شيماء المرزوقي

الفنون، كما هو معروف، من أهم وسائل وطرق التعبير الإنساني، وهي مخزون ومكمن الثقافات لكل مجتمع بشري، وترافق تطورها مع التطور البشري في مختلف الحضارات والمجتمعات البشرية. وفق هذه الأهمية في حياة الإنسان، يحضر سؤال عن ماهية الفنون، أنواعها، وتفرعاتها. وبشكل موجز، هي مجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية، التي تهدف إلى التعبير عن الأفكار والمشاعر والمهارات الإبداعية، وهي تتقسم إلى عدة فئات رئيسية، مثل: الفنون البصرية، وتشمل الرسم، والنحت، والتصوير الفوتوغرافي، والفن الرقمي. وهناك الفنون الأدائية، وتشمل الموسيقى، الرقص، المسرح.

وهناك الفنون الأدبية، وتشمل الشعر، الرواية والقصة القصيرة، المقالات، ونحوها. وهناك الفنون التشكيلية، وتشمل الخزف والفخار، والحياكة والتطريز والزخرفة، وتصميم المجوهرات. وهناك الفنون التطبيقية، وتشمل التصميم الداخلي، والتصميم الغرافيكي، والتصميم الصناعي. وهناك الفنون الإعلامية، وتشمل السينما، التلفزيون، الراديو، ونحوها.

وبالتالي تعتبر الفنون على تعدد أقسامها وتعدد فروعها، تعبيراً إنسانياً عن الإبداع، وقوة العقل البشري، والتميز، وكان لها دور بالغ الأهمية في التواصل والتأثير الثقافي بين مختلف المجتمعات، في كل بقاع العالم. ومع تعدد وسائلها وأدواتها وأساليبها، إلا أنها جميعها تسعى نحو نقل التجارب الإنسانية، والمشاعر، والأفكار، بطرق مبتكرة، ومؤثرة، وجميلة، ودافئة.

وفي هذا العصر، تعرضت لتغييرات بسبب التطور التكنولوجي وانتشار الوسائط الرقمية، ودخول حقبة الذكاء الاصطناعي. بعض الفنون باتت معرضة للتهديد، ومخاطر الاندثار بسبب هذا التطور التقني والتكنولوجي، بسبب قيام الآلة بجميع العمل الذي كان يتطلبه العمل اليدوي القديم، بل إن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، قاما بإنتاج مبتكرات فنية، من التصميم حتى الإنتاج في حالة فريدة وغير مسبوقة من التاريخ البشري، ولم يعد من نافلة القول أو التوقع أو التخمين، أن هناك فنوناً ستندثر، وتصبح أثراً بعد عين، وعلى الجانب الآخر، هناك فنون كان للتطور التقني والتكنولوجي أثر بالغ في نموها وتطورها، وتأثيرها. التقنيات نفسها ساهمت في ظهور أشكال جديدة من الفنون، مثل الفن الرقمي.

عملية التطور متسارعة ومتواصلة، ومعها نحتاج إلى مبادرات تستهدف مواكبتها، وعدم التوقف عند نماذج أو قوالب ستزوال، فالبشرية بصدد إنتاجات جديدة تتواكب مع روح العصر، ونمو الحضارة.

www.shaimaalmarzooqi.com