صلاح حسن من امستردام: تستأثر المأساة اللبنانية التي تحدثها آلة الموت الاسرائيلية العمياء بأهتمام الكثير من المواطنين الهولنديين الذين يتابعون اخبار الحرب بكثير من الحزن والغضب. ولم يكن المواطنون وحدهم من يتابع هذه المأساة فالصحافة المرئية والمقروءة والمسموعة تظهر كل يوم مدى استهتار اسرائيل في استهدافها للمدنيين وخصوصا الاطفال وكبار السن. كما قامت بعض الاحزاب اليسارية بعقد ندوات تدين الحرب وطالبت في بيانات لها بضرورة وقف الحرب فورا. اذ دعا الحزب الشيوعي الهولندي الى اقامة تظاهرة شعرية لنصرة لبنان وفلسطين شارك فيها اكثر من ستة عشر شاعرا هولنديا واجنبيا.
( ايلاف ) سألت بعض المواطنين الهولنديين وغير الهولنديين عن مشاعرهم ازاء ما يحدث في لبنان وفلسطين من تقتيل على ايدي القوات الاسرائيلية الغاشمة فكانت اجاباتهم حزينة وغاضبة ومشاعرهم مع لبنان واللبنانيين وطالبوا جميعا ان يتدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب فورا.
السيدة بلونا خلاسترا وهي سكرتيرة متقاعدة قالت : لا اعرف ماذا اقول عن هذا الحدث المرعب.. انني اعيش خلف السفارة اللبنانية وكنت ارى الدبلوماسيين اللبنانيين يتحركون بسرعة وارتباك، ومن خلال ذلك كنت اقدر الموقف. لم تكن السفارة اللبنانية قبل الحرب في مثل هذا النشاط، انها تعج كل يوم بالدبلوماسيين من كل مكان وهذا شيء جيد وربما يساعد في وقف الحرب بسرعة. لم اكن اتمنى ذلك للبنان ولا للعراق ولا لفلسطين ولا لارتيريا ولا لاي بلد في العالم. انا لا افهم لماذا لا يتدخل المجتمع الدولي لوقف هذه المجازر.. انه شيء فظيع للغاية.. انا حزينة وغاضبة كثيرا.
السيدة مليدريت مدندورب وهي ناشطة في مجال حقوق الانسان قالت : كل الاجيال في لبنان عاشت المعاناة نفسها. لقد رأيت احد المسعفين يحمل امرأة في السبعين من عمرها منشورة في جريدة الشعب الهولندية ولا اعرف متى يستطيع اللبناني ان يهدأ ويشعر بالراحة. امريكا ارادت ان تنقل الديمقراطية الى الشرق الاوسط ولكن كيف يمكن نقل الديمقراطية عن طريق الحرب وقتل الاطفال ؟؟ هذا اسوأ مثال تقدمه امريكا عن الديمقراطية.. الحرب الدائرة الان هي التي تهدد الديمقراطية. انا اكره اسرائيل لانها تجعل المشكلة دائمة ومستمرة واظنها لا تبحث عن حلول لمشاكلها وهذا بالضبط ما يجعل الناس ينخرطون في حزب الله الذي سيكون شبيها باسرائيل. لا افهم كيف يمكن ان تحطم اسرائيل بلدا بهذا الشكل الفظيع مع كل ما بناه الناس في السنوات الماضية. اظن ان اسرائيل خائفة لانها محاطة ببلدان تكرهها لهذا كان ردها بشعا على لبنان.
الشاعرة ومدًرسة الشعر في المدارس تريس ستيخس تحدثت ل ( ايلاف ) بمزيد من الحزن والالم وقالت : لا اعرف ماذا اقول او كيف افكر بهذه الحرب.. اعتقد انه من غير الممكن ان تفلت الامور من بين ايدينا بهذه السرعة وهذا العنف. انني انظر الى ما يحدث برعب رهيب. قبل كل شيء ان الاحساس المزعج الذي ينتابني الان هو ان المولعين بالحروب مازالوا يتلاعبون بمصائر الناس من طرف واحد اشباعا لرغباتهم السادية بهذه الطريقة البشعة. لقد رأيت بالتلفزيون الاسرائيلي امرأة تشرح لابنها الصغير كيف تسقط الصواريخ على لبنان وكانت مسرورة بذلك. انها تبذر الانتقام والكراهية في مخيلة طفلها. ما زلت اعتقد ان التنشئة التي يمارسها الطرفان هي التي تقوم بتغذية هذه الحرب. كيف اصف لك مشاعري.. انني مهيضة الجناح.
الشاعر التركي - الهولندي ابراهيم اركولو وهو يقضي اجازته في انقرة كتب لنا يقول : قرأت قبل ايام في احدى الصحف التركية ان الطائرات الاسرائيلية اغارت مرة اخرى على لبنان وقلت عددا كبيرا من الاطفال في منطقة قانا.. اطفال ابرياء وضحايا ليس لديهم أي ذنب بهذه الحرب. هذا هو الوجه النتن للحرب. اسرائيل تدمر لبنان كأنها في الحرب العالمية الثانية. لا اعرف كيف اصف الوضع.. الكلمات تعجز عن ذلك.
السيد ستيف دينيت مدير مهرجان لاهاي لحقوق الانسان وعضو المجلس البلدي السابق يقول : انني اجد هذه الحرب كريهة جدا وتجعلني اشعر بالاشمئزاز وينبغي ايقافها فورا. كما ينبغي تفريق الطرفين عن بعضهما البعض واحلال السلام لكي يعيش الجميع بهدوء. ولكن الظروف الان تجعلني استبعد أية امكانية لذلك. على الاخر ان يقر بوجود الاخر واذا تعرض احدهم الى تهديد فله الحق في الدفاع عن نفسه. ولكنني امقت ان يقوم هذا الاخر واقصد اسرائيل باحتلال الارض.. امقت ان تقوم ببناء جدار فاصل. انا ضد من يستخدم الدين في مثل هذه الصراعات وضد العنف الذي يطال أي شخص. ولست ساذجا لاصدق انه يمكن قيام جنة على الارض كما يفعل الاقوياء، ولكن القوي هو المجتمع الدولي وهو الذي ينبغي ان يتصدى لوقف الحرب وان يقر السلام. انني امقت هذه الحرب، هذا ما اريد قوله.
- آخر تحديث :
التعليقات