مئات الالاف يشاركون في طرابلس في تظاهرة دعم للقذافي لمناسبة ذكرى الثورة


عفاف قبلاوي منطرابلس: جدد مئات الالوف من الليبيين مساء اليوم الاربعاء دعمهم للزعيم الليبي معمر القذافي، في تظاهرة ترافقت مع حملة عنيفة على المعارضة الليبية في الخارج.
وافاد منظمو التظاهرة ان التظاهرة "جمعت اكثر من مليون متطوع" في ميدان الشهداء في وسط طرابلس. وقد تخللها استعراض وحفل غنائي وجاءت في الذكرى السادسة والثلاثين لثورة الفاتح من سبتمبر، ذكرى وصول القذافي الى السلطة في الاول من ايلول/سبتمبر 1969.
وقد حضر القذافي الحفل لمدة عشر دقائق تقريبا. واستمع الى ما سمي "بيان التظاهرة المليونية" الذي تلاه محمد الشريف، رئيس جمعية الدعوة الاسلامية وهي جمعية اهلية.
واكد البيان "ايمان الملايين بثورة الفاتح" وتمسكهم بالقذافي و"التمسك بالاشتراكية الشعبية لترسيخ العدالة" مضيفا "لن نضع ثروتنا في يد مجموعة قليلة من الحذاق ليسرقوا مال الشعب".
وشدد على اهمية "الحرية والمساواة للمراة والرجل"، كما دعا العالم الى "وقف عقوبة الاعدام".
واكد الاستمرار ببناء "المؤسسات الشعبية بعد الانتصار على قوة الهيمنة وحصار دام سنوات".
وتسلم القذافي وثيقة "وفاء الملايين" التي ضمت مجموعة من الوثائق وقع عليها ليبيون تؤكد وفاءهم وانتماءهم وتمسكهم بالقذافي.
بعد ذلك، حيا القذافي الحشد وغادر.
وبين المشاركين الاجانب في الحفل، سجل حضور رئيس الوزراء المغربي ادريس جطو ورئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي.
وجاءت التظاهرة "المليونية" كما اسماها المنظمون والاعلام الرسمي الليبي بمثابة رد على المعارضة الليبية في المنفى التي اعلنت في 27 حزيران/يونيو بعد مؤتمر عقد في لندن بدء "حملة سلمية بهدف الاطاحة بالعقيد القذافي".
واطلق معلق على التلفزيون الليبي الرسمي على المعارضين لقب "مرتزقة".
وقال معلق آخر على التلفزيون الذي تولى نقل الاحتفال مباشرة على الهواء، متوجها الى المعارضة من دون ان يسميها، "اي ديموقراطية هي تلك التي تتشدقون بها بعد هذا المشهد البهيج"، واصفا الحشد بانه "مبايعة للقذافي".
وتابع "الملايين حرس لهذا القائد الرمز (...) المتظاهرون كلهم متطوعون... قدموا للاعتراف بعرفان الجميل للقذافي الذي اعاد الحرية الى ليبيا".
وقال معلق تلفزيوني آخر "لا قائد الا معمر القذافي (...) الفاتح الى الابد، هذه هي قوة معمر القذافي".
وارتفعت صورة ضخمة للقذافي على المنصة الرسمية، بينما حمل المتظاهرون صورا للزعيم الليبي.
وكان الاحتفال بدأ باطلاق 36 شابة وشابا من الكشاف الليبي اسراب حمام رمزا للسلام حاملين "الكتاب الاخضر".
ونشرت الاف الخيم الضخمة على امتداد شواطئ طرابلس لاستقبال الوافدين من كل المناطق الليبية. كما رفعت الاعلام واللافتات في معظم الشوارع وكتب عليها "نحيا به ونموت من اجله" في اشارة الى القذافي.
وتلا ذلك مرور مجموعة من الحرس الثوري (حرس القذافي الخاص) من نساء ورجال والحرس الشعبي بازياء عسكرية ووطنية ليبية، متشحين بعلم ليبيا الاخضر، بعد استعراض عدد من الخيول التي امتطاها فرسان باللباس التقليدي.
والقى رئيس البرلمان زناتي الزناتي كلمة قال فيها "انه عيد الجموع المليونية جاءت من دون ايعاز من احد لتؤكد انتماءها للقذافي".
بينما القى ضابط كلمة باسم "حركة الضباط الوحديين الاحرار" اكد فيها وقوف هؤلاء الضباط "الى جانب القذافي".
وتخلل الاستعراض العاب نارية.
وظهرت وللمرة الاولى منذ ربع قرن في شوارع طرابلس لافتات رفعتها الشركات الاميركية النفطية التي عادت الى العمل في ليبيا بعد الانفراج الذي بدأت تشهده العلاقات الليبية-الاميركية. وهنأت القذافي والليبيين بذكرى الثورة.
وقال مقدمو الاذاعات الرسمية ان جميع الذين "ناصبوا ليبيا العداء جاؤوا اليها من اقصى الغرب والشرق وتوافدوا اليها".
وكانت ليبيا عانت من فترة حصار دولي تجاوز عشر سنوات اثر سلبا على نمو اقتصادها واستثمار مواردها بالشكل المناسب نتيجة تداعيات قضية لوكربي.
وبدأت الثورة في الاول من ايلول/سبتمبر 1969 عندما قامت مجموعة من الضباط الذين اطلقوا على انفسهم اسم "الضباط الاحرار" بقيادة معمر القذافي بالاطاحة بالملك ادريس السنوسي في انقلاب ابيض.

أ.ف.ب