خالد طه من الدوحة: عبدة الشيطان جماعة تتخذ من الشيطان الرجيم معبودا وحيدا يخضع افرادها الى طقوس ضالة توحي بانهم بعيدون عن الانسانية التي كرم الله بها بني ادم على سائر الكائنات، ومن ذلك ان ُتقدم الام على ذبح ابنها الغالي وتشرب دمه، كما انهم يقتلون القطط والكلاب ويشربون دماءها القذرة تقربا لابليس اللعين ناهيك عن ممارسة الجنس الجماعي بفنون لا يرقى اليها وعي الحيوان، والسؤال الذي يطرح نفسه هل يعقل ان ينحر طفل بريئ مثل اضحية العيد وعلى يد من ؟ امه التي يفترض ان تخشى عليه من نسيم الصباح العليل ! كل ذلك مشروع ومباح ومرغوب فيه في فكر هذه الجماعة الغريبة.
تاسيس الجماعة
تذكر المراجع ان مؤسسا حركة عباد الشيطان هما الامريكي ( هوكراولي ) –شاذ جنسيا- و اليهودي( انطوان شلدز ليفي ) وهما يعتبران ان الشيطان ضحية وبامكانه تحقيق السعادة للانسان لذا فعليه ان يغتنم السعادة ويلتحق بمعسكر الشيطان وجنده حتى يكون انسانا سعيدا في حياته ويعمد اعضاء الحركة الى التمرد على جميع القيم الدينية والاجتماعية والمثل العليا الموروثة ويتخذون من الصليب والجمجمة والافعى التي تلف الكرة الارضية شعارا لهم في اشارة واضحة الى قدرتهم الخارقة على حكم العالم.
وفي حفلاتهم المشبوهة يقدمون على قتل القطط والكلاب والدجاج ويشربون دمائها ولا يقف الامر عند هذا الحد بل يقتلون الاطفال ويشربون دمائهم تقربا لابليس الرجيم وقد يقيدون امراة بالسلاسل ويمارسون معها
التعذيب والاغتصاب المتكرر.
في بلاد العرب
اشتهرت هذه الجماعة في مصر في أواخر سنة 1996م وأوائل سنة 1997م،وكشفت وسائل الإعلام انذاك وسائلها وبرامجا وطقوسها وخصص الاذاعي الاشهر مفيد فوزي برنامجا كاملا عن الجماعة سلط الضوء من خلاله على فلسفتها كما اجرى حوارات مع بعض عناصرها من الشباب
الذين تراجعوا عن هذا الفكر واعلنوا توبتهم.
و قد قبضت الشرطة المصرية على 140 فرداً منهم من الذكور والإناث، كانوا جميعاً من أولاد الطبقة الثرية التي استحدثها الإنفتاح الإقتصادي والثقافي، وقد تبين أن المقبوض عليهم من أعضاء ما يُسمى بعبدة الشيطان، تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، وأنهم من خريجي المدارس الأجنبية، ولا يعرفون شيئاً عن الإسلام برغم انهم مسلمون.
ممارسة الجنس
يغلب على هذه الجماعة ممارسة الجنس بشكل جماعي وبهيمي والرقص بطريقة شيطانية،وعبادتهم للشيطان – كما ذكر هؤلاء الشباب في حوارات مع شيوخ الازهر – إنما هي رمز للقوة والإصرار، ولكل ما هو لذيذ وينبغي اقتناؤه وحيازته. وحسب ماذكروا فان الأسطورة الدينية في اليهودية والإسلام والمسيحية يلعب الشيطان الدور الحضاري الكبر، فهو الذي عرف آدم وحواء شجرة الخلود وبسببه خرج آدم وحواء إلى الحياة ليتناسلا وينجبا الذكور والإناث، ويتكاثروا، ويفعلوا، ويرتقوا، ويعرفوا، والقانون الحاكم هو قيم الأقوى، والأقوى هو الأصلح. وهم ضد المساواة، فالكون ليست فيه مساواة فكيف تكون المساواة هدفاً وهي ضد طبيعة الأمور ؟ وضد الخير، لأن الخير تكريس للعجز، ووسيلة بقاء للمتسولين والأغبياء والكسالى وقليلي الحيلة.
ويزعم معلموا الجماعة أن لجوئهم للموسيقى والرقص ليس إلا لخلق المناسبة والمناخ النفسي الذي يمكن به اكتشاف الأقوياء من أصحاب الطموح والخيال والحس المتفرد والذكاء النادر. وموسيقى البلاك ميتاليك من شأنها إذكاء هذه المزايا والخصال عند أصحاب المزاج النادر،هدفهم تحصيل البديل للدافع الديني المعاصر، بأن تكون لهم القوة الشيطانية، والقدرات الشيطانية، والذكاء الشيطاني. وللجماعة كتابهم الديني وهو كتاب ( الشيطان ) من تأليف الأمريكي اليهودي المدعو ليفي، يعنى اللاوي والمؤسس لكنيسة الشيطان بسان فرانسيسكو، وواضح من اقوال معلمي الجماعة الذين ناقشهم علماء الزهر أنهم يعتبرون عبادة الشيطان هي الموضة الجديدة، أو صرعة التسعينات المنصرمة، مثلما كانت الوجودية موضة الخمسينات، والهيبيز موضة السبعينات.
. وللجماعة مراتب، فبعضهم أمير وبعضهم مجرد منتمٍ وبعضهم أمير مجموعة، وبعضهم له اسم الشر، وبعضهم يطلقون عليه اسم الشر الأعظم. وتمارس الجماعة إثر كل جلسة استماع لموسيقى الشيطان، فعندما يحمى الوجد يتعاطون المخدرات، ويتعرون، عندئذ يشتد بهم الرقص، ويستبيحون الأعراض، ويمارسون الجنس المشاع واللواط، وقد يجتمع الشابان على شابة واحدة، ويختلط الحابل بالنابل.
ويؤكد معلمو الجماعة أن عبدة الشيطان ليسوا من الخاملين، فهم موهوبون ومبدعون، وليسوا منحرفين، ولكنهم يمارسون الحياة من غير قيود اخلاقية، فحسب اعتقادهم ان الاخلاقيين أفسدوا الحياة وآن أوان التخلص من الأخلاق الفاضلة، لأنها عنصر تعويق وليست عامل دفع وترقية.
الوصايا العشر
وللجماعة وصاياها المناقضة للوصايا العشر في التوراة، ولوصايا القرآن وهي أطلاق العنان والانغماس في اللذة فمن وصاياهماتبع الشيطان فهو لن يأمرك إلا بما يؤكد ذاتك ويجعل وجودك وجوداً حيوياً، والشيطان يمثل الحكمة والحيوية غير المشوهة، والتي لا خداع فيها للنفس، ولا أفكار فيها زائفة سرابية الهدف، فأفكار الشيطان محسوسة ملموسة ومشاهدة، ولها مذاق، وتفعل في النفس والجسم فعل الترياق، والعمل بها فيه الشفاء لكل أمراض النفس والوقاية منها. ولا ينبغي أن تتورط في الحب، فالحب ضعف وتخاذل وتهافت، فأزهق الحب في نفسك لتكون كاملاً، وليظهر انك لست في حاجة لأحد وأن سعادتك من ذاتك لا يعطيها لك أحد، وليس لأحد أن يمن بها عليك. وفي الحجب يكون التفريط في حقوقك فلا تحب، وانتزع حقوقك من الآخرين، ومن يضربك على خدك فاضربه بجميع يديك على جسمه كله، ولا تحب جارك وإنما عامله كأحد الناس العاديين، ولا تتزوج، ولا تنجب، فتتخلص من أن تكون وسيلة بيولوجية للحياة وللاستمرار فيها، وتكون لنفسك فقط.
وجماعة الشيطان يرتدون الثياب السوداء، ويطلقون شعورهم، ويرسمون وشم الصليب المعقوف على صدورهم وأذرعهم، أو نجمة داود، ومن تقاليدهم القداس الأسود، يتعرى فيه كاهنهم باعتباره الشيطان، وتتعرى أمامه فتاة وتلمس أعضاءه الجنسية وتنتهي الملامسات بالغناء والرقص والجنس الجماعي
ولما قبض على أفراد عبدة الشيطان في مصر كشفت التحقيقات أن هدفهم اعتناق الفكر المنحرف، والترويج له، والدعوة إلى عدم الإيمان بالله، وإنكار الذات الألهية، وتقديس الشيطان باعتباره القوة العظمى التي تحرك الحياة والبشر، وأثبتت التحقيقات أن منظمات وهيئات خارجية تخطط لنشر الفكر المنحرف بهدف اختراق الشباب المصري والعربي عموما وإفساده
اغاني الجماعة
هناك اغاني تحتوي على كلمات تمجيد وتوسل للشيطان يرددها افراد الجماعة ومن ذلك
نحبك يا شيطان – اعطنا القوة – الى ذلك من تعويذات تؤدى على شكل ابتهالات مسجلة على اسطوانات مدمجة ويرى المفكر الإسلامي الدكتور عبد العظيم المطعني أن الشباب العربي مستهدف من هذا الفكر الخبيث، و قال حينما سئل عن فكر هذه الحركة لا ينبغي ان ننسى بروتوكولات حكماء صهيون التي تركز في مخططها لضرب الأمة على الشباب لتدميره، ويضيف أن إسرائيل تريد تخريب شبابنا والقضاء على قيمنا. وتأثير إسرائيل جاءنا من منفذ طابا حيث يأتي عبد الشيطان بتخطيط من المخابرات الإسرائيلية لغواية أولادنا بالجنس والموسيقى وبهرج الحضارة وعبد الشيطان يستمدون أفكارهم من كتاب الإنجيل الأسود المطبوع في إسرائيل خصيصاً لبلاد الإسلام، وكانت أول مجموعة تم القبض عليها من المترددين على منفذ طابااما الكاتب الاسلامي فهمي هويدي فيرى إن أسباب سقوط الشباب المصري في هذه الجماعة هي : غياب المشروع الوطني الذي يستثير حماس الشباب، والفراغ الشديد الذي يعانون منه، والجدب السياسي، وانعدام النشاط الطلابي والتربية في المدارس، وتدهور الثقافة الدينية، وتغيير منظومة القيم في المجتمع، وصدارة قيم الوجاهة والفهلوة والثراء والكسب السريع، واشتداد حملة التغريب، والإصرار على هتك الهوية واقتلاع الجذور والإنقطاع عن الأصول، وتخبط الخطاب الإعلامي، واجتراء البعض على المقدس، والتركيز على الأمن السياسي دون الأمن الإجتماعي، وتأثيرات الوجه السلبي لثورة الاتصال.
التعليقات