قبل سنوات، أي قبل دخولنا مرحلة الرؤية الوطنية 2030، أتذكر جيداً حديثاً خاصاً مع بعض المسؤولين ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن العام، وأشار أحدهم بأسف إلى عدم استثمار ميزات المملكة بموقعها المحوري الذي يربط ثلاث قارات ووجود الحرمين الشريفين فيها، ومع ذلك فإنه غير متاح تمكين المسلمين العابرين شرقاً وغرباً من النزول في المملكة لبعض الوقت وأداء العمرة والزيارة، ثم مواصلة سفرهم، كان يتحدث عن المردود الاقتصادي الكبير لو تم السماح لهم بالإضافة إلى فوائد أخرى كثيرة. تحسرنا كلنا آنذاك على إهدار فرصة وميزة ثمينة لا تتمتع بها أي دولة أخرى، لكن تلك المشكلة لم تكن سوى جزئية من منظومة جمود الأنظمة وانغلاقها الذي أضاع علينا الوقت والفرص الثمينة.

تذكرت ذلك النقاش وأنا أقرأ يوم أمس خبر إطلاق تأشيرة المرور للزيارة إلكترونياً للقادمين جواً مع إصدار تذكرة السفر عبر ناقلين جويين كبداية، والتي تتيح للسياح والزوار دخول المملكة لمدة 96 ساعة لأداء العمرة وعقد اجتماعات الأعمال وزيارة الأصدقاء وحضور الفعاليات والتنقل، وهي تأشيرة مجانية فورية الصدور مدتها ثلاثة أشهر.


تخيلوا كم عدد المسافرين الذين سيستفيدون من هذه المرونة في إصدار التأشيرة، وكم سيكون مردودها الاقتصادي والثقافي، والانطباعات التي سيأخذها الآخرون عن ديناميكية الأنظمة والقوانين في المملكة. إن أهم ما حدث لدينا في المرحلة الراهنة هو التركيز على إحداث أنظمة جديدة تتماشى مع سرعة إيقاع العالم وتستثمر كل إمكانات الوطن وتضع حاجزاً مع زمن الرتابة والجمود والترهل، وحتماً لن تتوقف المفاجآت العظيمة التي تنبثق من فكر الرؤية.