الكلمات ويعلمه نطقها الصحيح، ثم بدليل استعانة المعهد العالي للفنون المسرحية به لتدريس مواد الإلقاء واللغة العربية والإذاعة.

في الإذاعة شارك بصوته في عدد من برامج ومسلسلات الرسوم المتحرّكة ودبلجة الأفلام الكرتونية في عامي 1980 و1981، كما قدم جملة من البرامج الإذاعية المتميزة كمعد ومخرج، لعل أشهرها «نافذة على التاريخ»، «نجوم القمة»، «شهداء الكويت»، «حبيبنا الغالي»، «الكويت كلمة سلام»، «ينابيع الخير»، و«رفع الستار». علاوة على ذلك قدم إعدادًا وإخراجًا وتمثيلاً برامج أخرى من وحي التراث مثل «الأميرة والثعبان»، «من شمم البادية»، «الثعلب طعمار»، «الأميرة قبلة الأنظار»، «عنتر وعبلة»، «الفتوحات الإسلامية»، «بيت من رمال»، «حبابة»، وثلاثية «ابن الحطاب وابن النجار وابن العطار».

أما على صعيد المسرح، فقد استطاع أيضًا أن يقدم مجموعة من المسرحيات المتميزة الناجحة جماهيريًا من خلال عضويته وانتمائه إلى «مسرح الخليج العربي» أو من خلال مسرح القطاع الخاص. تنوعت مسرحياته ما بين الكوميدية والهزلية والجادة والتراثية، ومن أشهرها «بخور أم جاسم»، «غاب القمر»، «الدرجة الرابعة»، «الحجلة»، «هاللو دوللي»، «مصاص الدماء»، «جنوب البشر»، «حب في الفلوجة»، «حامي الديار»، «الزير سالم»، «فوضى»، «بالمشمش»، «يا غافلين»، «سنطرون بنطرون»، «القرقور»، «مجنون ليلى»، و«شباب الجامعة»، علمًا بأن آخر مسرحياته من خلال مسرح الخليج العربي كانت مسرحية «1،2،3،4، بم» التي عمل فيها مساعد مخرج، وكانت أول تجربة في التأليف المشترك بين عبدالعزيز السريع وصقر الرشود، وعرضت على مسرح كيفان في فبراير 1972 قبل أن تشارك في مهرجان دمشق للفنون المسرحية في مايو من العام نفسه.

وعلى المنوال نفسه، ترك الرجل بصمات خالدة في الأعمال الدرامية التلفزيونية من خلال العديد من المسلسلات الناجحة التي أدى فيها أدوارًا متنوعة، خصوصًا أدوار الشر والبخل، مع حرصه على الاختيار والتنوع بذكاء ومرونة، الأمر الذي حقق معه جماهيرية عريضة لافتة. من هذه المسلسلات إضافة إلى «درب الزلق»: «سلطان الزمان حب الرمان» (أولى مسلسلاته)، «الشاطر حسن»، «الطابق الثالث»، «أجلح وأملح»، «جحا وحجاج وبنت السلطان»، «شرباكة»، «إلى أبي وأمي مع التحية»، «العتاوية»، «خالتي قماشة»، «سوق المقاصيص»، «دنيا المهابيل»، «إلى من يهمه الأمر»، «أبوصالح يريد حلا»، «زوجة بالكمبيوتر»، «ضيعة أم سالم»، «رقية وسبيكة»، «طش ورش»، «دلق سهيل»، «عائلة فوق تنور ساخن»، «قاصد خير»، «عيال قرية»، «الدردور»، «فريج صويلح»، «مسمار جحا»، وغيرها كثير. وفي السينما شارك في فيلمين فقط، هما بس يا بحر، وذئاب لا تأكل اللحم، وكلاهما من إنتاج 1971.

عــُرف عن المفيدي حرصه على القيام بأعمال فنية يشارك فيها فنانون عرب من مصر وسوريا والبحرين ولبنان، وذلك من منطلق أن هذا يزيد في جماهيرية العمل ويسعد أكبر قطاع من الناس.

وتقديرًا واعترافًا بمشواره الفني الطويل، حصد المفيدي الكثير من شهادات التقدير والتكريمات داخل الكويت وخارجها، أبرزها جائزة وشهادة تقدير من الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح بمناسبة الأسبوع الثقافي في المغرب، وجائزة الإبداع الإذاعية في مهرجان القاهرة السادس للإذاعة والتلفزيون عام 2000. كما جرى تكريمه في حياته في ثلاثة مهرجانات مسرحية محلية عام 2007 هي على التوالي: مهرجان أيام المسرح للشباب الرابع، ومهرجان الخرافي المسرحي الرابع، ومهرجان الكويت المسرحي التاسع. إلى ذلك، اختير لعضوية أو رئاسة لجان التحكيم في العديد من المهرجانات المعنية بالدراما التلفزيونية والمسرحية داخل الكويت وفي مصر وتونس والبحرين. كما قام وزير الإعلام صباح الخالد الصباح بتسمية أحد استوديوهات الإذاعة باسمه، إذ إن المفيدي كان يعتز بتاريخه الإذاعي كثيرًا؛ لأن شهرته الفنية انطلقت من الإذاعة.

في عام 1987 أصيب بسرطان الحنجرة، فأمر الأمير الراحل جابر الأحمد الصباح بعلاجه في الولايات المتحدة وشُفي من المرض، ثم تعرض لمتاعب في جهازه التنفسي فعاد إلى أمريكا وتعالج وشُفي، لكن مشاكله الصحية تجدّدت عام 2008 فتم إدخاله إلى العناية المركزة بمستشفى الخالدي التخصصي في عمّان بالأردن، حيث أجريت له عملية في حنجرته أدت إلى تدهور حالته وإصابته بنزيف في المعدة أثر على رئته. وفي 29 أكتوبر 2008 عاد إلى الكويت جثة هامدة، وتم استقبال جثمانه في صالة التشريفات ليدفن في اليوم التالي بمقبرة الصليبيخات إلى جوار الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح تنفيذًا لوصيته، وسط حضور كثيف من أهل الفن.

والمفيدي، الذي ارتبط منذ طفولته بصداقة قوية مع ابن فريجه الفنان خالد النفيسي، وكان معجبًا بأداء زميله عبدالحسين عبدالرضا ويضحكه كثيرًا أداء الفنان نجيب الريحاني، تزوّج مرتين: الأولى من أم أولاده الثلاثة المخرج حسين والممثل سليمان والمخرج خالد، وبناته الخمس سهير ونرجس وإيمان ومعدة البرامج خلود والممثلة/‏المخرجة أبرار. والثانية من الكاتبة ومقدمة البرامج مي بنت عيدان المحميد التي كان يكبرها وقت زواجهما عام 1995 بأربعين عامًا، والتي انفصل عنها عام 2006.