طلال سلامة من روما: باتت الحقيقة التخيٌلية (Virtual Reality) أكثر واقعية خاصة في مجال التطبيقات الطبية. فاليوم تبتهج المرأة الحبلى، لدى فحص التصوير الطبي عبر الصدى (Echography)، برؤية قَسْمَة من قسمات وجه جنينها عدا عن القدرة على لمس جسد مولودها... قبل ولادته! والخبر ليس جزء من فلم خيالي علمي إنما يعرض ما يحصل بالفعل في مرحلة المشروع الجديد التجريبية، في قسم الطب النسائي والتوليد بجامعة سيينا (Siena)، بوسط إيطاليا. ويسمى المشروع quot;في توتشquot; (Fetouch) وطُوٌر في مختبر الأنظمة والأتمتة في قسم الهندسة المعلوماتية بجامعة سيينا. وهذه أحدث quot;معجزةquot; في حقل تطبيقات الحقيقة التخيٌليٌة، التي تعرض لمحة الجنين على شاشة الكمبيوتر بصورة ثلاثية الأبعاد (3D) وتسمح لأمه المستقبلية بملاطفته، بحنان، من طريق السطح البَيْني اللمسيٌ (Haptic Interface) المتجسٌد على شاشة الكمبيوتر.

ما هو السطح البيني؟

السطح البيني عبارة عن جهاز آلي قادر على محاكاة التفاعل اللمسيٌ بين المستعمل والأجسام الموجودة في البيئة

عملية التحويل، من صور ثنائية الأبعاد الى صور ثلاثية الأبعاد

الافتراضية. في الواقع، يمارس هذا الجهاز قوة، تتقلب درجة قسوتها، على يد المستعمل، الذي يديره، منتجةً بالتالي شعور حاسة اللمس في يده عندما يتفاعل مع تلك الأجسام الافتراضية. هكذا، يُغنى التفاعل مع العوالم الافتراضية أيضاً بحاسة اللمس لزيادة واقعية الإبحار من خلالها. وتطبيقات الحقيقة التخيٌلية متنوعة، وتتضمن المجالات مثل الترفيه والتعليم، لكن الطب استفاد منها أكثر من الحقول الأخرى وبشكل خاص.


الأبحاث والنتائج الحالية

أكدت النتائج العلمية المشجعة بأن إمكانية quot;لمسquot; الجنين، بصورة ثلاثية الأبعاد، تساعد في تخفيض حالة القلق التي تعيشها الأم المستقبلية، بحسب البروفيسور دومينيكو براتيكيتزو، من جامعة سيينا، الذي لا يشمل مشروع فريقه تطوير برمجة واحدة عبر السطح البيني، المومى إليه في الأعلى، فحسب إنما يتطرق الى هندسة أجهزة أخرى لمحاكاة التدخٌل الجراحي أو الفحص التشخيصي أو التفاعل مع نموذج كبد افتراضي متعلق بالتدريب في حقل الجراحة الباطنية. كما تتضمن الأبحاث تخليق محاكي للثدي المصاب بورم سرطاني، حيث يستطيع الطبيب فحصه باللمس في بيئة افتراضية للتفتيش عن أية ظاهرة شاذة، ودراسة الحلول المستقبلية لإعادة تأهيل الأشخاص الذي فقدوا القدرة على الإمساك بأي شيء، في أيديهم، اثر سكتة دماغية.

ملامسة الجنين وملاطفته عبر اجهزة المسح
وعلى رغم أن جزيرة سردينيا الإيطالية محور السياحة العالمي، في الصيف، بيد أن العلماء في معهد البحوث والتطوير والدراسات العليا هناك استطاعوا مجاراة آخر المستجدات، على مستوى التصوير ثلاثي الأبعاد والبيئة التخيلية، كونهم ابتكروا شاشة كبيرة، ذات درجة وضوح عالية تساوي 7.4 ميجابيكسل، تخوٌل الراديولوجيون (الاختصاصيون الطبيون باستعمال الطاقة الإشعاعية) والجراحون والعاملون في الجراحة الترقيعية (أي إضافة عضو صناعي الى الجسم البشري كالرٍجل أو العين) في تجسيد الصور ثلاثية الأبعاد عن الأنوريسما (تمدد الأوعية الدموية)، من عدة زوايا، عدا عن إمكانية مشاطرتها، سوية مع معطياتها السريرية، مع أطباء آخرين يتواصلون ويتناقشون بينهم من على بُعد.