معمر القذافي سيقدم وصلته المعتادة بعيدة عن الأوراق والبروتوكول
القمة العربية لمن: إيمان بنورة... أو ريما مكتبي ؟!

زيد بنيامين من دبي: شيراتون الدوحة... الساحة التي يقوم فيها وزراء خارجية الدول العربية بمناقشة مشاريع قرارات القمة العربية، وهي الساحة نفسها التي تشهد لقاء القادة لإقرار تلك المشاريع خلال اليومين المقبلين على الرغم من غياب أبرزهم كالرئيسين المصري والجزائري... شيراتون الدوحة ساحة ايضًا لمنافسة من نوع آخر بين أبرز القنوات الفضائية العربية، نتحدث هنا عن الجزيرة القطرية والعربية السعودية اللتين بعثتا (باجمل) ما لديهما لتغطية القمة الثانية والعشرين.

الجزيرة أرسلت الفلسطينية إيمان بنورة، بينما العربية قررت ايفاد اللبنانية ريما مكتبي لتغطية تطورات هذه القمة والتي تسميها الجزيرة بقمة (الدوحة العربية) بينما تكتفي العربية بوصفها قمة (الدوحة 2009) حيث تعكس التسميتان جزءًا مما تعيشه دول المنطقة من صراع مستمر في محاولة إثبات الواحدة لنفسها على حساب الاخرى.

خلال السنوات الماضية كان الزعيم الليبي معمر القذافي هو فاكهة القمة وخطيبها المفوه، كانت كلمته تثير الكثير من ردود الأفعال لأنها تأتي من ورقة كتب عليها رؤوس الأقلام فقط، ليترك (عميد القادة العرب) لنفسه فرصة الحديث عن كل شيء وأي شيء، وكان في قمة دمشق السابقة قد تنبأ بمصير يلحق بالقادة العرب شبيه بمصير صدام حسين، وسط ضحك الحضور، ولكن الايام بينت ان ذلك الرجل كان على حق... هذه المرة، وصل العقيد القذافي الى اديس ابابا في زيارة لعدة أيام ليهدد بتلك الزيارة المشاركة في قمة الدوحة، وليكون غائبًا جديدًا عنها، لكنه سرعان ما خالف التوقعات ووصل الى الدوحة للمشاركة وتوجيه رسائله الى كل العرب.

لكن هذا الغياب، يعوضه التنافس بين القناتين الاخباريتين، اللتان تقدمان ايمان بنورة وريما مكتبي في صورة جديدة للتحدي الذي يجمعهما، فمنذ انضمام العربية الى قطار المنافسة عام 2003، تغيير الكثير في جلد الجزيرة، فالقناة القطرية سبق لها كسر جمود الاخبار لتقديم برنامج صباحي يوازي (صباح العربية) الذي كانت القناة السعودية سباقة في اطلاقه، تلاه ذلك تطوير النشرات الليلية وان ابقت الجزيرة على حدة خطابها، مقابل قيام العربية بتنبي خطاب منافس يميل الى الهدوء والبعد عن التحريض.

تقف ايمان بنورة على اليمين في قاعة المركز الاعلامي مع مجموعة من العاملين معها، بينما تقف ريما مكتبي في اقصى اليسار في ذات القاعة ويجلس بينهما بقية المتنافسين، ولكن للتلفزيون فعل السحر، فالصورة ابلغ من اي كلمات تكتب، او اي صوت اخر يسمع، فما بالك حينما تتزعم الصورة فتاة جميلة.

تبقى الاسبقية لايمان بنورة، التي ظهرت للمرة الأولى عام 1999 على قناة الجزيرة وعرفت بين معجبيها بلقب (باربي الجزيرة)، ولدت في بيت ساحور، ويقول (مؤيدوها) ان صورتها تسبق صوتها، لكنها تنفي ذلك قائلة ان quot;صوتي هو من يسبق صورتيquot;.

اثارت ايمان جدلاً كبيراً حينما اعلنت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية في مارس 2005، انها تركت القناة القطرية لتلتحق بمنافستها اللدود العربية مضيفة انه quot; من المفترض أن تبدأ إيمان بالظهور قريبا على laquo;العربيةraquo; وذلك بعد أن تنهي المعاملات والمهلة التي يجب أن تنتظرها قبل الانتقال من عمل إلى آخر، وتشير معلومات laquo;الشرق الأوسطraquo; إلى أن التاريخ المتوقع قد يكون مطلع ابريل (نيسان) المقبلquot;.

وقد قيل الكثير بعد انتظار ظهور ايمان في العربية دون طائل، فمنهم من قال ان امراء قطر تدخلوا لابقاء ايمان في الدوحة، ومنهم من قال ان الخبر عار على الصحة، لكن quot;هذا لم ينف ان السباق لا يزال مستمراً على تحسين صورة الاخبار عبر قارئيها، بعد ان عجز العرب عن تحسين واقعهم وابعاده عن القتل والذبح والنحر الذي اعتدناهquot; بحسب خبير اعلامي.

مسؤول في العربية رفض الكشف عن اسمه، ابتسم حينما سألته عن المقارنة بين ايمان بنورة وريما مكتبي قائلاً quot;الظروف التي تعمل فيها العربية في الدوحة صعبة جداً، من حيث الحجوزات والتسهيلات، فالجزيرة تبث مباشرة من القاعة الرئيسية، بينما تقوم السلطات القطرية بالحد من تحركات العاملين في العربية بصورة غير معقولة، لكن على الرغم من ذلك نحاول تقديم تغطية جيدة للقمة، وانا استغرب، لماذا حينما يكونون ضيوفًا على السعودية لا نقوم نحن بمثل ذلكquot; .. لكن الحقيقة فإن الجزيرة كانت ممنوعة من دخول السعودية حتى فترة قريبة بسبب موقفها من الرياض.

تبدو ريما اكثر اثارة للجدل، فهي تعود الى دورها القديم الذي عرفت به مراسلة في اوقات الحروب، هي اليوم تقف في مكان القمة، حيث تحل ليومين فقط القبل محل القنابل ، قبل ان يعود كل عربي الى منزله ليخطط من اجل الاطاحة بالعربي الاخر quot;لانه لا يجمعنا شيء سوى هذه القاعة، فنحن لا نحب بعضنا، ولا نطيق بعضنا البعضquot; بحسب وصف الزعيم القذافي في قمة دمشق.