أسامة العيسة من القدس: لا تقتصر سيطرة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، على المظاهر العسكرية والاستيطان، وهو ما يبرز عادة في وسائل الإعلام، ولكنه يمتد ليشمل الثورات الطبيعية الفلسطينية، وابرزها المحميات الطبيعية، مثل محمية عين فارة، في برية القدس.
وتعتبر ينابيع عين فارة، فريدة من نوعها في فلسطين، وتتميز بغزارة مياهها التي تخرج من الصخور، وتجري مشكلة العشرات من الشلالات والبرك التي حفرها جريان المياه، طوال الاف السنين في الصخور.
وتشق المياه طريقها بين الجبال الجرداء الشاهقة، في بيداء البحر الميت، لتلتقي مع عين أخرى يطلق عليها اسم (عين الفوار) فعين ثالثة هي (عين القلط)، مكونة ما يعرف باسم (وادي القلط).


المياه تنساب في احدى المحميات
وتخضع المحمية للإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي تنظم دخول الإسرائيليين إليها، ورغم أن المنطقة معلنة كمحمية، إلا أن ذلك لم يمنع إسرائيل من إنشاء عدة مستوطنات على قمم الجبال تحيط بالمحمية ووادي القلط.
ويعتبر خبراء في البيئة، أن النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة، أحد اكبر العوامل المدمرة للبيئة الفلسطينية، حيث تؤدي أعمال تشييد المستوطنات إلى تدمير أشجار ونباتات برية وتقضي على موائل لكائنات حية بعضها من النوع النادر.
وتعيش أنواع مختلفة من الأسماك وسط المياه، ويمكن للزائرين إمساكها باليد، بالإضافة إلى كائنات مائية أخرى.
وتنتشر في المحمية أديرة تعود للعهد البيزنطي، اختار رهبان تلك الفترة موقعها وسط الصحراء، كمكان مثالي للتأمل وعيش حياة الرهبنة.
وتشرف على هذه الأديرة بطريركية الروم الأرثوذكس، وتضم عادة رهبان يوناني الجنسية، يعتمدون في تلبية حاجاتهم اليومية، على أدوات بدائية.
وما زالت آثار العشرات مما يطلق عليها (قلايات) وهي الأمكنة التي تشبه الكهوف التي كان يستخدمها الرهبان للتنسك ظاهرة في أعالي الجبال على امتداد الوادي الذي تصب مياهه في البحر الميت.
وتعتبر المحمية، مكانا مثاليا لتكاثر أنواع مختلفة من الطيور المقيمة والمهاجرة، ويتخذ بعضها من قمم الجبال المنحدرة أعشاشا لها، خصوصا الطيور الجارحة كالصقور والنسور.


أميركية تمارس رياضة التسلق في احدى المحميات
وتعيش بعض الحيوانات بكثرة في المحمية مثل الوبر الصخري والغزلان، مستفيدة من الأجواء الدافئة شتاء والرطبة صيفا.
وبالنسبة لكثير من الإسرائيليين فان المكان مناسب لرياضة المشي، ولآخرين فانه الأفضل لممارسة تسلق الصخور.
وتوجد أماكن مخصصة لرياضة تسلق الصخور، وتستقطب هذه الأماكن رياضيين وهواة من الخارج، بالإضافة للرياضيين الذين يقصدون المنطقة من مختلفة المناطق الإسرائيلية.


ورغم أن المحمية والمناطق المحيطة بها، تعتبر أراض فلسطينية محتلة، ولم تقدم إسرائيل على ضمها، وتخضع لسيطرة الإدارة المدنية الإسرائيلية، إلا انه يحظر على الفلسطينيين الوصول إليها.
وبينما تتسع الفرص للإسرائيليين لقضاء عطلاتهم، لتشمل المحميات الطبيعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فان الفلسطينيين، يظلوا محرومين من أشياء كثيرة، من بينها ارتياد مناطقهم التي تحوي ثروات طبيعية فريدة.