كلما وجدنا بعض الوقت لنمارس فيه الأنشطة الاعتيادية، نجد أنفسنا في خضم دوامة من الأخبار التي تثير الغضب، والألم، وتبعث على الهم والحزن.

الأخبار عن الصراعات الدموية، أو الكوارث ونحوها، تظهر باستمرار في هواتفنا الذكية، والتلفاز وكأنها تلاحقنا وتستنفد ما يتبقى لنا من هدوء وسكينة.

نشرت الجمعية الأمريكية لعلم النفس مقالة بعنوان «التحميل الزائد من وسائل الإعلام يضر بصحتنا النفسية»، وكانت المقالة تتناول عدة جوانب عن تأثير الأخبار والإعلام على الصحة النفسية للبشر، وأقتبس من المقالة: «على الرغم من عدم وجود اضطراب أو معايير تشخيصية معترف بها رسمياً، يرى العديد من علماء النفس مرضى يعانون ضغوطاً مرتبطة بالأخبار ويسعون للحصول على إرشادات حول كيفية مساعدتهم». أي إنه لا يوجد تشخيص خاص لأولئك الذين تعرضوا إلى تأثير سلبي من وسائل الإعلام، إلا أن التأثير السلبي موجود وتمت ملاحظته.

أشارت المقالة إلى إحدى الدراسات التي تم اجراؤها عام 2020 و«أظهرت أن 83٪ من الأمريكيين يشعرون بالتوتر بشأن مستقبل الأمة، بعد أن استقبلوا العديد من الأحداث الإخبارية المحبطة، بما في ذلك الاضطرابات الاقتصادية والظلم العنصري والوباء، وفقاً لمسح الإجهاد في أمريكا الذي أجرته جمعية علم النفس الأمريكية، استمر هذا الشعور بالتوتر في الظهور في استطلاع مارس 2022، أفاد 73٪ من الأمريكيين بأنهم غارقون في عدد الأزمات التي واجهها العالم في تلك المرحلة».
‏ ‏الأمر يكون أكثر خطراً عندما يتعلق بالأطفال وطريقة استقبالهم لتلك الأخبار وتأثيرها فيهم، يقول الباحث: «إن الآباء قد يحاولون حماية أطفالهم من الأخبار المخيفة مثل إطلاق النار الجماعي أو الكوارث، وبالتالي قد يسمع الأطفال فقط عن أجزاء ناقصة مما حدث، ما قد يؤدي إلى مفاهيم خاطئة مخيفة أكثر».
والحقيقة البديهية أن متابعتنا للأخبار المؤلمة التي تتضمن مشاهد مروعة وحزينة أو مقلقة من حيث المستقبل، تزيد الشعور بالتوتر، وستصيب النفس بالارهاق وبالآثار السلبية بدون نتيجة أو فائدة تذكر. في المقابل التقنية، نفسها التي توفر لنا هذه الأخبار، هي نفسها يمكنها أن توفر طرقاً لمنع مشاهدة الأنباء التي لا نرغب في مشاهدتها.
يوفر تطبيق «تويتر»، على سبيل المثال، خاصية منع إظهار التغريدات التي تحتوي على كلمات معينة، ويمكنك استبدال حساب واحد يتعلق بالمنطقة التي تعيش فيها بمتابعة العديد من حسابات الأخبار. يمكنك تقليل استخدام التكنولوجيا خلال يومك أيضاً، واستبدال ممارسة أنشطة صحية مثل الرياضة والقراءة في وقت الفراغ.