يا قدس هل كان ترامب سيجرؤ على إعلانك عاصمة لاسرائيل لو لم يبعك القادة العرب وفي مقدمتهم القادة الفلسطينيين؟ هل كانت إسرائيل ستجرؤ على انتهاك كل القرارات الدولية لتحوّل العاصمة العربية المتجذرة إلى تل أبيب ثانية؟
لا ما كانوا سيجرؤون، فالمثل اللبناني يقول "الحيط الواطي كل الناس بتقفزو" وهكذا غدت فلسطين .. حائط واطٍ الكل يعبره من دون أن يعبّره!
أذكر منذ بضع سنوات وفيما كنا نتحدث مع صديقة لنا، وهي أردنية كندية، عن فلسطين، أخبرتنا بسخرية ممزوجة بغصة كيف أنها بجواز سفرها الكندي تستطيع الدخول الى كنيسة القيامة فيما خالتها التي تعيش على مقربة من الكنيسة ممنوعة من الدخول إليها لأنها فلسطينية!!! وأذكر كيف منذ عدة سنوات كان يخبرنا أحد الأصدقاء الفلسطينيين، وهو منتج أفلام، عن وثائقي نفذه عن تفشي المخدرات بين الشباب الفلسطيني؛ ومن النتائج التي توصل إليها الوثائقي بأنه يسمح للشباب الفلسطيني بالدخول إلى القدس في حال واحدة فقط، اذا قالوا إنهم يريدون أن يدخلوا لتعاطي المخدرات، وعندها يمكن أن ترى الشاب الفلسطيني يتعاطى وهو واقف بجانب شرطي إسرائيلي!
هذا بعض مما عرفته عن القدس من أصدقائي الفلسطينين الذين يعيشون بين بيت لحم وغزة ورام الله.... هذه القدس العربية المغتصبة التي وصلتنا أخبارها، وما قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلانها عاصمة لاسرائيل إلا تكريساً لأمر واقع مر يعيشه الفلسطينيون كل يوم!
اتخذ القرار ولم نسمع الا صدى الشجب، ماذا عن الفعل على أرض الواقع؟ ماذا فعل القادة العرب للتمسك بمدينة المقدسات العربية والحؤول دون أن تنتزعها اسرائيل من قلب فلسطين؟
نعم قد يقول قائل لما سأكون ملكياً أكثر من الملك، اذا كان قادة فلسطين باعوا القضية مقابل مصالحهم الشخصية، هل يلام من هم أبعد اذا تنكروا لقضية معمّرة مقابل مصالحهم الشخصية؟
اتخذ القرار وشرعت اسرائيل ببناء المستوطنات، ماذا سيحدث الآن؟ ماذا سيحّل بمن بقوا في القدس من عرب ٤٨؟ وماذا سيحّل بالمقدسات الدينية التي يعاني المؤمنون من الديانتين المسيحية والمسلمة الأمرين في ولوجها؟ وماذا وماذا وماذا؟ أسئلة كثيرة تتبادر الى الأذهان!
يا قدس وعينا عليك عربية تناهض الاحتلال الاسرائيلي بنبض الثورة ولكن ماذا سيتبقى من عروبتك لأولادنا؟ الأمر مرهون بكرامة عربية نائمة، كرامة خدرتها المصالح وما أُخذ بالقوة لا يعاد إلا بالقوة!!! فقاومي يا قدس يا عربية قاومي حتى آخر رمق حتى لو خذلوك!
التعليقات