انتظروا مهرجان « العين للاستعراضات الجوية 2006 »
طيرانٌ من كل لونٍ ونوعٍ
عبد الناصر نهار من العين: من جديد، فإن سماء مدينة العين الإماراتية سوف تزدحم بعشرات الطائرات من كل لون ونوع من مختلف أنحاء العالم، حيث سيكون آلاف الزوار على موعدٍ مع أشهر الطيارين الذين سيرسمون بطائراتهم أروع اللوحات الفنية والاستعراضات المثيرة التي تحبس الأنفاس، وذلك خلال الاستعراضات الجوية 2006 التي تستضيفها العين مُجدداً تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمدة خمسة أيام متواصلة 11 – 15 يناير القادم ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وبتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والقوات الجوية والدفاع الجوي.
وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية، ساهمت بطولة العين للاستعراضات الجوية، وبقوة، في استقطاب جماهيري قلّ نظيره تمثل بجذب عشرات الآلاف من الزوار لإمارة أبوظبي من خارج الدولة، فضلاً عن تنشيط السياحة العائلية الداخلية من المواطنين والمقيمين على حدّ سواء صوب مدينة العين الساحرة، مما شكل حافزاً دافعاً قوياً للجنة المنظمة، متمثلة في هيئة أبوظبي للسياحة والقوات الجوية والدفاع الجوي، لمضاعفة الجهود لاستقطاب أكثر من 125 ألف زائر في الدورة الجديدة مطلع العام القادم من مختلف أنحاء العالم، وذلك وفق خطة إعلانية وإعلامية تسويقية ضخمة انطلقت مؤخراً في العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية المقروءة منها والمرئية.. وذلك انطلاقاً من الثقة المطلقة بالدور الرائد الذي يؤديه الإعلام المحلي في رسم حاضر الدولة المُشرق واستشراف مستقبلها الواعد، وإيماننا بأهمية التواصل مع الإعلام الخارجي للحفاظ على الصورة الحضارية الإنسانية للإمارات راسخةً في أذهان العالم.
واليوم، ومع الاستعدات المكثفة لاستضافة هذا الحدث العالمي من جديد، فقد تمكنت اللجنة المنظمة من أن تُحوّر في أهدافها وغاياتها من مجرد الرغبة في الاحتكاك مع الخبرات والتجارب العالمية سواء على مستوى التنظيم أو تقديم استعراضات جوية مشوقة، لتغدو الأهداف في الدورة المرتقبة تحقيق قفزة نوعية تنظيمية ومنافسة أشهر البطولات والفرق العالمية التي يتزايد عددها سنوياً، وذلك بفضل الجهود الدؤوبة لهيئة أبوظبي للسياحة والقوات الجوية والدفاع الجوي، وبالتعاون والتنسيق التام مع بلدية العين، كلية خليفة بن زايد الجوية، مؤسسة الإمارات للإعلام، شركة أبوظبي الوطنية للمعارض، شرطة العين، ومطار العين الدولي.
فبعد النجاح الكبير الذي حققته مدينة العين في تنظيمها بطولة العالم للاستعراضات الجوية 2004، استضافت هيئة أبوظبي للسياحة البطولة العالمية للاستعراضات الجوية 2005 والتي صادفت في دورتها تلك الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الاتحاد الدولي للرياضات الجوية، فكانت دورة العام 2005 أضخم وأكثر إثارة من أي بطولة سابقة، إذ شهدت مشاركة أفضل الطيارين المدنيين والعسكريين في العالم الذين قدّموا استعراضاتهم البهلوانية التي حبست أنفاس الآلاف من الزوار.
وتحولت العين خلال فترة المهرجان إلى قاعدة جوية ضخمة ضمت نحو 100 طائرة و500 طيار وفني، لتشهد تطوراً نوعياً من حيث مستوى المشاركين الطيارين وأدائهم الاستعراضي وزيادة عدد الدول المشاركة، وكذلك تعدد الفعاليات المصاحبة والمستوى التنظيمي لفعاليات الحدث.
وافتتحت البطولة بعروض جوية مثيرة بلغ عددها 15 عرضاً، شملت عرضاً رائعاً لفريق الإمارات للطائرات المظلية، وآخر بطائرة ميراج 9 / 2000، إضافة إلى ثلاثة عروض بالطائرات الموجهة لاسلكياً. وشارك في عروض الافتتاح فرق الاستعراضات الجوية للسعودية والأردن والمغرب وباكستان والهند وروسيا.
وقدم الفريق الأردني لوحة مؤثرة تخليداً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعنوان ( تحية إجلال لروح فقيد الأمة ) حيث تم استخدام أربع طائرات من طراز اكسترا 400، رافقها عزف موسيقي حزين وتعليق صوتي أبرز إنجازات القائد التاريخي الراحل باني نهضة الإمارات.
وإلى جانب العروض البهلوانية في السماء نظمت القوات الجوية الإماراتية معرضاً على الأرض للطائرات المستخدمة في القوات الجوية والدفاع الجوي، حيث عرضت أمام الزوار المقاتلة ميراج 2000 وطائرة التدريب هوك إم كي 63 ومعظم طائرات التدريب.
كما شهد المعرض أحدث إنتاج لشركة بيلاتوس من الطائرات التدريبية بمحرك توربيني، وهي بيلاتوس بي سي 21 التي تعتبر الأحدث من نوعها في العالم إضافة إلى طائرتها الشهيرة عالميا بي سي 12 إكزيكيوتيف الخاصة برجال الأعمال. وشاركت أكاديمية هورايزن الدولية للطيران بمروحيتها جيت رينجر.
وشارك في دورة 2005 فريقان عسكريان روسيان شهيران هما فريق (الفرسان الروس) بطائرات سوخوي27 وفريق (سويفتس) بطائرات ميغ 29 الشهيرة، ومع أن كل فريق هو تشكيل من طائرتين، إلا أن الفريقين وللمرة الأولى قدما عرضاً مشتركاً بتشكيل من أربع طائرات خصيصاً للاستعراضات الجوية 2005.
وشارك أيضا كل من فريق الصقور في القوات الجوية الملكية الأردنية بأربعة طائرات إكسترا 400، وفريق (لامارش فيرت) من القوات الجوية الملكية المغربية، وهو الفريق الوحيد في العالم الذي يقدم عروضاً جوية بثماني طائرات (سي أيه بي232) ذات المحركات المروحية، هذا إضافة إلى العروض الفردية التي قامت بها طائرات كيه-8 وطائرة سوبر موشاك من القوات الجوية الباكستانية.
كما شهدت بطولة 2005 مشاركة ثمانية من أفضل طياري العروض البهلوانية الفردية في العالم. وازدادت حدة الإثارة بمشاركة خمسة من أقوى فرق العروض الجوية المدنية في العالم وهم "ماتادورز"، "فلاينغ بالز"، "ألتيمت هاي"، "سبايس نايت"، و"هوكس أوف رومانيا". وشهد اليوم الأول من البطولة مشاركة كل طيار في عرض أوت فولتاج الجوي الموسيقي، وهو استعراض مثير وفريد من نوعه يتضمن طيراناً بهلوانياً شديد الدقة على إيقاع الموسيقى.
وتابعت الإثارة حدتها مع العروض الأخرى، وكان منها "الرجل النفاث الطائر" للسويسري إيف روسي، و "مؤتمر الطيور" للفرنسي كريستيان موليه الذي قدم استعراضه الفريد من نوعه بطائرته الخفيفة ألترا لايت في تشكيل واحد مع 12 طائرة من نوع ليوكوبسيس ترانتا. هذا إلى جانب فريق الطائرات الخفيفة ألترا لايت الهولندي "إم أي تي إرو تيم". كما تنافس طيارون أبطال من فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان في تقديم مهاراتهم أمام الجمهور في الاستعراضات الجوية بالطائرات الموجهة لاسلكياً. أما المفاجأة الجديدة فكانت مشاركة فريق "باراداكس" بتشكيل من ثلاثة مظلات مروحية.
وبلغت قمة الاثارة مع قيام المغامر النمساوي فيلكس باومغارتنر بطل العالم في القفز القاعدي بالقفز من طائرة كاسا 235 على علو منخفض جدا لم يتجاوز الألف متر، وهي من الحركات الاستعراضية الخطرة التي يسابق فيها هذا المغامر الزمن البالغ 30 ثانية فقط لفتح مظلته قبل الهبوط على الارض والذي يبلغ ثلاث ثوان فقط.
كما شهدت دورة الـ 2005 عرض المسرحية الجوية "أمل الطيران" بمشاركة الراوي والموسيقا الحية التي عزفت أثناء العرض والطياريين الذين كانوا يحركون طائراتهم بحركات منسجمة مع المؤثرات لتلعب فيها دور البطولة. وتدور أحداث هذه القصة عن طفل معاق يحاول التغلب على إعاقته ليعيش رحلة الطيران.
وفي اليوم الثالث انطلقت بطولة العالم للاستعراضات الجوية – العين 2005 لمدة ثلاثة أيام متتالية، حيث قامت بعملية التحكيم لجان مرموقة ضمت عدداً من الحكام الدوليين في هذا المجال من الرياضات، ووفق عدة معايير هي : الحركات الاستعراضية والسرعة وإتقان الحركة للفريق المتكامل وكذلك للعروض الفردية والطيران الجماعي. واشتملت البطولة كذلك على بطولة الاستعراض الفردي والجماعي للفرق المشاركة في مجال الطائرات النفاثة وذات المحركات المروحية، كما تضمنت بطولة الألعاب البهلوانية لطائرات التحكم عن بعد (الريموت كنترول). وتخلل برامج الاستعراضات الجوية عرض استعراضي موسيقي لمسرحية جوية بعنوان "نداء السماء" أعدت خصيصا لهذا الحدث الدولي شارك فيها مجموعة من الطائرات.
إنجـاز الـ 2004
ويُذكر أن الشيخ المهندس سلطان بن طحنون آل نهيان قد توقع حينها أن احتفال "العين للاستعراضات الجوية 2004" الذي أقيم بمدينة العين في فبراير عام 2004، سيقطع شوطاً مهماً من الطموح في الدفع بالحركة السياحية بالمدينة إلى الأمام، ليكون بداية احتفال سنوي عالمي متخصِّص في الاستعراضات الجوية، وخاصة أنه ترافق ولأول مرَّة في منطقة الشرق الأوسط مع استضافة العين لـبطولة العالم للاستعراضات الجوية، بمشاركات دولية ونخبة أبطال العالم من الطيارين.
وشارك في احتفال "العين للاستعراضات الجوية 2004" نخبة من الطيارين أبطال العالم في الاستعراضات الجوية، وبتواجد نحو (60) طائرة من بينها طائرات عسكرية ومدنية ونفاثة ومروحية، قدمت عروضها في تشكيلات فردية وجماعية، حيث رافقت بعض العروض الأكروباتية الموسيقى.
وبدأت الفعاليات التي حضرها الآلاف من سكان العين وزوارها، بمعزوفات ومقاطع موسيقية عسكرية متنوعة. ثم قدم نادي العين للهواة عروضاً جوية متميزة عن طريق التحكم وبمشاركة 12 طائرة جوية، وتبع ذلك تقديم عروض الطائرات الخاصة بالتحكم عن بعد. ثم قدم فريق الإمارات للمظليين التابع للقوات المسلحة عدة فقرات للقفز الحر، ثم مرور تشكيلات متنوعة للقوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتي باستخدام طائرات الميراج، كما قدم فريق الإمارات عروضاً متنوعة وصاحب ذلك تشكيلات وعروض جوية متميزة لكلية خليفة بن زايد الجوية بطائرات الجروب الألمانية وبي.سي.سفن السويسرية والهوك البريطانية وطائرات الايرماكي الإيطالية.
كما قدم فريق الصقور السعودي عروضاً مُدهشة متنوعة أبهرت الجمهور، وقدم فريق الأحلام عروضاً فردية وأخرى جماعية بمشاركة أبطال عالميين، إضافة إلى تقديم مسرحية جوية شاركت فيها حوالي 16 طائرة وكانت بعنوان "قصة الدلفين" الذي يحلم أن يكون طياراً بارعاً يقدم استعراضات تشكيلية جوية مبدعة. وتميزت الاستعراضات الجوية بتشكيل أعمدة الدخان ذات الألوان المتعددة والتي امتزجت بأنغام الموسيقى الحية.
ويذكر أن الاحتفال الجوي الأول الذي أُقيم في مدينة العين خلال الفتر
التعليقات