سيف الخياط من بغداد:رحل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي صباح الاحد الى العصمة البريطانية لندن لاجراء فحوصات طبية للمرة الثانية خلال شهور قليلة. واثار سفر المالكي سخط العراقيين الذين يشهد بلدهم ازمات عديدة ومركبة منذ الاطاحة بالنظام السابق خصوصا في القطاع الصحي والخدمات والامن غير المستتب.

وياتي سفر المالكي في ظل تزايد التهديدات التركية داخل الاراضي العراقية الشمالي واعلان الحكومة الكردية المقاومة المسلحة في حال تعرض مدنها ومدنييها الى المزيد من الضربات بعد ان تعرضت البنى التحتية لمدينة العمادية العراقية الى قصف من قبل الجانب التركي، واعطى سفر المالكي شعورا بالتهرب من المسؤولية او صفقة سياسية لمزيد من الضغط على السياسيين الاكراد في ماراثون السباق لتقرير مستقبل مدينة كركوك الغنية بالنفط.

وقد اعلنت بغداد اليوم الاحد حضر التجوال على الدراجات النارية والهوائية تحسبا لاستخدامها من قبل الجماعات المسلحة وتنظيم القاعدة في استهداف جموع الشيعة العراقيين وهم يؤدون طقوس دينية سنوية تسمى باربعين الحسين يسيرون فيها مشيا على الاقدام من جميع المدن باتجاه كربلاء جنوب بغداد، كما منعت السلطات الامنية استخدام عربات الدفع اليدوية او التي تجرها حيوانات من السير في العاصمة.

ويعبر العراقيون عن خيبة املهم برئيس الوزراء الذي ترك البلد في اوضاع بالغة الصعوبة والتعقيد خاصة بعد ان اعلن ان سفر المالكي غير عاجل او خطير.

وقد اعلن المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء ياسين مجيد في وسائل الاعلام ان quot; الفحوصات التي ستجرى للمالكي في لندن هي مكملة للفحوصات السابقة التي اثبتت انه يتمتع بصحة جيدة, وان الفحوصات الجديدة هي روتينة, وانه لايعاني من وعكة صحية وان الزيارة ستستمر عدة ايامquot;.

ويعاني قطاع الصحة في العراق نقض كبير في الادوية والكوادر الطبية البشرية عقب هجرة العديد من الاطباء الى دول الجوار عقب مقتل وخطف عدد منهم وتعاني والمستشفيات المتخصصة من اهمال كبير ايضا.

يقول عبد الامير المياحي معلم رياضيات 40 عام من سكنة بغداد وهو يحمل ابنه المصاب بوعكة صحية في مستشفى الطفل العربي غرب بغداد quot;ان سفر المالكي الى لندن للقيام بمجرد فحوصات روتينية مؤشر على انه غير مقتنع بمستشفيات بغداد وواثق بان الرعية الطبية غير جيدة وناجحة ولكونه يمتلك السلطة والنفوذ ذهب الى لندن وترك اطفال العراق يعانون يوجون الموت في مستشفياتهquot;.

وتقول بتول عبد النبي 30 عام من سكنة بغداد تتعالج في مستشفى الهلال الاحمر العراقي quot;احاول الحصول على حقن طبية لعلاج اختلاف الدم ولم استطع الحصول عليها في مستشفيات العراق ورئيس الوزراء ينفق الاف الدولارات من اجل فحوصات روتينية كان يمكنه ان يجريها في اي مختبر او مركز طبي بسيط في العراق لان وضعه الصحي كما اعلن مطمئن لكنه غير مهتم بالاف العراقيين الذي صوتوا لهم في الانتخاباتquot;.

ورغم التدهور الكبير الذي يشهده قطاع الصحة في العراق الا انه يعمل بقدرات استثنائية لمعالجة ضحايا اعمال العنف والتفجيرات اليومية ما دفع طبيب عراقي في بغداد رفض الكشف عن اسمه خشية تعرضه الى الطرد من وظيفته اذا ما ادلى بتعليق عن رئيس الوزراء باسمه الصريح ويقول الطبيب quot;لقد علمت ان رئيس الوزراء قد اجرى قسطرة لشرايين القلب في رحلته العلاجية السابقه وفي بغداد يمكننا اجراء مثل هذه العمليات ولا تستوجب السفر الى لندن كما ان اجراء فحوصات متابعة لعملية القسطرة بسيطة ايضا ويوجد في بغداد مستشفى متخصص في المنطقة الخضراء وقريبة جدا من رئاسة الوزراء ومحمية من قبل القوات الامريكية وسفره المالكي الى لندن يجعله في واد والشعب في واد اخرquot;.

في حين يعتبر مواطنين اكراد من شمال العراق ان رئيس الوزراء يحاول التهرب من مسؤولياته في مواجهة الخطر الخارجي التركي الذي يهدد امن وسلامة الاقليم الكردي الامن.

يقول شيرزاد الجاف 36 عام من مدينة اربيل تاجر quot;ان المالكي يريد الهروب من اتخاذ قرارات سياسية ومواقف معلنة من قبل الحكومة تجاه التدخل التركي الخطير والعاجل، وان الفشل الذي تعانيه الدولة العراقية في كل مفاصلها لا يثير اهتمام رئيس الوزراء ويريد ايضا ان يعم هذا الفشل على في المناطق الناجحة وهي اقليم كردستانquot;.