ما قصرتوا وتجدونه في صحتكم وأهاليكم وأبنائكم.

إلى كل من تبرع بأقل القليل وأكثر الكثير.. الى ضحايا الهمجية الإسرائيلية الصهيونية التي ارتكبت أمام الملأ في غزة، ولأول مرة في العالم.

بالفعل الكل يقول للكل شكرا وجزاكم الله الف خير، ولكنني أحب أن أُثير نقطة غاية بالاهمية لم يتطرق لها احد، خاصة بعد أن لفت نظري ما سمعته من أحد المواطنين داخل غزة، ما نبهني إلى أمر في غاية الأهمية.

الصحافيون الذين نجحوا في نقل بشاعة المشاهد وقتل المدنيين وصور الاطفال والرضع التي حصلت في غزة، بفضل ما صورته كاميراتهم أو أجهزتهم الصغيرة التي يحملونها، وهو ما انتفض العالم كله ضده، ولاول مرة في تاريخ القضية الفلسطينية.

تذكرت أيام الاحتلال العراقي للكويت، وبشاعة ما حصل داخل الكويت وما عاناه الكويتيون على يد القوات العراقية.. من قتل وترهيب وبث روح الخوف والرعب في كل اشهر الاحتلال، حيث لم تصل الصورة الحقيقية لما تم داخل الكويت خلال الأشهر السبعة كما يجب وكما كان يحصل يوميا.

كان الموضوع آنذاك لا يتجاوز بعض التقارير المقروءة أو المكتوبة، والتي غالبا ما كانت تخلو من نقل الصورة الحقيقية لما يحدث داخل الكويت، إلا من صور أو فيديوهات قليلة جدا، مما فاجأنا نحن الكويتيين من كم علامات الدهشة التي نراها على وجوه الآخرين، وخاصة عندما نصف لهم الوضع خلال الاحتلال العراقي، وكأنهم يسمعون بالغزو لاول مرة، او ان الامر آنذاك لم يتعد سوى دخول سلمي لقوات عسكرية عراقية واحتلالها للكويت.

لم يسمعوا شيئا عن المقاومة الشعبية والتعذيب والتنكيل بمن يقع في يدهم، عن السرقات والنهب والتدمير وتطبيق سياسة الارض المحروقة، وأنا لا ألوم هؤلاء بالطبع، لأنهم لم يسمعوا سوى ما أرادت أنظمتهم ان يسمعوه، ولم يشاهدوا سوى ما اراد إعلامهم أن يروه.

ما حصل في العالم حين انقلب التأييد الكامل لإسرائيل والصهيونية طوال عقود ماضية إلى رفض وانتقادات شديدة،ووخروج مئات الآلاف من الغرب والشرق منادين بتحرير فلسطين ومؤيدين للحقوق الفلسطينية ومطالبين بوقف إطلاق النار، وضرورة قيام دولة فلسطينية تحمي حقوق أبنائها، والعدل في التعامل مع الطرفين الإسرائيلي و الفلسطيني، هو بسبب الاعلام.

كل هذا لم يأتِ من فراغ، بل عندما نُقلت الصورة الحقيقية من داخل غزة والمناطق المحيطة بها إلى كل بيت في العالم، بغض النظر عن انتماء من يُشاهد أو عقيدته أو جنسيته.

هذه الفئة من الاعلاميين والصحافيين، والذين قتلت الآلة العسكرية الإسرائيلية منهم عدداً غير قليل.. تركوا وراءهم أسراً واطفالاً بلا معين ولا سند.

كل المساعدات اليوم موجهة للمدنيين، الا أنني لم الاحظ اي ذِكر للصحافيين ضحايا هذه الحرب الاسرائيلية المتوحشة علي غزة. اين هذه الفئة.. اهالي واسر الصحافيين والإعلاميين الذين استشهدوا في سبيل نقل الحقيقة.

وما صور جثث الاطفال والنساء ولقطات قصف البيوت والمستشفيات..الا ثمن دفعه هؤلاء الابطال، ليسقطوا شهداء خلف كاميراتهم التي كشفت حقيقة الصهاينة، وأماطت اللثام عن أكبر كذبة عاشها الغرب طول عقود من الزمن، حين تعرت اسرائيل الصهيونية امام العالم كله، فرآها العالم كله عارية وفي ابشع صورها.

أتمنى من كل قلبي ان تتبنى جمعية الصحافيين الكويتية، حملة لمساعدة وإعانة أهالي الصحافيين الفلسطينيين الذين غامروا وتحدوا الآلة العسكرية الصهيونية، وتصدوا لحقدهم الاسود، وأصروا على الوقوف أمام كل هذا.. لنقل كل ما يحدث داخل غزة بصدق وشفافية.

التفتوا لهم، فجمعية الصحافيين الكويتية تستطيع تقديم الكثير، وأول ذلك حملة تبرعات باسم شهداء الصحافة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.