إما سعياً وراء الكسب السريع أو لكسب الاعتبار
الفتيات يزاحمن الشباب على ترأس العصابات في ألمانيا
اعتدال سلامه من برلين: يتذكر المتوسطون في العمر مشاهد من أفلام العصابات الأميركية التي سادت السينما في الستينات وحتى منتصف السبيعينات مثل الفيلم الأميركي بوني وكلايد وهي عصابة حقيقية مشكلة من رجل وامرأة شغلت الولايات المتحدة في الثلاثينيات وكانت بوني عنوان المرأة القوية التي اتقنت الاغراء وفي الوقت نفسه موهبة التخطيط لسرقات كبيرة. الا ان مثل هذه الافلام لم تؤثر على الفتيات في هذا الوقت كما أثرت الافلام الرومانسية عليهن والسبب في ذلك حسب تحليل خبراء اجتماع وتربية ان المجتمعات كانت أكثر تراصا ومحافظة، كما وأن وسائل الاعلام مثل التلفزيون كان يبث برامج خاضعة للرقابة بينما الوضع اليوم يخضع للعرض والطلب والتلفزيون افضل الوسائل لترويج لأي افكار كانت شيطانية أم صالحة.
ولهذا السبب برزت في ألمانيا فتيات يزاحمن حاليا الشباب حتى في ترأس عصابات السرقة وتهريب المخدرات إما سعيا وراء الكسب السريع او كي يشعرن بان لهن اعتبار في مجتمعهن الصغير والمعزول. وما يقلق المجتمع الالماني حاليا ظاهرة ترأس الفتيات والنساء للعصابات خاصة عصابات السطو وتهريب المخدرات، مما سجل إرتفاعا في عدد الجنح التي ارتكبنها في السنوات القليلة الماضية.
وتقول دراسة صدرت مؤخرا ان الفتاة تأثرت كثيرا كما الشاب بالعنف الاجتماعي والافلام الاميركية خاصة التي تتحدث عن المرأة الحديدية وذات القوة الخارقة يضاف الى ذلك مشاكل تأثيرات تفسخ العلاقات العائلية. فنتيجة لذلك بدأت بالانخراط في تجمعات لها طابع العداء للمجتمع والسلطة التي تتمثل بالسلطة الكلاسكية أي الحكومة والعائلة.
وتلتحق عادة الفتاة التي يستهويها العنف بتجمعات تلبي رغباتها، وتصل اليها اما عن طريق صديق ام صديقة او حضور حفلات موسيقية لها طابع العنف او العداء للاجانب وهي متوفرة في اوساط اليمين المتطرف، ومن ثم يستهويها ما يحدث في الداخل من تعاطي مخدرات وشرب الكحول، ومن اجل الالتحاق بهذه المجموعة او تلك تقبل بتلبية شروط العضوية منها امتحان على ارض الواقع، اي عملية سطو او اعتداء صغير، لكن عندما تنجح تستسيغ الامر او تتورط فيه ولا تستطيع عندها الهروب لانها تلاحق وتهدد في الكثير من الاحياء من المجموعة التي التحقت بها. ومع الوقت يصبح لها انتماء معين تشكل على أساسه هي نفسها مجموعة او عصابة تظهر استعدادا بعد ذلك للقيام باي عمل مهما كان عنيفا كي تظل متزعمته.
وتشير دراسة وضعها احد التربويين في برلين الى ان وجود تجمعات يمينية متطرفة تشكل الفتيات فيها حوالي 30 في المائة من المنتسبين يقمن بأعمال عنف في الشارع خاصة ضد كبار السن والمعوقين اضافة الى السرقات . ويمكن ان يترقين الى مراكز أعلى مثل الشاب اذا ما قمن بنفس الاعمال الاجرامية او ما يتعلق بمعاداة الاجانب والهدف من ذلك الاثبات بانهن مثل الشباب، لكن في الوقت نفسه يقمن بدور الحاميات للاخريات في عصابتهن من الخطر المجهول وهو عادة من وجهة نظرهن السلطة او اليسار او الاجانب.
وتقول نفس الدراسة ان عامل المعاناة السابقة في البيت من الزوج او الصديق او العائلة او الاب يلعب دورا لدي فتيات العصابات من اجل حماية من يعتقدن انه او انها بحاجة الى حماية الآخرين، لكن في نفس الوقت هناك فتيات يعانين من معاملة سيئة من ازواجهن يلجئن الى العنف ضد الاخرين من اجل التنفيس عن الذات.
وطرأ منذ سنوات ارتفاع ملحوظ على عدد السجينات في المانيا ووصلت نسبة الجنح المختلفة التي ارتكبنها الى 22،5% ،أي قرابة 60 الف جنحة . وتشير آخر ارقام لعام 2006 الى ان عدد السجنيات في المانيا اللواتي وضعن في سجون مغلقة لانهن ارتكبن جنح بين بسيطة وخطيرة وصل الى 30 الف من بينهم 3500 سجينة خطيرة ارتكبت جريمة قتل او محاولة قتل او تهريب مخدرات او تعاطيها.
ومن الجنح المعروفة حادثتان بتخطيط وتنفيذ فتيات، الاولى وقعت في منطقة رونزنهايم بالقرب من ميونيخ،حيث فشلت اربع فتيات يتراوح اعمارهن ما بين ال14 و16 من السطو على فتاتين من عمرهن، واتضح بعد ذلك للشرطة انهن من منطقة بعيدة وتعمدت الرئيسة تنفيذ عملية السطو بعيدا عن مكان اقامتها كي لا يعرفها احد.
ويقول علماء النفس ان هذه الحادثة تدل على ان عصابات الفتيات يستهدفن الطرف الضعيف ، فهن لا يقدرن على سطو رجل، ولا يكون السطو فقط بهدف السرقة والاستيلاء على مال الغير بل كي يثبتن قدراتهن على منافسة الرجل في الكثير من الاحيان.
والحادثة الاخرى وقعت في برلين. اذ يسعى وزير داخلية اقليم برلين تسفير فيرا س . الى بلادها رومانيا لما ارتكبته منذ قدومها من جرائم مخيفة ولم يتمكن القضاء معاقبتها لانها مازالت قاصر( 16 سنة). وآخر جريمة ارتكبتها كانت عام 2005 حيث ضربت رجلا في ال69 من عمره وزوجته العجوز اثناء عملية سطو عليهما فقتلت المرأة. وتبحث السارقات مثلها عادة عن كبار السن لسرقتهم لانها تعرف انهم عاجزين عن المقاومة.واعترفت فيرا بان عمليات سطوها لا تنحصر في المانيا بل ما بين المانيا ووطنها رومانيا. وعدد الجنح التي ارتكبتها حتى الان تعدت ال130 جنحة مختلفة وبسبب القتل يجب الابقاء عليها في المانيا لمحاكمتها، لكن قبل ذلك الانتظار الى ان تبلغ سن الرشد.
التعليقات