خالد طه من الدوحة:عادة متوارثة الفها القطريون كابرا عن كابر ولا يخلو بيت من التمسك بها انها(الصوغة) التي يرجع بها الحجيج من الاراضي المقدسة وتوزيعها على الاهل والاحباب والجيران والاصدقاء.

هذه العادة التي درج عليها الحجاج القطريين منذ القدم كانت لا تتعدى سجادة الصلاة وبعض اللعب للاطفال وأشهرها تلك الكاميرا التي تحتوي على صور للكعبة والحرم وعرفات ومنى.

ومع التطور الحاصل الذي طرا لم تعد تلك laquo;الهدية raquo; كما عهدها الناس بل تعدت البساطة الى حد التكلفة...!! فهنالك من الاشخاص الذين قاموا بتجهيز هداياهم وصوغهم قبل سفرهم لأداء مناسك الحج ولم تنته هداياهم عند ذلك الحد، بل يكملوها بمجموعة اخرى يحضرونها من مكة المكرمة، مما يعني المزيد من الأعباء المالية على الحاج،

تقول الحاجة عائشة قبل سفري للحج اشتريت بعض الهدايا لأهلي وصديقاتي، فأيام الحج ضيقة، ولم تسعني لأن اتسوق شيئاً سوى بعض الأمور البسيطة كماء زمزم والسجادات الخاصة بالصلاة والمسابيح.

وتشير الى إن تقديم الهدايا عادة قديمة وجدت كنوع من العرفان والتقدير لكل الاشخاص الذين يأتون لزيارة الحاج بعد قدومه وعودته من الحج، وأيضاً لتعبر عن صفاء نفسه تجاه كل الناس بعد عودته طاهراً من ذنوبه من تلك الديار المقدسة.

و تؤكد بان شراء تلك الهدايا لا تشكل اي اعباء اقتصادية على ميزانيتها وكما تقول نحن والحمد لله نعيش فترة انتعاش اقتصادي، وحقيقة ان النساء على خلاف الرجال يهتممن بما يقدم لهن، وينظرن الى الهدية بأن تكون بقدر تقديرنا لهن، ولذلك أخجل من تقديم اشياء مألوفة كماء زمزم أو المساوك أو سجادات الصلاة، لذلك اضفت بعض الأشياء اليها حتى لا تنظر الى السيدات اللاتي سيزرنني، على أنني بخيلة.

ونفس الطرح تذكره الحاجة مريم حيث تقول عندما ذهبت الى مكة لأداء فريضة الحج، لم أتمكن من التسوق الا مرتين من أيام اقامتي العشرة كلها فالوقت كان ضيقاً ولم أتمكن من الشراء والانتقاء لأهلي واقربائي الذين سيأتون لزيارتي، بعد عودتي ولعلمي، المسبق بضيق الوقت، فضلت ان أجهز جزءاً من الهدايا قبل سفري، فتسوقت بعض الاغراض كالبخور وقطع القماش.

امر حتمي

وترى أن مسألة تقديم الهدايا أمر ضروري، ولابد منه، خاصة أن الشخص الحاج لم يذهب الى مكان عادي أو أنه ادى فريضة عادية بل أنه توجه الى أقدس الاماكن على الارض، وأدى فريضة كبيرة وسيعود منها طاهراً من الذنوب والخطايا باذنه، فلا يجد الحاج الا تقديم الهدايا تعبيراً منه عن مدى سعادته لتمكنه من أداء الفريضة الأعظم.

وعن مسألة المبالغة في شراء الهدايا قبل السفر وبعده قالت لم تعد الحياة ببساطتها التي عهدناها سابقاً، فمستوى دخل الفرد ارتفع لذلك لابد من مراعاة كل ذلك والحرص على شراء الهدايا المناسبة التي تليق بالمستوى العام فأنا بطبيعة عملي كمدرسة لا يليق بي أن احضر هدايا رخيصة لا قيمة لها، فقد تتحدث عني النساء.

وبدوها ترى الحاجة (أ ف ) ان هناك من العادات والتقاليد التي يفرضها علينا المجتمع والتي لا نقدر على مخالفتها ومنها تقديم laquo;الصوغةraquo; للأهل والاقارب، ففي اثناء قيامي بالحج هذا العام، حرصت على أن اشترى الهدايا وخاصة للذين قدموا لي الهدايا من قبل، فأنا اقدر من يقدرني.

واضافت : كان زوجي كثير التذمر من قيامي، بذلك، وخاصة انه سيؤثر على ميزانية المنزل، ولكن مسايرة النساء والعادات أمر لابد منه، وذلك حتى لا أقع في دائرة القال والقيل بينهن.

واعتبرت أم سعود: ان عادة تقديم الهدايا أو الصوغة التي تقدم من قبل الحجاج، عادة قديمة جداً، ومتعارف عليها في منطقة الخليج على وجه الخصوص.

غير انها ترى ان مفهوم laquo;الصوغةraquo; خرج عن حدود السيطرة وتجاوز حدوده السابقة خاصة بعد ان كثر الاهتمام بها من قبل النساء حيث أن الكثيرات منهن يقمن بالتسوق قبيل سفرهن للحج، فيشترين البخور وقطع القماش والحناء وما شابه ذلك، ويضفن إلى تلك الهدايا المزيد عند سفرهن لأداء الفريضة.

وتضيف كانت الصوغة تقدم للأهل والأقرباء على سبيل الحب والشكر لهم، أما الآن فأصبحت تقدم للقريب والبعيد على الرغم من ان الناس لم يعودوا محتاجين الى من يقدم لهم الهدايا، كحال الزمن الماضي فما أن تقوم سيدة بتقديم هدية لاحدى قريباتها الا وفرحت بها وأما الآن فمعظم الهدايا قد تهمل أو أنها تقدم للخدم وخاصة تلك الأقمشة او ما شابه ذلك.

اوقفوا هذه العادة

واكدت على وجوب أن يتوقف الناس عن هذه المبالغات، وتقول من وجهة نظري، فأنا أجد المبالغة في شراء الهدايا، يدخل في اطار الاسراف والابتعاد عن الفريضة الأساسية بالتفكير بأمور دنيوية لا قيمة لها، ويكون الحاج ذو الدخل المحدود هو الخاسر الوحيد والذي يدفع الثمن لمسايرة تلك العادات الموضوعة والمبالغ فيها.

وترى (ا س ) انها هناك مبالغات الكثير من النساء في شراء الهدايا أو laquo;الصوغةraquo; وهو امر قد بدأ بالتزايد منذ السنة الماضية، وذكرت: أعجب ممن يقدمون على فعل ذلك، فالمرء منا من المفترض أن يفكر في أن يخلص في أداء الفريضة الكبرى لا أن يفكر في ما سيقدم للاشخاص الذين سيأتون لزيارته من بعد عودته، فهذا دليل على تعلقه بأمور الدنيا ولم يخلص في حجته لله.