فلسطيني يرى عروسه في رفح المصرية وزواجه في انتظار اتفاق

توم بيري من رفح (مصر): التقى محمد حسين بخطيبته لاول مرة هذا الاسبوع عندما عبر من غزة إلى مصر بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من منطقة الحدود.ورحلة حسين كغيره من الاف الفلسطينيين من أبناء غزة الذين عبروا الحدود منذ باتت تحت السيطرة المصرية يوم الاثنين هي أول مرة في حياته يخرج فيها من القطاع الساحلي.

وقال حسين (23 عاما) وهو يقف أمام فتحة في سياج حدودي خرساني فتحها نشطاء فلسطينيون بعد الانسحاب الاسرائيلي "لا أصدق أنني خرجت من غزة."

وكان ينتظر العودة إلى غزة مع خطيبته الفلسطينية التي تعيش في الجزء الواقع داخل الحدود المصرية من بلدة رفح التي تمتد عبر الحدود بين مصر وقطاع غزة.

وكانت إسرائيل تسيطر على الحدود منذ حرب عام 1967 إلى أن استلم حرس حدود مصريون السيطرة عليها.

وقال حسين "خبرتني عائلتي عنها (خطيبته). كنا على اتصال من خلال الانترنت ثم أصبحنا على اتصال طول الوقت" مضيفا أن صديقا له هرول أيضا إلى رفح وعاد بخطيبته من الجانب المصري.

لكن من غير المحتمل أن تمكث خطيبة حسين فترة طويلة في غزة خلال هذه الزيارة. فمصر التي فتحت الحدود مؤقتا لتتيح للفلسطينيين الاحتفال بالانسحاب الاسرائيلي قالت إنها ستغلق الحدود في وقت متاخر يوم الأربعاء بعد انتهاء المهلة.

لكن الفلسطينيين استمروا في التدفق إلى مصر حتى ساعة متأخرة من يوم الاربعاء بعد انتهاء المهلة في الساعة السادسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش). وبعضهم أحضر عبوات فارغة من البلاستيك لملئها بالبنزين المصري المدعوم.

وعلى مدى الايام الثلاثة الماضية تدفق الفلسطينيون عبر الحدود وكانوا يتسلقون أحيانا منحدرات صنعوها لاجتياز الجدار المرتفع أو يتسلقونه بحبال.

وبمجرد دخولهم رفح المصرية والعريش اشتروا كل شيء على أرفف المحلات حيث يخزنون أغذية وتبغا وسلعا أخرى أرخص سعرا في مصر مقارنة مع غزة.

وتنشر مصر 750 فردا من حرس الحدود في المنطقة بموجب اتفاق مع إسرائيل.

وقالت الدولة اليهودية التي تشك في قدرة السلطة الفلسطينية على منع تهريب الاسلحة إلى غزة انها توصلت إلى اتفاق مع القاهرة يتيح لها البقاء ستة أشهر قبل افتتاح معبر رفح رسميا بينما يجري تجديده.

واقترحت إسرائيل بناء معبر جديد عند نقطة التقاء الحدود المصرية الاسرائيلية مع حدود قطاع غزة لكن الفلسطينيين رفضوا الفكرة.

وتقول إسرائيل إنها تريد طرفا ثالثا كالاتحاد الاوروبي للاشراف على معبر بين غزة ومصر.

وفي الماضي كانت إسرائيل تمنع شبانا فلسطينيين من السفر إلى مصر. ولم يكن يتسنى لكثيرين اخرين السفر إذا كان أفراد من عائلاتهم في سجون إسرائيلية بسبب يتعلق بأعمال النشطاء في اطار الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي التي بدأت في عام 2000.

وكانت اجراءات التفتيش التي تستهلك الوقت على الحدود الاسرائيلية تمنع اولئك الذين يمكنهم السفر.

لكن أحدا لم يكن يفتش الاف الفلسطينيين الذين كانوا يحملون علب الجبن ورقائق البطاطس والسجائر يوم الاربعاء. ولم يعر أحد انتباها لعلي أبو حسنين في طريق عودته إلى غزة ومعه شاة تباع في مصر بنصف ثمنها في غزة.

وقال بينما ينتظر مع حشود من الفلسطينيين الآخرين للعبور عبر الفتحة الضيقة المثقوبة في السياج الحدودي الخرساني مع غزة "نريد أن نأتي ونعود كيفما شئنا."

بينما يقول حسين أن خططه للزواج ستعتمد على اتفاق يتم التوصل اليه بين الاسرائيليين والمصريين والفلسطينيين.

وأضاف "لا بد أن ننتظر لنرى ماذا سيحدث بالنسبة للمعبر ... يجب ان نعيش كغيرنا في العالم.. يجب أن ننعم بحريتنا."

رويترز