وفوز حماس وهزيمة فتح
2006 عام الخطف والاغتيالات بالساحة الفلسطينية


سمية درويش من غزة: شهد العام 2006 أحداث دراماتيكية غيرت معالم الخارطة السياسية الفلسطينية ، كان أبرزها صعود حركة حماس ذات التوجه الإسلامي لسلم الحكم بالسلطة الوطنية ، وهزيمة حركة فتح التي قادت الثورة الفلسطينية على مدار عقود من الزمن ، ونجاح المجموعات المقاتلة بخطف جندي إسرائيلي من قاعدته العسكرية جنوب غزة ، وتزايد عمليات خطف الرعايا الأجانب.
مجمل هذه الأحداث المتسارعة أدت إلى موجة قتال داخلية بين حركتي فتح وحماس مع الخشية من نشوب حرب أهلية ، في حين سارعت إسرائيل إلى ضرب المناطق الفلسطينية بقوة عقب خطف الجندي الإسرائيلي quot;جلعاد شاليطquot; ، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى من الفلسطينيين.


فوز حماس وهزيمة فتح
وقد أدى فوز حماس الكاسح بالانتخابات التشريعية التي جرت بتوافق وطني في الخامس والعشرين من كانون ثاني quot;ينايرquot; العام 2006 ، الى قيام سلطة فلسطينية برأسين هما رئيس السلطة محمود عباس القيادي المعتدل ، ورئيس الوزراء إسماعيل هنية القيادي في حماس.
وسرعان ما جاء رد الفعل الإسرائيلي والدولي على فوز حماس بحصار سياسي ومالي وقطيعة خنقت الشعب الفلسطيني ، لاسيما وان أدبيات البرنامج الحمساوي يشير إلى زوال إسرائيل لصالح قيام دولة فلسطينية على كامل الأراضي المحتلة.


جلعاد شاليط
وفيما تحاول حكومة حماس الوليدة التقاط أنفاسها لتدبير أمور السلطة ، قامت كتائب القسام الجناح المسلح لحماس بالاشتراك مع مجموعات مقاتلة أخرى بخطف جندي إسرائيلي في الخامس والعشرين من حزيران quot;يونيوquot; الماضي ، ما دفع إسرائيل الى اعتبار السلطة الفلسطينية quot;سلطة إرهابيةquot; وقطعت جميع الصلات معها ، وجمدت ملايين الدولارات من رسم الجمارك.


خطف واغتيال
وشهد العام 2006عمليات خطف بالجملة لرعايا الأجانب كان أشهرها في الرابع عشر من آب quot;أغسطسquot; الماضي حين تبنت منظمة مسلحة أطلقت على نفسها quot;كتائب الجهاد المقدسquot; اختطاف الصحافي الأميركي مراسل محطة فوكس نيوز والمصور النيوزلندي ، كما تم خطف الدبلوماسي المصري حسام الموصلي في التاسع من شباط quot;فبرايرquot; الماضي.
فيما سجل عام 2006 العديد من عمليات الاغتيال التي راح ضحيتها ضباط وقيادات في صفوف أجهزة الأمن وكذلك من الفصائل السياسية ، وكان أكثرها تأثيرا على مشاعر الشارع الفلسطيني مذبحة الأطفال الثلاثة التي وقعت في الحادي عشر من كانون أول quot;ديسمبرquot; الماضي ، حيث عقبتها موجة عنف راح ضحيتها العشرات من عناصر فتح وحماس.


عمليات تفجيرية
ولم تستطع المجموعات المسلحة تنفيذ هجمات تفجيرية داخل العمق الإسرائيلي على غرار السنوات السابقة ، فيما سجلت حركة الجهاد الإسلامي في السابع عشر من نيسان quot;ابريلquot; الماضي هجوما فدائيا في محطة للحافلات الإسرائيلية بتل أبيب أسفر في حينه عن مقتل تسعة أشخاص.
وفي السادس من تشرين ثاني quot;نوفمبرquot; الماضي فجرت quot; ميرفت مسعود quot; أول فلسطينية من حركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة جسدها وسط تجمع للجيش في بيت حانون ، في حين فجرت فاطمة النجار مسنة فلسطينية نفسها في الثالث والعشرين من الشهر ذاته وسط مجموعة من الجيش الإسرائيلي شمال غزة.


أول معركة بين فتح وحماس
وكانت أول معركة نارية بين أنصار فتح وحماس في الثاني والعشرين من نيسان quot;ابريلquot; الماضي والتي اندلعت في محيط جامعتي الأزهر والإسلامية بغزة وأسفرت عن إصابة العشرات بجروح ، وذلك عقب تصريحات أطلقها خالد مشعل زعيم حماس بالخارج ، حيث اتهم مسؤولين ووزراء سابقين بالسلطة بالفساد والتآمر على حكومة حماس.
خطف سعدات ورفاقه
وفي الرابع عشر من آذار quot;مارسquot; الماضي ، اعتقلت إسرائيل احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية ، ورفاقه الأربعة من سجن أريحا في عملية عسكرية كبيرة استمرت 12 ساعة ، حيث قتل وأصيب العشرات فيها من سجناء وقوات الأمن الفلسطيني.
وكان الأعضاء الخمسة في الجبهة معتقلين في هذا السجن منذ 2002 تحت إشراف مراقبين بريطانيين وأميركيين ، بتهمة اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي في تشرين الأول quot;أكتوبرquot; العام 2001 في فندق في القدس الشرقية.

مستقبل قاتم
ويستقبل الفلسطينيون عام 2007 وسط توقعات مستقبلية قاتمة لتفجر العنف الداخلي وعدم تمكن الحركتين الرئيسيتين من التوصل لاتفاق يفضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية ، وقرب انهيار التهدئة التي تم التوصل إليها مع الجانب الإسرائيلي في أواخر شهر تشرين ثاني quot;نوفمبرquot; الماضي.