يحمِّلون سالم الدوسري مسؤولية كل إخفاق للمنتخب السعودي وهم من خلقوا كل المبررات لكريستيانو رونالدو الذي أكمل عامين (صفريين) مع فريق النصر، فلا تعلم كيف لهم أن يطلبوا من سالم كل شيء رغم كل شيء، وهم من يتعاملون مع كرة القدم في حالة رونالدو والنصر على أنَّها لعبة جماعية لا يمكن تحميل الإخفاق فيها ولا نسب النجاح فيها لعنصر واحد؟!.

هذا الطرح الذي يمارسه البعض في منابر الإعلام ووسائل التواصل ضد سالم الدوسري لا علاقة له بالنقد الفني، ولا لمصلحة المنتخب السعودي؛ بل هو طرح ناتج عن أزمات نفسية يعيشها هؤلاء بسبب ما فعله سالم بهم بالقميص الأزرق، ولا يستطيع أولئك المأزومون أن يفصلوا بين سالم لاعب الهلال وقائده، وبين سالم لاعب المنتخب وقائده، وما يفعله الأول بهؤلاء لا يمكن أن ينجو من عواقبه الثاني!.

ما يمارس ضد سالم الدوسري حاليًا شبيه بما كان يمارس ضد الأسطورة ليونيل ميسي حين كان يُحمَّل مسؤولية كل إخفاق للمنتخب الأرجنتيني، وكانت كل نجاحاته وبطولاته مع برشلونة تتعرض للانتقاص والطعن بسبب عجزه عن تحقيق ذات النجاحات مع منتخب بلاده، وانتظر ميسي كثيرًا حتى تحققت له معادلة النجاح ومنظومة العمل التي استطاعت أن تعينه على تحقيق كأس العالم للأرجنتين؛ ليؤكد لأولئك القوم أنَّ كرة القدم هي لعبة جماعية لا يمكن أن يتحمل النجاح فيها أو الفشل لاعب واحد مهما كانت قدراته!.

النقد الفني البناء حق متاح للجميع، وليس لأي لاعب حصانة ضده؛ لكن ما يمارسه البعض ضد سالم من انتقائية وشخصنة لا علاقة له بهذا النوع من النقد، والدليل أنَّ أكثر من غضبوا من فرحته الأخيرة التي كان يرفع فيها صورته وهو يحمل جائزة أفضل لاعب في آسيا كانوا إلى وقت قريب يبررون للاعبين آخرين تصرفات خارجة عن النص وحركات أقل ما يقال عنها أنّها لا أخلاقية!.

سالم هو أفضل لاعب سعودي في الوقت الحالي، وأفضل لاعب في آسيا، ولسنا في كرتنا السعودية في رغد من العيش على صعيد المواهب والنجوم، والحفاظ عليه مسؤولية كل من يستشعر قيمة وأهمية نجم بحجم سالم للمنتخب السعودي، لكني لن أطلب من أصحاب هذا الطرح السخيف أن يستشعروا هذه القيمة وأن يتوقفوا عن مهاجمة سالم وتحميله ما لا يحتمل؛ لأني بذلك أكون أنا من يحملهم ما لا يحتملون، وآمرهم بما لا يستطاع فلا أطاع، ولعلمي أنَّهم لا يستطيعون أن يفصلوا بين سالم الهلال وسالم المنتخب بدون مساعدة طبية ونفسية؛ لذلك سيكون حديثي موجهًا للعقلاء: حافظوا على سالم، واحذروا من أن تكونوا شركاء لهؤلاء في حربهم ضد ثروة وطنية يتمناها كل المحيطين بنا، ويحتاج لها منتخب الوطن قبل الهلال، وأدعوكم لانتقاده حين يتطلب الأمر انتقادًا من العقل ونابعًا من القلب، حتى يصل لعقل سالم وقلبه!.

أمَّا سالم فأقول له: "عساك سالم"، ترفَّع عن هؤلاء وارتفع بنفسك عنهم، استمع لنقد المحبين والغيورين والعقلاء واترك ما دونه، واخلق من هجمات المأزومين والمهزومين دافعًا لهدف جديد وإبداع جديد مع الهلال والمنتخب السعودي، وكن دائمًا كما أنت، عودًا أزرق ما زاده الإحراق إلا طيبًا!.