لم أكن أتصور أن يظهر المونديال العربي الأخير الذي شهدته دوحة قطر بهذا المستوى المتميز للمنتخبات العربية المشاركة، وكانت الإثارة حاضرة في أرضية الميدان كما هو الحال في المدرجات، وكانت نسخة مميزة بكافة تفاصيلها، واستمتع المشاهد العربي بهذه النسخة بلا جدال.

ولكن الغريب في الأمر ومع هذا التميز أن أغلب المنتخبات العربية في القارة الإفريقية التي شاركت في هذا المونديال العربي كانت تشارك بالصف الثاني لها لرغبتها في التجهيز للبطولة الإفريقية التي تشهدها المغرب الشقيقة وعدم قدرتها على استقطاب نجومها المحترفين في أوروبا لارتباطهم مع أنديتهم.

ثم تخيل عزيزي القارئ أن بطل المونديال العربي منتخب المغرب شارك بالصف الثاني ومع ذلك كان منتخباً شرساً قوياً لا يقل عن المنتخب المغربي الأساسي الذي لفت الأنظار بنتائجه التي حققها في الكثير من مشاركاته السابقة.

وعندما تبحث عن الأسماء المشاركة مع منتخب المغرب بالصف الثاني هم عدد من النجوم التي استقطبتها أندية «روشن» بل من الأسماء المميزة والمؤثرة في تشكيلة تلك الأندية وليس المغرب فقط، بل عدد من المنتخبات الأخرى مثل منتخب الأردن ومنتخب الجزائر ومنتخب مصر وغيرها من المنتخبات التي حققت فائدة كبيرة من احتراف لاعبيها في دورينا.

وهذا ما يقودنا إلى المطالبة بدراسة مستفيضة من اتحاد الكرة وهو يراجع حساباته بعد الإخفاق العربي الأخير كيف حقق دوري «روشن» الفائدة الممكنة للاعبين العرب المحترفين في أنديتنا بينما اللاعب السعودي مازال يعاني من قلة دقائق المشاركة وبالتالي يذهب للمنتخب وهو يعاني بدنياً ولياقياً وفقدان حساسية الكرة نتيجة ذلك.

شخصياً أكاد أكون مقتنعاً أنه لا يجتمع دوري قوي مع منتخب قوي إذا كان عدد اللاعبين الأجانب المسموح لهم بمشاركة أنديتهم في المنافسات المحلية عشرة أجانب باستثناء الدوري ثمانية أجانب وبالتالي ستقل فرص مشاركة اللاعب السعودي إلا إذا كان لاعباً من نوعية سالم الدوسري موهبة لها قيمتها الفنية وشخصيتها في أرضية الملعب وبالتالي تجبر إدارة ناديها على عدم التعاقد مع لاعب أجنبي في نفس خانته.

وهذا ما يدعونا للتساؤل هل لدينا هذه النوعية من اللاعبين في بقية الأندية؟ وهل القصور في أنديتنا ومخرجاتها أم طريقة اكتشاف المواهب تغيرت إلى طريقة أكثر احترافية؟ ولكنها أقل فائدة وإنتاجية نتيجة قصور نظرة الكشافين في اكتشاف المواهب، وأصبح التعامل مع كرة القدم على أنها صناعة ومصدر رزق دون الأخذ بالاعتبار ماذا سيقدم هذا اللاعب من قيمة فنية؟

لاعبونا الأحق بالاستفادة من دورينا وأن يأخذوا الفرصة بشرط أن تكون بجدارة واستحقاق وإلا لن تلام أنديتنا عندما تبحث عن المواهب العربية لتحقيق المنفعة المتبادلة ويكون المستفيد غيرنا.

نقطة آخر السطر:

القرارات الثلاثون التي اكتظت بها غرفة الانضباط في «الفيفا» لستة عشر نادياً سعودياً تحتاج إلى تدخل فوري من الاتحاد السعودي لكرة القدم والقائمين على أندية الشركات، فليس من المعقول ألا تكون هناك ردة فعل من المسؤولين على أنديتنا في إنهاء القضايا قبل دخولها غرفة الانضباط والمهلة المحددة للسداد، وإذا كان من مبررات فليت أنديتنا تقدمها لنقتنع بها ولا نكون بهذا المنظر غير المقبول.