وجدوا في حادثة الحذاء تنفسا لهمومهم بسبب الحصار
الفلسطينيون يشيدون بالعراقي منتظر الزيدي
أما الصحافية أمينة زيارة من غزة أيضا فقالت إنها فرحة جدا بما حدث لبوش quot; المجرم quot; مشيرة إلى أنها اقل رد فعل ممكن في وجه من أباح سفك دماء العراقيين والفلسطينيين.
تمجيد إعلامي وشعبي
وتصدر خبر حادثة حذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي يعمل مراسلا لقناة البغدادية التي تبث برامجها من القاهرة الصفحات الأولى لوسائل الإعلام الفلسطينية ومواقع الانترنت وخصص فلسطينيون صفحة على موقع الفيس بوك باسم منتظر الزيدي فخرا وتمجيدا لما فعل بحق الرئيس الأميركي بوش. وكان الزيدي قد دخل التاريخ أول من أمس عبر رشقه الرئيس الأميركي جورج بوش بفردتي حذائه وذلك خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي،ولاقى تأييدا وتضامنا معه من مختلف أنحاء العالم.
ووجد الفلسطينيون كتاب وصحافيون ومواطنون عاديون في حادثة الحذاء تنفيسا عن همومهم ومآسيهم بسبب الحصار، حيث كان الرئيس الأميركي جورج بوش حليفا استراتيجيا لإسرائيل ووقف كثيرا ضد قرارات لمجلس الأمن لإدانة الإرهاب الإسرائيلي بحقهم،واتخاذ إجراءات لرفع الحصار المفروض عن غزة ووقف الاستيطان الإسرائيلي وفي عهده شن حربين على أفغانستان والعراق وصاغ خارطة الطريق للمنطقة التي يدفع الفلسطينيون ثمنها اليوم بالمزيد من تضييق الخناق عليهم وحصارهم ويعتبره الفلسطينيون أسوأ رئيس أميركي في تاريخ الولايات المتحدة.
حذاء مناضل ومقاوم!
ولفت الفلسطينيون إلى أن منتصر كان يعبر عن قهر 10 ملايين فلسطيني في الشتات محاصرين بالغربة ولا يستطيعون العودة لوطنهم وآخرين محاصرون بمواقف أميركية وقرارات مجلس الامن التي لم ترتق حتى إلى مستوى طموحهم ومعاناتهم وكذلك لقهر العراقيين وكل العرب والمسلمين.
وكتب عدنان بكريه وهو من عرب 48 داخل إسرائيل مقالا بعنوان quot; وجه بوش وحذاء الزيدي quot; ممجدا بفعلة الزيدي قائلا :quot; لم يتجرأ أحد منا على فعل ما فعله هذا البطل،لكنه فتح الأفاق أمامنا وجعل من الحذاء سلاحا مقاوما في زمن عزت فيه الأسلحة !وأعطانا إشارة واضحة على أن أحذيتنا قادرة على التصدي لمن يعبث بمصيرنا !quot;
وبين أن ما قام به الزيدي كان تعبيرا حقيقيا عما يجول في ضمير ووجدان المواطن العربي من المحيط إلى الخليج، أوصل رسالة الشعوب العربية للعالم ورسمها على وجه بوش وأمام الكاميرات غير آبه بما سيحصل له.
في حين ربط الكاتب السياسي في صحيفة الأيام اليومية الفلسطينية مهند عبد الحميد بين حذاء منتظر وحذاء سندريلا الشهير وخربوتشوف :quot; ساندريلا، خروتشوف، منتظر الزيدي، ثلاثة أشخاص قالوا حكاياتهم بلغة الأحذية التي انتشرت في ثقافات العالم كما النيران في الهشيم. حذاء ساندريلا تغلب على مكر الطامعات ودفع بحسناء فقيرة إلى عرش الأمير. وحذاء خروتشوف أحدث التوازن بين القوتين العظميين بخبطة فردة حذاء واحدة على طاولة مجلس الأمن، أما حذاء منتظر الزيدي فكان بمثابة انفجار في وجه الرواية الأميركية ومطلقها الأول الرئيس بوش.
رسائل قصيرة ساخرة
وتناقل الفلسطينيون عبر جوالاتهم رسائل ساخرة للحادثة وأخرى تظهر الزيدي بمظهر البطل القومي، ومن بين الرسائل التي تناقلوها عبر جوالاتهم: quot;مرسوم رئاسي يلزم الصحافيين خلع أحذيتهم قبل الدخول لتغطية اللقاءات الرسميةquot;.
وفي رسالة أخرى أن quot;الأجهزة الأمنية تداهم مصانع الأحذية بالخليل في الضفة الغربية، بعد اكتشاف مخزن للأحذية في نقابة الصحافيين، والنقابة تنفي علاقتها بالمخزنquot;، وأخرى quot;اعتقال صحافي بعد ضبط كمية من الأحذية مقاس 44 كان يحاول تهريبها إلى رام اللهquot;. وأخرى quot;: quot;حكومة حماس في غزة تحذر وزراءها من الصحافيين الذين ينتعلون أحذية نمرة44 !! أو: quot;الرئيس بوش يطلب من الرئيس عباس والصحافيين المرافقين له، الحضور إلى البيت الأبيض يوم الجمعة دون أحذيةquot;.
حذاء عظيم
ومجد الفلسطينيون في كتاباتهم وأحاديث العام منهم حذاء الزيدي ووصفوه بالعظيم والمقاوم وتصدرت مفردة الحذاء العديد من مقالات الصحافيين والكتاب الذين صرفهم الحذاء عن ملاحقة تطورات الأحداث السياسية الفلسطينية وعلى رأسها الإفراج عن أكثر من مائتي أسير يوم أمس من السجون الإسرائيلية، الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم وصف حذاء منتظر الزيدي بأنه حذاء عربي عظيم يختصر تاريخ بوش المجرم الذي أودى بحياة مئات الآلاف من أبناء الأمة العربية والإسلامية، والذي حاول أن يواصل صلفه وتبجحه وحقارته وانحطاطه حتى اللحظة الأخيرة من أيام حكمه.
وأشار الكاتب رشيد شاهين في مقال بعنوان :quot; قبلة بالحذاء العراقي على وجه بوش quot; سوف يدخل حذاء منتظر التاريخ من أوسع أبوابه وسوف يكون الحذاء الأكثر شهرة في العالم بعد حذاء رئيس الاتحاد السوفييتي السابق نيكيتا خروتشوف الذي لم يتوان عن استعماله في وجه الأميركيين من على منصة الأمم المتحدة وبهذا تكون أميركا وسياساتها قد دخلت موسوعة غينيسquot;.
من جهتها، أبدت كتلة الصحفي الفلسطيني وهو تجمع غير رسمي يدافع عن حقوق الصحافيين الفلسطينيين quot; اعتزازها وفخرها بالزميل العراقي الذي أبدى شجاعة منقطعة النظير عندما قذف الرئيس الأميركي بما يستحق، مستهيناً بكل الإجراءات الأمنية الواهية المؤمنة لبوش، ومسدداً ضربة معنوية بالغة الأهمية لغرور وكبرياء بوش المتعجرف، مضيفة أنها ستكون بلا شك بمثابة تجسيد عملي لحقيقة الموقف الشعبي تجاه السياسات الأميركية العدوانية في المنطقة، وستسجل كرسالة من الشعوب المقهورة في العصر الأميركي الحافل بالجرائم كتلك التي بدت عورتها في سجني أبو غريب وغوانتنامو.quot;
ووصف بيان الكتلة الذي وصل إيلاف نسخة عنه بأنه :quot; عبر عن نبض الأمة العربية والإسلامية تجاه quot;الرئيس الأميركي المنصرف جورج بوش زارع الخراب والدمار في ربوع العالم العربي والإسلامي.quot;
التعليقات