لا توجد كلمات في أي من قواميس اللغات التي يتحدثها البشر يمكن أن تصف ما تفعله إسرائيل في غزة من جرائم قتل وحشية ذهب ضحيتها آلاف الأطفال والنساء والأبرياء، فحربها المزعومة ضد حماس رداً على هجمات السابع من أكتوبر لم تميّز بين مقاتلي حماس ومواطني غزة، فمن الواضح أن إسرائيل تعتبر كل فلسطيني عدواً لها وهدفاً للقتل، مما يجعل صمت العالم، وخاصة الدول الكبرى، مشيناً ومؤلماً في نفس الوقت!

مشيناً لأنه يكشف عورة المجتمع الدولي وسياسات مصالح دوله، ومؤلماً لأنه يعني أن مستقبل البشرية سيبقى تحت رحمة تلاعب حكومات الدول القوية بالقوانين الدولية وتفسيرها والهيئات الدولية وتوظيفها، فالنظام الدولي الذي ولد في أعقاب الحرب العالمية الثانية فشل حتى الآن في صنع السلام للعالم وتحقيق الأمان للبشرية!

الحكومات الغربية التي منحت إسرائيل الضوء الأخضر لإطلاق عملياتها العسكرية في غزة؛ بحجة حق الدفاع عن النفس، مسؤولة عن الأرواح البريئة التي أُزهقت، والبنية المدنية التي دمرت، والحالة الإنسانية المزرية التي خُلقت بسبب العدوان الإسرائيلي الذي تجاوز حدود الدفاع عن النفس والرد على الاعتداء ليصبح حرب إبادة مكشوفة لا تجد من المجتمع الدولي سوى العجز عن التصدي لها!

إسرائيل تسلّحت بمواقف دعم الحكومات الغربية في بدء حملتها الحربية، وتتجاهل اليوم جميع دعوات التهدئة وحماية المدنيين، كما أن تهجيرها للسكان وخلق أزمة إنسانية بالغة القسوة لم يجد الإدانة الكافية من هذه الحكومات التي تنبري في أماكن أخرى من العالم في تبني مواقف انتقائية متشددة؛ تبعاً لمصالحها وهوية الأطراف المخالفة للقوانين الدولية والمرتكبة للجرائم الإنسانية!

سيحاكم التاريخ إسرائيل التي مارست القتل وحكومات الغرب التي قدمت السلاح والدعم، وحماس وجماعات الممانعة والمقاومة التي تاجرت بالدم الفلسطيني، لكن أي محاكمة وأي عدالة ردت يوماً حياة ضحية أو شفت جرح مكلوم!