اتضح في القرن الحالي الأثر العظيم الذي تقدمه الدبلوماسية البرلمانية لرسم وتطبيق الأهداف السياسة الخارجية للدول وبطرق غير تقليدية، وتعد رافداً أساسياً يدعم الدبلوماسية الرسمية من خلال المساهمة في تطوير العلاقات الثنائية، ولها دور محوريا في العلاقات الدولية، وتتسم بالمرونة حيث تسهل عمليات التفاوض والحوار بعيداً عن الأضواء والضغوط الإعلامية، ويمكن وصف الدبلوماسية البرلمانية بأنها أداة وعنصر فاعل على المستوى الدولي لتقريب وجهات النظر وتعزيز العلاقات الثنائية. وتساهم في تنشيط الحوار مما يخدم مصالح الدول والعلاقات الثنائية، فهي تفتح نوافذ حوارية بنائة تخلق فضاءات تواصل مع الدول، ولذا تم تأسيس الشعبة البرلمانية بمجلس الشورى والتي تساهم بدورها في مجال تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، من خلال عدد من لجان الصداقة البرلمانية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة ذات الأهمية للمملكة.

- تقوم الشعبة بدعم قضايا المملكة ومصالحها في المحافل الإقليمية والدولية، من خلال المشاركة في اجتماعات الاتحادات البرلمانية الخليجية والعربية والقارية والدولية، وتعمل على تكوين مجموعات صداقة مع المجالس والبرلمانات الشقيقة والصديقة، ومن هنا يتضح الدور الرئيس وأهمية دور مجلس الشورى في المجال البرلماني لمساندة القضايا الوطنية أو القضايا ذات الاهتمام المشترك مع بقية الدول. وبدوره يساند في نسج علاقات قوية مع العديد من برلمانات العالم، كما ساهم في إبراز صورة المملكة في المحافل البرلمانية الدولية، وتوضيح وجهة نظر المملكة إتجاه العديد من القضايا وتبادل الاراء مع البرلمانيين في الدول الأخرى، من خلال حضور اجتماعات وأنشطة البرلمانات الدولية وتوثيق روابط التواصل بين المجلس والمجالس التشريعية والبرلمانات في الدول الشقيقة والصديقة والذي يقوم على تعزيز العلاقات الخارجية للمملكة.
- ويقوم مجلس الشورى بحراك فاعل في تأديته للدبلوماسية البرلمانية الموكله اليه والتي تساند الدبلوماسية الرسمية للدولة، والذي من شأنه تعزيز العلاقة مع الدول بما يحقق مصالح المملكة، بل يقوم مجلس الشورى بدور جوهري على مستوى الدبلوماسية ودورها التشريعي والرقابي حيث يدرس ويصادق على المعاهدات والاتفاقيات الثنائية التي توقعها المملكة مع الدول الأخرى على جميع الأصعدة. ويسعى المجلس جاهدا لابراز حضور المملكة ودورها في مختلف المحافل البرلمانية، ويؤكد مكانتها وثقلها السياسي، كما يعكس حرص القيادة الرشيدة من خلال الجهودالحثيثة المبذولة لتحقيق السلام والأمن لكافة شعوب العالم.
- وعلى صعيد النجاحات التي حققها مجلس الشورى على مستوى الدبلوماسية البرلمانية مؤخرا زيارة لجنة الصداقة البرلمانية السعودية - الفرنسية برئاسة إميليا لكرافي في البرلمان الفرنسي. وكان للزيارة أصداء رائعة حيث أعربت رئيسة اللجنة عن انبهارها بما رأته في المملكة من أثار ومناظر طبيعية في العلا والبرنامج المهم للشراكة بين المملكة وفرنسا. وهذه الزيارة تؤكد أهمية العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا، والدور المهم للدبلوماسية البرلمانية في تعزيز العلاقات وتطويرها بين البلدين في شتى المجالات.
- ومجلس الشورى بدوره سيظل داعماً للجهود العظيمة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- وتحديدا في تأديته للدبلوماسية البرلمانية لتعزيز العلاقات الدولية الثنائية لتحقيق مصالح السعودية.