لا يحتاج تاريخ "عدائي" مديد بين "حزب الله" منذ كان قاطرة المحور الموالي للنظام السوري الأسدي وإيران والمحور السيادي المتمثل بقوى 14 آذار إلى عناء الاستعادة والتذكير وهو، على رغم الزلازل الحاصلة في العامين الأخيرين، لم يطوِ بعد حتى الساعة غباره وتداعياته العميقة في الواقع الداخلي. ومع ذلك كان ثمة "ظن" بأن الحزب سيبدأ مرحلة متغيرة في التعامل مع أركان العهد والحكومة منذ اضطر، هو وسواه، إلى تجرّع كأس لم تكن على مذاقه تماماً في وصول رئيس الجمهورية الحالي ورئيس الحكومة الحالي فيما الحزب يجرجر ذيول الضربة العسكرية القاصمة الإسرائيلية وفقدانه زعيمه "التاريخي". والحال أن الرهان على واقعية يمكن أن تبدل في سلوكيات وسرديات من النوع القاتل، سقط سقوطاً مدوّياً حين انبرى الحزب تكراراً إلى أسوأ الطبائع ...