دور الأمانات في المملكة يتحول ويتغير بصورة متسارعة للأفضل والأجمل والأحسن، وهذا ملاحظ، ولكن يتبقى برأيي جزء مهم وهو الحدائق العامة التي أصبحت ضرورة ومتنفساً مهماً جداً للمواطن والمقيم، حتى إنها تحولت لميادين لممارسة الرياضة «وأنا أحدهم»، وقد قُدمت هذه «الحدائق - الساحات» بتنظيم وأشكال مميزة، ورعاية كبيرة من تنظيمها ونظافتها يومياً، وهذا مكلف ويصاحبه جهد كبير من الأمانات، فبعد نهاية اليوم نجد هذه الحدائق أو الساحات وقد عانت من مستخدميها في عدد منهم بعدم الاهتمام بالنظافة في ساحاتها أو «دورات المياه» التي تحتاج مراجعة واهتماماً تاماً، وأيضاً من يمارسون البيع والشراء، ومن يمارسون رياضة «السياكل» بممرات المشاة، والاهتمام بالأشجار أيضاً يحتاج عناية خاصة «النخلة» التي تحتاج عناية طوال العام بحكم أنها مثمرة ولها خصوصية عالية من الاهتمام.

اليوم أصبحت الحدائق والساحات ضرورة قصوى برأيي، فهي أصبحت متنفساً كبيراً، ومجالاً للترويح عن النفس، وممارسة الرياضة، وأيضاً يمكن أن تكون مصدر دخل وإيراد من حيث إنه يمكن أن تمول نفسها، بحيث تكون دورة المياه برسوم ريال واحد «مثلاً» مقابل الاستخدام، بشرط تكون على أعلى مستوى إمكانات ونظافة، بعكس ما يحدث اليوم من سوء بها، الحاجة لوجود «سيكيورتي» لتنظيم الاستخدام، سواء من يستخدم النار لحاجة خاصة له، أو إلقاء أي أوساخ وغيرها، وتكون بفرض غرامة ورسم، تنظيم الممرات، ما هو للمشي للمشي، وما هو للكرة للكرة، تنظيم المقاهي والجلسات والاهتمام بها بعقود مع شركات رائدة أو غيرها، تشجيع الأسر المنتجة خاصة السيدات بعمل أكشاك للبيع بدل العشوائية، تنظيم المواقف للسيارات وعدم ضرر الجيران، تنظيم الأشجار والاهتمام بها، أفكار كثيرة يمكن للحدائق والساحات أن تنظمها بدلاً مما يتم اليوم، وهي تحتاج وقفة لتنظيمها وترتيبها، وأتمنى من الأمانات العمل على تنظيمها بأعلى مستوى، فكما نجد المرور والطرق اليوم أصبحت مميزة بسبب تطبيق النظام والعقوبة أيضاً وجدنا الالتزام.

وإعادة التنظيم والترتيب تحافظ على استمرارها بأفضل المعايير، والاستمرارية، خاصة أنه يمكن أن تحصل كل حديقة أو ساحة، على مصدر دخل قد يمولها بالكامل متى أُحسن استثمارها، أو برسم رمزي يقابله خدمات مميزة. نحن بحاجة لهذه الحدائق والساحات كحاجة أساسية، ولكن نريدها بأفضل وأعلى المعايير، وهذا ممكن.